أفاد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، اليوم الثلاثاء ببوزنيقة، بأن إزالة الكربون من عمليات ومواد البناء تعتبر مفتاحا نحو تطوير حلول مبتكرة تمكن المغرب من امتلاك بنيات تحتية أكثر استدامة. وخلال ندوة حول إزالة الكربون من مواد البناء، نظمتها "لافارج هولسيم ــ المغرب"، أكد السيد بركة على ضرورة التزام شركات البناء بأهداف تقليص أثر الكربون. واعتبر الوزير، في كلمة تلاها نيابة عنه مدير الشؤون التقنية بوزارة التجهيز والماء، لحسن معزيزي، أن هذا اللقاء، الذي يجمع خبراء من القطاع إلى جانب عدد من الطلبة، يشكل موعدا لتقاسم الأفكار المبتكرة، ويندرج في سياق رهانات تتراوح مابين تداعيات الزلزال والاستعدادات لاحتضان كأس العالم، علاوة على التحديات العالمية للاستدامة. ومن جهة أخرى، أشار إلى أن قطاع البناء يضطلع بدور جوهري في تنمية اقتصاد المملكة، موضحا أن استدامة المنشآت الخرسانية يتعين أن تبدأ من مرحلة التصميم، وتحترم خصوصيات مناطق المغرب، وتأخذ بعين الاعتبار معايير البناء من أجل ضمان أداء أفضل لهذه المنشآت. وقال إن "هذه الندوة تعد نموذجا للتعاون القائم بين القطاعين العام والخاص والتعليم العالي، اللذين يعملان معا على تعزيز الاقتصاد الوطني"، مضيفا أن الأمر يتعلق بمقاربة مندمجة لمواجهة مختلف التحديات. كما دعا إلى الرفع من عدد المبادرات ذات الصلة باستدامة قطاع البناء من أجل انبثاق حلول مبتكرة لجعل هذه الاستدامة أساس التنمية. من جانبه، أكد المدير العام لشركة "لافارج هولسيم المغرب"، خوسيه أنطونيو بريمو، أن المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة وإعادة التأهيل تعتبر نقاطا رئيسية في عمليات الشركة، إذ تأخذ بعين الاعتبار عناصر الاستدامة في مختلف عمليات التصنيع الخاصة بها. وقال إن ملاءمة احتياجات المجتمع مع جوانب الاقتصاد الدائري تعتبر أيضا محورا مهما لتطور "لافارج هولسيم المغرب"، معلنا عن إرساء مشاريع تتعلق بتدبير المياه، بالإضافة إلى حلول مستدامة في إطار إعادة تأهيل المناطق المتضررة جراء الزلزال. وشدد السيد بريمو أن "الغاية من هذا اللقاء تكمن في تشجيع الحوار وتبادل الخبرات بين الفاعلين الرئيسيين، بغية استكشاف سبل تحسين الحفاظ على البيئة وتدارس التقدم التكنولوجي للتوصل إلى ممارسات مبتكرة ومستدامة في بناء المنشآت". وبدوره، أشار المدير العام المساعد للمختبر العمومي للتجارب والدراسات (LPEE)، لحسن آيت إبراهيم، إلى أن المنشآت الخرسانية تتعرض، طيلة دورة حياتها، لهجمات من مصادر مختلفة، مما يساهم في تدهور حالتها، الأمر الذي يتطلب ملاءمة معايير الاستدامة مع التأثير البيئي. وقد تم تسليط الضوء أيضا على أهمية البحث والابتكار في مجال البناء، والتعاون بين المقاولات والفاعلين من القطاعين الخاص والعام في هذا المجال، من أجل تجاوز التحديات الطبيعية والبشرية وتعزيز مبدأ الاستدامة. وفي هذا السياق، أكد رئيس الجامعة المغربية للاستشارة والهندسة (FMCI)، نبيل بنعزوز، أن " المغرب شهد تطورا ملموسا في ما يتعلق بمشكلة الخرسانة، إذ تم تجاوز العديد من التحديات، بما في ذلك الخرسانة الدقيقة المستخدمة في الأنفاق، وبناء السدود، واعتماد مقاربة مندمجة في مجال ربط الطرق السيارة". و قال بنعزوز، في هذا الصدد، " من الواجب أن تأخذ المنظومة بأكملها، بما في ذلك المصممين وأصحاب المشاريع ومصنعي الإسمنت، في الاعتبار أسس الاستدامة لمواجهة التحديات. يمكن أن يسير الاقتصاد وإزالة الكربون جنبا إلى جنب". وشارك في هذه الندوة، المنظمة بالشراكة مع المختبر العمومي للتجارب والدراسات والمدرسة الحسنية للأشغال العمومية (EHTP)، مختلف الفاعلين في مجال البناء من القطاعين العام والخاص، علاوة على المهنيين المتخصصين في قطاعي البناء والهندسة. كما ركز هذا الحدث على آخر التطورات والممارسات المبتكرة في مجال استدامة المنشآت الخرسانية، وذلك بغية تعزيز الابتكار والتميز خلال تنفيذ المشاريع الكبرى.
مشاركة :