بحضور نخبة من كبار المسؤولين والشخصيات البارزة وأساتذة الاعلام ، انطلقت فعاليات المؤتمر العلمى السابع في الفترة من ١٧-١٨ ديسمبر 2023 تحت عنوان «الإعلام والتنمية السياحية وحماية التراث»، والتي أقامته كلية الإعلام الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، تحت إشراف الدكتور سامي الشريف عميد الكلية ،. وتم تكريم الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد اذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي ، وإهدائه الدرع الخاص بالمؤتمر وأكد الليثي في كلمته : ان السياحة تعد مصدراً هاماً من مصادر الدخل القومي و تسهم بشكل مباشر في تعظيم دور الدول سواءا علي الصعيد القومي او العالمي ، و تشكل السياحة التراثية عمود أساسي فيها ،، فهي شكل من أشكال السياحة التي تهدف إلى التعريف بالتراث الثقافي للدول وتعرف أيضا بأنها “السفر لتجربة الأماكن والأنشطة التي تمثل في الأصل قصص وشعوب الماضي”، و ترتبط سياحة التراث بالسياحة الثقافية ، مستقطبة، عادة، نفس الجمهور. و لطالما كانت إفريقية موطنا لبعض من أقدم الحضارات في العالم ، ولا سيما حضارتي : مصر القديمة و النوبة وأضاف الليثي انه من تتبع الدراسات التي ترصد الحركة السياحية ، تظهر الاتجاهات العالمية الحالية تفضيلا متزايدا بين الزوار للسفر الأكثر تجريبية وأصالة مقابل السياحة التقليدية. …مما يجعل بناء منصة للسياحة التراثية في مصر أمر بالغ الأهمية في التنمية المستدامة و تحقيق خطة ٢٠٣٠ القومية … فمصر تمتلك من المقومات التراثية ما يوهلها لتكون رائدة في هذا المضمار. وأضاف الليثي :ان هناك مساحة تماس عريضة بين الإعلام والسياحة التراثية ، مما يضفي تفاعل رائع وديناميكية للتواصل و التنمية في ما بينهما … فحين يمكن أن تكون وسائل الإعلام أداة قوية لتعزيز الماضي والحفاظ عليه، يجدر بها حاليا تشكيل الوجه الحديث لا برازه .و مع ما نشهده اليوم من ثورة رقمية طالت كل منصات الإعلام ،، هناك بعض الطرق الرئيسية التي يمكن من خلالها تعظيم الاستفادة منها ، كما أهدتنا التكنولوجيا الرقمية إمكانية انتاج الأفلام الوثائقية والمعارض التفاعلية: فتجارب الوسائط المتعددة التفاعلية تجعل التراث ينبض بالحياة. اما عن وسائل التواصل الاجتماعي: فيمكن استخدام منصات مثل Instagram وTikTok وYouTube للوصول إلى جماهير جديدة وعرض المواقع التراثية بطريقة جذابة. كما يمكن لشراكات المؤثرين زيادة القدرة السياحية للدولة. ما سردته سالفا كان مقدمة عامة و نظرة شاملة ، لكنني من خلال ترئسي لاحد اكبر الكيانات الإعلامية الدولية، سأتطرق هنا لدور الإعلام و إدارة الأزمات الدولية ( متمثلا في مواجهة الدعاية المضادة و خطاب الكراهية ) … فدائما و كل فترة ، ما نتلمس خطاب كراهية و تحامل غير حقيقي يجتاح دولنا : سواء عرقي ، ديني ، سياسي او اجتماعي …… مما يسبب أذي نفسي وضرر معنوي يهدّد سلامة القيم الديمقراطية و التي تشمل : الحق في التعبير وحماية حقوق الإنسان، وصولًا إلى إلحاق الضرر بمجتمعاتنا والعمل على التقسيم والشرذمة… حين يتحول الخطاب الرقمي إلى أعمال عنف على أرض الواقع. كيف يمكننا مهنيا و إعلاميا ان نتصدى له ؟ اري خطوات عديدة لتحقيق هذا تبدأ مكافحة خطاب الكراهية المُسبق بالإدراك … فخطاب الكراهية ينتشر على وسائل التواصل الإجتماعي مما يتنافي مع حرية التعبير التي تعتبر من أبرز حقوق الإنسان.… و هنا يأتي دور التعليم : فيجب تعزيز أخلاقيات الإعلام وتوضيح الحقوق وتعظيم دور الصحفيين في المساهمة بتحسين المجتمعات عبر: مدّهم بالمعلومات الكافية عن الحقوق : السياسية والاجتماعية والثقافية للأفراد في المجتمعات … أي… يجب ان يكون الصحفيون مجهزين بالمهارات اللازمة لتحديد خطاب الكراهية والتصدي له من خلال الدورات التدريبية و تنمية المهارات ذات الصلة. احترام الثقافات المختلفة : من خلال تعزيز حملات التوعية متعددة الثقافات ،، التي تدعو الي التعرف علي واحترام تنوع الثقافات والتقاليد. يجب أن يمارس الصحفيون المعايير المهنية في تناول هذا الامر ، مما سيكون له اثر كبير في دحض خطاب الكراهية. الدعوة الي التعريف و احترام مواثيق منصات التواصل الاجتماعي : فمن الممكن تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي من دون إلغاء الحق في حرية التعبير، من خلال التفعيل و التثقيف لقوانين. تفعيل القوانين المجرمة لخطاب الكراهية: عادة ما يكون الإفلات من العقاب نتيجة غالبة لخطاب الكراهية ، علي الرغم من وجود التشريعات اللازمة .. يمكن معالجة هذا القصور من خلال إنشاء وحدات للرصد والتقييم في غرف الأخبار… يلي ذلك ستكلف هذه الوحدات بمراقبة اتجاهات خطاب الكراهية وجمع التقارير ولفت انتباه المؤسسات الرئيسية والمجتمع المدني إليها. انشاء وحدات رصد خاصة بالمؤسسات الإعلامية الدولية لكشف خطاب الكراهية و التصدي له بالذات على وسائل التواصل الاجتماعي،،مع دعم علمي مصاحب لتطوير أدوات ومنهجيات سهلة الاستخدام لرصد هذا الخطاب واكتشافه عبر سياقات متعددة اللغات والثقافات ضمن إطار زمني يسمح باتخاذ إجراءات مضادة. و لن نغفل هنا دور شركات منصات التواصل الاجتماعي … فهي دائمآ مدعوة إلى تحسين ممارسات الشفافية الخاصة بها… كي نتمكن معا من خلق اطار تفاهمي نستطيع به سويا ان ندير أزمات الخطاب الإعلام، محققا للسلام ونابذا للعنف.
مشاركة :