هل يغري السوداني الإعلام العراقي بالمال لتلميع صورته

  • 12/22/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - يلعب المال السياسي دورا كبيرا في بلد مثل العراق يحكمه نفوذ الميليشيات والأحزاب السياسية المهيمنة، حيث نجح المال السياسي في تجنيد بعض وسائل الإعلام المؤثرة لتنفيذ أجندته، ولم تكن الحكومة بعيدة عن هذه الممارسات. وكشف مصدر حكومي مطلع لوكالة “المعلومة” العراقية طريقة الدعاية التي تلجأ إليها حكومة محمد شياع السوداني في وسائل الإعلام، والمبلغ الذي ترسله الحكومة إلى القنوات الإعلامية والوكالات الصحفية. وذكر أن المكتب الإعلامي الخاص برئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يتعامل مع العديد من وسائل الإعلام المحلية، كالقنوات والوكالات الصحفية، من أجل غاية واحدة وهي تلميع أداء الحكومة وتجميل صورتها أمام الرأي العام. وأضاف أن “المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء يقوم بإرسال الفيديوهات والأخبار وكل ما يتعلق بالنشاطات الحكومية، بشكل خاص لهذه القنوات، لغرض نشرها”، لافتاً الى أن “هذا التعامل لا يحدث دون مقابل!”. وأوضح المصدر أن “القنوات التلفزيونية والوكالات الصحفية ومن خلال نشر نشاطات السوداني، فإنها تحصل على مبلغ مادي قدره 5 ملايين دينار شهريا. (3817 دولارا أميركيا). وبيّن أن “القنوات والوكالات المشمولة بمكرمة المكتب الإعلامي تقوم بإخفاء أيّ تلكؤ أو تأخير أو غض النظر عن الأداء الحكومي، مقابل هذه المبالغ وهو ما يعاكس أسس العمل الإعلامي ونزاهته”. وتتداول الكثير من المواقع الإخبارية والقنوات التلفزيونية أخبار السوداني، ونشاطاته بصورة مكثفة ودقيقة ونقل الأخبار والتفاصيل بشكل يومي. القنوات والوكالات المشمولة بمكرمة المكتب الإعلامي تقوم بإخفاء أي تلكؤ أو تأخير أو غض النظر عن الأداء الحكومي كما أن استطلاعات الرأي هي الأخرى جاءت نتائجها مطابقة لما تريده الحكومة ما أثار استهجانا في البلاد، ففي سبتمبر الماضي أثار استطلاع للرأي أجرته هيئة المستشارين التابعة لرئاسة الوزراء العراقية لقياس مدى رضاء الناس عن الأداء الحكومي والإنجازات المحققة موجة تهكم واسعة على مواقع التواصل ، وقال معلقون “الآن على الأقل عرفنا شنو عمل هيئة المستشارين”، وتساءل آخرون “ليش نسبة التأييد ضعيفة، ليش ما تسووها 99.99 في المئة؟”. وخلص استطلاع الرأي الذي نشرته الهيئة الحكومية إلى أن 78 في المئة من الشعب العراقي يثقون بحكومة محمد شياع السوداني، وإن بشكل متفاوت. وذكر الاستطلاع أن “38 في المئة من العراقيين يثقون تماما بالأداء السياسي والخدمي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فيما أجاب 40 في المئة أنهم يثقون بأدائه إلى حد ما، مقابل 22 في المئة أجابوا بـ’لا أثق’”. واعتبر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أن الهدف من الاستطلاع تلميع صورة حكومة السوداني مع اقتراب إتمام عامها الأول، متسائلين عن الإنجازات التي تحققت للعراق منذ تسلم هذه الحكومة لمهامها في أكتوبر الماضي. وقام عدد من رواد مواقع التواصل بإنشاء استبيانات على صفحاتهم عبر منصة إكس لاستطلاع أراء العراقيين بشأن الأداء السياسي والخدماتي لحكومة السوداني، وعمّا إذا كانت تتوافق وصحة الأرقام التي عرضتها هيئة المستشارين. واعتبروا أنه من الجيد أن يهتم الفريق الحكومي بالرأي العام، ولكن هذا ليس رأيا عاما وإنما هو رأي خاص منحاز. ولا يتعلق الأمر بالأنشطة الحكومية فقط، إذ تعتمد الأحزاب السياسة على الإعلام لتلميع صورتها، وقد رصد بيت الإعلام العراقي بوصفه جهة مراقبة لوسائل الإعلام المحلية تقارير كثيرة ركزت على الدور الكبير الذي مارسه المال السياسي في توجيه وسائل الإعلام المحلية نحو وجهات تحقق غايات الجهات الممولة ومآربها، وكان ترويج الخطاب الطائفي من أبرز ما نجحت فيه العديد من الفضائيات من خلال استضافة شخصيات طائفية سياسية إضافة إلى بث أخبار مجتزأة ومنحازة تجاه قضايا محددة على حساب أخرى وطنية عامة.

مشاركة :