استضاف مهرجان الرياض للمسرح في دورته الأولى المخرج المسرحي التونسي وليد دغسني للتعليق في قراءة نقدية على مسرحية "ذاكرة صفراء" من تأليف عباس الحايك، وإخراج حسن العلي، بمشاركة فرقة "نورس" والتي تعد المسرحية الثامنة من بين مسرحيات الفرق المتأهلة في مسابقة المهرجان، والقادمة من 8 مدن. وأشار دغسني إلى أن قراءته النقدية تأتي من خلال 3 مستويات تتكامل فيما بينها لخلق الخطاب المسرحي، وهي: النص الدرامي، والأداء المسرحي، والسينوغرافيا، حيث تعد عناصر لهيكل العرض التي يجمع بينها المخرج المسرحي الذي يبحث عن التوليف بينها بحثًا عن الوحدة الجمالية والتناسق الفني. وأشاد وليد دغسني بأداء المخرج في ربط الاحداث مستعملاً أدوات تقليدية تارة بحكم تجربته ومعارفه ومشاهداته السابقة، وعصرية تارةً أخرى بناءً على ابتكاره وسعة رؤيته لكيفية إنجاز المشهد المسرحي لغاية خلق الحالة المسرحية أو ما يطلق عليه "التمسرح". ورأى دغسني أن العرض تمكن من الوصول إلى أقاصي مكنونات النص وفق رؤية جمالية مبسطة لا تطمح للإبهار وإنما إلى خلق تفاعل إيجابي بين المتفرج والمؤدي، معرباً عن أمله أن يأخذ العرض في المستقبل أبعادًا جديدة وهو ما يقع على عاتق المخرج في مرافقة الممثلين لتجويد أدائهم وضبط تدخلات الإضاءة، مع ضرورة مراجعة بعض المقاطع الموسيقية وإعادة التفكير في الملابس والاستغناء عن بعض قطع الديكور غير الوظيفية التي لم تكن مناسبة للعرض المسرحي. وتدور قصة المسرحية في زمان ومكان غير محددين حول "أنسي" الشاب الذي عاش حربًا في بلده ونزح إلى بلد آخر بعد أن أصيب في الحرب بتشوه في وجهه ورجله، فهو رسام ولكنه بلا أي علاقة مع أحد رغم أنه يعيش في البلد الجديد لأكثر من 15 عامًا بلا علاقات، حتى أنه لم يحب ولم يتزوج بسبب وصية والده بأن يعيش حرًا من دون علاقات مع أي امرأة. يُذكر أن مهرجان الرياض للمسرح الذي انطلق الأربعاء الماضي برعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، وبتنظيمٍ من هيئة المسرح والفنون الأدائية، يهدف إلى تنشيط وتفعيل الحراك المسرحي السعودي عبر حزمةٍ من العروض المسرحية السعودية لدعم الإنتاج المحلي للمسرح. ويستضيف المهرجان الذي يستمر حتى 24 ديسمبر ، في مركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بمدينة الرياض؛ دولة تونس كضيف شرف هذا العام، لتنشر معها عبق الثقافة التونسية العربية وفنّها المسرحي الإبداعي الأصيل.
مشاركة :