الرؤية- مدرين المكتومية يتسبب متحور جديد لفيروس كورونا يحمل اسم "JN.1" في قلق منظمة الصحة العالمية والعديد من الدول حول العالم، وذلك بعدما سجلت بعض الدول العديد من الإصابات، في ظل تخوفات من فرض سيطرته وعدم قدرة اللقاحات المتوفرة للقضاء عليه. وبالتزامن مع انتشار الإنفلونزا الموسمية وانخفاض درجات الحرارة، أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا حول سرعة انتشار متحور جديد لفيروس كورونا باسم "JN.1" وتسجيل عدد من الإصابات في بعض الدول، إذ يخترق المتحور الجديد الجهاز المناعي ويتسبب في نزلات برد وارتفاع في درجات الحرارة، لكنه لا يصل إلى نفس الأعراض التي سببتها متحورات كورونا. وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن تقديراتها تشير إلى أن الإصابات بالمتحور الفرعي الجديد لكوفيد-19 "جيه.إن.1" تشكل نسبة تتراوح بين 39 و50 بالمئة من إجمالي الحالات في الولايات المتحدة حتى 23 ديسمبر، مبينة أن نسبة حالات الإصابة بالمتحور الجديد تتزايد ليصبح المتحور الأكثر انتشارا في البلاد، كما أنه ينتقل بصورة سريعة من شخص لآخر ولديه القدرة على تجاوز الجهاز المناعي. وذكرت بعض الدراسات والأبحاث أن اللقاحات والاختبارات والعلاجات الحالية لا تزال تعمل بشكل جيد ضد المتحور الجديد، وأن هذا المتحور يعد من السلالات الصعبة والمقلقة لبلدان العالم، كما أنها أوصت بضرورة التقصي والبحث عن كل ما يرتبط بهذا المتحور لمكافحته. ويعاني المصابون بهذا المتحور من أعراض تشبه متحورات "كوفيد 19" مثل: السعال والتهاب الحلق والاحتقان وسيلان الأنف والعطس والتعب والصداع وآلام العضلات وضعف حاسة الشم والتذوق، وهي أيضا من علامات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية. وقد شهدت العديد من الدول مثل أمركيا والدنمارك وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا انتشارًا واسعا للمتحور الجديد، كما أنه ينتشر أيضا في أستراليا وآسيا وكندا. وينحدر JN.1 من BA.2.86، أو Pirola، وهو متغير فرعي طرأت على بروتيناته الشوكية، وهي إحدى أكبر البروتينات البنيوية الأربعة المتواجدة في فيروسات كورونا، كما أن هناك تخوفات من أن يكون المتحور يتحول لطفرات وألا تتمكن اللقاحات والأجسام المضادة ضد كوفيد 19 من مواجهته مثلما حدث مع أومكرون. ويتوقع عدد من الباحثين والمختصين أن يصبح JN.1 هو البديل الرائد لفيروس كورونا حول العالم خلال أسابيع، إذ أطلقت منظمة الصحة العالمية عليه اسم "البديل المثير للاهتمام" بسبب انتشاره المتزايد والسريع، مشيرة إلى أن المخاطر الإضافية على الصحة العامة لا تزال منخفضة. وتوصي منظمة الصحة العالمية والكثير من مراكز الأبحاث الخاصة بالفيروسات والأوبئة، باتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من العدوى بارتداء الكمامات في المناطق المزدحمة أو المغلقة أو سيئة التهوية، وتغطية الوجه في أثناء السعال والعطس، وغسل الأيدي بانتظام وتلقي لقاح الإنفلونزا للأشخاص الأكثر عرضة للإصابات الشديدة، والبقاء في المنزل في حالة المرض، وإجراء فحص التشخيص في حالة ظهور أعراض المرض أو مخالطة شخص مصاب بالإنفلونزا أو كوفيد-19.
مشاركة :