صراحة وكالات : استخدمت الشرطة البلجيكية مدافع المياه لتفريق مئات المحتجين الذين تظاهروا في وسط بروكسل يوم الأحد بعدما تجاهلوا دعوة رسمية لتأجيل المسيرات بعد تفجيرات يوم الثلاثاء. ووسط مخاوف من شن هجمات جديدة أراد المسؤولون إتاحة الفرصة أمام الشرطة للتركيز على التحقيقات التي اتسعت لتشمل دولا أخرى مما أدى إلى اعتقال جزائري في إيطاليا وتعاون في مجال المخابرات مع ألمانيا. ونفذت الشرطة 13 مداهمة جديدة في بلجيكا. واحتشد المئات عند مقر البورصة تعبيرا عن تضامنهم مع ضحايا التفجيرات الانتحارية على مطار بروكسل وقطار للأنفاق في ساعة الذروة. وقتل 31 شخصا في التفجيرات بينهم ثلاثة مهاجمين وأصيب المئات. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجمات. واتسمت معظم الاحتجاجات بالسلمية لكن شرطة مكافحة الشغب استخدمت مدافع المياه في وجه مجموعة من المحتجين وصفت وسائل إعلام محلية الكثيرين منهم بأنهم قوميون يمينيون اقتحموا الميدان وهم يهتفون ويرفعون لافتات تندد بالدولة الإسلامية. ونقلت وكالة الأنباء البلجيكية عن رئيس الوزراء شارل ميشيل قوله من غير اللائق أن يعطل المحتجون الوضع السلمي في البورصة. أدين بشدة هذه المشاكل. ووصف رئيس بلدية بروكسل إيفان مايور المحتجين بأنهم أوغاد. وقال مكتب الإدعاء إن الشرطة نفذت 13 مداهمة جديدة في بروكسل وأنتويرب وحولهما فيما يتعلق بالهجمات وجرى استجواب تسعة أشخاص وأطلق سراح خمسة منهم فيما بعد. ويبدو أن التعاون زاد مع تزايد الإشارات على وجود صلة بين تفجيرات بروكسل والهجمات التي تعرضت لها باريس في نوفمبر تشرين الثاني وسط انتقادات بأن الدول الأوروبية لم تبذل جهودا كافية لتبادل المعلومات بشأن الإسلاميين المتشددين المشتبه بهم. وذكرت وكالة الأنباء البلجيكية يوم الأحد أن مدعين وجهوا اتهامات لرجل فيما يتصل بمداهمة جرت في باريس يوم الخميس وتقول السلطات إنها أحبطت فيما يبدو مخططا لشن هجوم. وقالت الوكالة إن الرجل يدعى عبد الرحمن أ وإن مدعين قالوا يوم السبت إنه احتجز بعد إطلاق النار عليه أثناء مداهمة في منطقة سكاربيك في بروكسل. وبعد سلسلة مداهمات في بلجيكا وألمانيا قالت وسائل إعلام إيطالية يوم السبت إن الشرطة الإيطالية ألقت القبض على جزائري يدعى جمال الدين والي يشتبه بأنه زور وثائق لمتشددين على صلة بالتفجيرات. وعثر على اسم والي في وثائق أثناء مداهمة لشقة قرب بروكسل في أكتوبر تشرين الأول ومن بينها صور متشددين متورطين في هجمات باريس وبروكسل والأسماء المستعارة التي استخدموها. * شبكة من الصلات ومع اتضاح شبكة الصلات بين المشتبه بهم والهجمات قال مشرعون ألمان إن أوروبا بحاجة لتحسين سبل تبادل المعلومات بين وكالاتها الأمنية على وجه السرعة. وذكرت صحيفة دي فيلت أم زونتاج أن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية من بين وكالات الأمن الأوروبية التي لا تزال تلاحق ثمانية أشخاص على الأقل معظمهم مشتبه بهم فرنسيون وبلجيكيون. ويعتقد أنهم فارون في سوريا أو أوروبا. ووجه الإدعاء البلجيكي اتهامات لثلاثة رجال يوم السبت بينهم رجل يدعى فيصل ش قالت وسائل إعلام بلجيكية إن اسمه هو فيصل شيفو ووصفته بأنه رجل القبعة بعد أن ظهر في لقطة لكاميرات المراقبة مع شخصين آخرين. وقال شخص مقرب من التحقيق لرويترز إن المحققين لم يؤكدوا بعد بشكل كامل أن شيفو هو هذا الرجل. وأظهر مقطع فيديو نشر على حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية يوم السبت متشددا بلجيكيا يتوعد بلاده من مدينة الرقة السورية الخاضعة لسيطرة التنظيم. وقال أبو حنيفة البلجيكي بلغة فلمنكية لم تتعلموا شيئا من دروس باريس لأنكم واصلتم محاربة الإسلام والمسلمين. ولهذا أود أن أقول لكم إن الهجوم في بروكسل هو حصاد ما زرعتموه بأيديكم ومثلما تقصفون المسلمين بطائرات اف-16 سنحارب شعبكم. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة الفيديو. وقال مسؤولون إنه تم التعرف على 24 من ضحايا هجمات بروكسل حتى الآن وهم من تسع جنسيات مختلفة. وما زال هناك أربعة أشخاص لم يتم التعرف عليهم. ووفقا لأحدث عدد رسمي للضحايا يوم السبت أسفرت الهجمات عن إصابة 340 شخصا بينهم 101 شخص ما زالوا في المستشفى و62 شخصا في الرعاية المركزة وبينهم مصابون بحروق خطيرة. وبعيدا عن الاحتجاجات عند البورصة بدت شوارع العاصمة البلجيكية هادئة يوم الأحد مع احتفال الكثيرين بعطلة عيد القيامة. وقال جوزيف دي كيسيل كبير أساقفة بروكسل لرويترز إن الاحتفال بالشكل المعتاد سيكون صعبا. وأضاف تعرضت دعائم مجتمعنا والحرية واحترام الآخرين للهجوم.
مشاركة :