قراءة في كتاب: "أحبار وملونات المخطوطات أنواعها ومكوناتها"

  • 12/24/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أفرد الباحث الدكتور عبداللطيف بن حسن أفندي كتاباً بعنوان: "أحبار وملونات المخطوطات أنواعها ومكوناتها". وجاء هذا العمل الصادر من "دار جامعة الملك سعود"، في 206 من الصفحات، مقسمة على 8 فصول تناول فيها الباحث أدوات الكتابة والرسم، وأحبار وملونات المخطوطات السوداء والحمراء والزرقاء والصفراء والمواد الرابطة لأحبار الكتابة والملونات وعوامل تلف الأحبار وعلاجها وصيانتها. وأبان الباحث أن الأحبار والملونات من أهم مكونات المخطوطات والوثائق، وقد استخدمت للكتابة على الورق والرقاع والرق من الجلود وسعف النخيل، وذلك منذ أن شعر الإنسان بحاجته إلى تسجيل نجاحه وأعماله وتوثيق ما يريد. وأشار إلى أن تاريخ استعمال الأحبار يعود إلى العصور القديمة، وهي غالباً ما تكون أصباغاً كيميائية معدنية أو عضوية؛ ذات ألوان مختلفة أو صبغات ناتجة عن النباتات الطبيعية. وكان الهدف من الكتاب دراسة أهم الأحبار النباتية والحيوانية والصبغات التاريخية والمواد الملونة التي استخدمت في كتابة وصياغة وتلوين العديد من المخطوطات؛ لاسيما المخطوطات الورقية، كما يهدف إلى دراسة وسائط التلوين مثل: الصمغ العربي والغراء الحيواني، بالإضافة إلى طرق ووسائل الحفاظ على الأحبار والملونات وطرق تثبيتها. وجاء في ثنايا الكتاب أن "اللون الأسود"، هو المستحب للحبر، وعلل بعض العلماء ذلك إلى ما يوجد بين لون الحبر الأسود ولون الصحيفة البيضاء من تضاد يساعد على إظهار الكتابة في أوضح صورة، كما أنها أيسر من صناعة المداد الملون والذي يحتاج إلى مواد كيماوية ربما لم تكن ميسورة. وورد أن "الأحبار الملونة"، استخدمت منذ العصور القديمة، وكانت تستخرج من الأصباغ الطبيعية مثل: الإنديجو المستخلص من نبات النيلة والكوشنيل، وهذه الأحبار تتنوع باختلاف الأقاليم التي صنعت بها حسب ما تتوافر في هذه الأماكن من خامات فقد تتشابه الأحبار في اللون؛ لكنها تختلف في تركيبها باختلاف مكان الصناعة، وعيوب هذه الأحبار أنها حساسة جداً للتفاعلات الكيميائية والضوء والرطوبة وغيرها. وتوجد أحبار أخرى ومنها: "الحبر الذهبي"، وله طرق كثيرة لتحضيره، و "الحبر الأبيض"، و "الفضي"، و "الأحبار السرية"، وهي أحد مكتشفات بعض معارضي الخلافة العباسية؛ حيث إنهم وجودوا تضمين الأسرار في الكتب من الضرورات الملحة لهم، وكانت طريقتهم أن يأتوا بلبن ويكتب به ويذر المكتوب له رماداً ساخناً من رماد القراطيس فيظهر ماتمت كتابته، ويمكن الكتابة بماء الزاج الأبيض. يذكر أن ثمة دراسات أخرى تناولت الأحبار والصبغات والملونات، منها: دراسة عن المواد الملونة التي استخدمت بواسطة فناني العصور الوسطى، ودراسة عن أهم الصبغات والمواد الملونة التي استخدمت في رسوم المخطوطات الإسلامية المصورة، ودراسة تشير إلى استخدام الجيلاتين والغراء والصمغ العربي كوسائط للمواد التي استخدمت على مسطحات الكتابة الورقية، أما في بلادنا فأبرز دراسة عن هذا الموضوع هي التي قام بها الدكتور عبدالله المنيف، وأبرز فيها صناعة المخطوطات النجدية وأدوات ومواد الكتابة في إقليم نجد في المدة الزمنية من القرن العاشر حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجريين.

مشاركة :