اقتصرت الاحتفالات بأعياد الميلاد في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية على الشعائر الدينية فقط دون حجيج أو زوار أو مظاهر احتفالية بسبب الحرب في قطاع غزة. ووصل موكب بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيير باتيستا بيتسابالا اليوم (الأحد) إلى مدينة بيت لحم قادما من مدينة القدس ليترأس قداس منتصف الليل بعيد الميلاد المجيد للمسيحيين الذين يتبعون التقويم الشرقي. وبعد استقباله في ساحة كنيسة المهد، سار البطريرك برفقة مستقبليه قبل أن يدخل الكنيسة ويترأس قداسا خاصا في كنيسة القديسة كاترينا الرعوية، استعدادا لقداس منتصف الليل. وقال رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن عيد الميلاد المجيد يأتي مختلفا هذا العام كليا عن السنوات السابقة في ظل حالة من الحزن على حرب "الإبادة والتطهير العرقي" في قطاع غزة والحصار والإغلاقات على المدن في الضفة الغربية. وتابع حنانيا أن مدينة بيت لحم تتعرض لإغلاق شامل لجميع مداخلها باستثناء بعض الطرقات التي تتحكم السلطات الإسرائيلية بحركتها من جانب أحادي، معتبرا أن هذا حصار كامل على الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف أن المؤسسات في بيت لحم جميعها والكنائس اتخذت قرارا باقتصار أعياد الميلاد المجيدة على الشعائر الدينية وإلغاء جميع مظاهر الاحتفالات. ومضى قائلا إن مدينة بيت لحم وجهت رسالة للعالم بأنه لن يكون هناك إضاءة لشجرة الميلاد هذا العام، وتم استبدالها بمغارة الميلاد وأطلق عليها اسم "مغارة الميلاد تحت الأنقاض" وكأنه تم قصفها كما يحدث في قطاع غزة. وأوضح أن هذا يعيدنا إلى ما قبل ألفي عام عندما قامت العائلة المقدسة بحماية الطفل يسوع واللجوء إلى مصر خوفا من هيرودوس من قتل الأطفال في بيت لحم جميعا خوفا على عرشه. وقال إن هذا هو حال الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تقوم العائلات بنقل أبنائها من مكان لآخر بحثا عن مكان آمن لكن لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة. وأشار حنانيا إلى أن المدينة تخلو من السياحة بشكل كامل منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، علما بأن المدينة كانت تستقبل في كل عام ما يقارب مليون ونصف المليون سائح وحاج من مختلف دول العالم. من جهته، قال رئيس مجموعة كشافة تراسنطا جورج قنواتي لـ((شينخوا)) إن هذا العام شهد إلغاء كافة المظاهر الاحتفالية، ومن بينها الكشافة ومنع العزف في استقبال موكب البطريرك. وتابع قنواتي أن الكشافة اقتصرت على مجموعات من داخل مدينة بيت لحم بخلاف الأعوام السابقة بسبب الحصار والإغلاق على المدن الفلسطينية، إذ كانت تشارك نحو 30 فرقة كشافة تضم حوالي 5000 مشارك من مدن مختلفة. وأكد أن الكشافة اتخذت قرارا بمنع العزف هذا العام واقتصر الأمر على رفع العلم الفلسطيني والشعارات المنددة بالعدوان والقتل الإسرائيلي للفلسطينيين في قطاع غزة.
مشاركة :