اختتمت صباح أمس في شاطئ الراحة في أبوظبي بطولة الدولة للألعاب الشعبية السابعة التي ينظمها نادي تراث الإمارات في مثل هذا الوقت من كل عام ، تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة ، رئيس نادي تراث الإمارات ، بمشاركة فرق من مختلف مناطق الدولة. وكرم خالد إسماعيل الأنصاري المدير التنفيذي للخدمات المساندة بالإنابة فريق السمحة حامل كأس البطولة وبقية الفائزين ، بحضور سعيد علي المناعي مدير إدارة الأنشطة وعلي بن حسن الرميثي المستشار التراثي في النادي وعدد من المسؤولين في النادي وممثلي الفرق المشاركة في البطولة والمدعوين وممثلي وسائل الإعلام. كانت الفرق المشاركة قدمت من أبوظبي والعين والسمحة ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة ، قد تنافست منذ انطلاق البطولة الجمعة الماضي في جزيرة السمالية على لعبة قبة مسطاع بنظام الدوري والتصفيات حيث حصل فريق السمحة على المركز الأول ومبلغ 50 ألف درهم، إضافة إلى درع البطولة فيما ذهب المركز الثاني لفريق منطقة الشارقة التعليمية ممثلا بمدرسة العروبة وحصل على درع ومبلغ 30 ألف درهم ، أما فريق أبوظبي فقد حصل على درع المركز الثالث ومبلغ 20 ألف درهم ، إضافة إلى فوزه بلعبة صياد سمك وهي اللعبة المصاحبة للعبة الرئيسية للبطولة حيث أضيفت اللعبة المصاحبة للمرة الأولى على هامش البطولة في دورة هذا العام ، سعياً من القائمين على البطولة إلى تطويرها باعتبارها من البطولات الخاصة والنوعية المهتمة بهذا النوع من جوانب تراثنا الوطني. وأبدى سعيد علي المناعي مدير إدارة الأنشطة سعادته بنجاح هذه البطولة التي ينفرد بها نادي تراث الإمارات وتحقق ما دعا لقيامها قبل سبع سنوات في توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة ، رئيس النادي الذي بفضل توجيهاته ودعمه تتسارع وتيرة أنشطتنا التراثية وتتوالى نجاحاتنا في تحقيق غاياتنا في خدمة تراثنا والحفاظ على هويتنا الوطنية، مشيراً إلى أن بعض من شاركوا في البطولة في بداياتها قبل سنوات أصبحوا اليوم ضمن حكام هذه البطولة ، مثمناً دور المناطق التعليمية والمراكز الشبابية التي بادرت للمشاركة وكافة الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة على تعاونها في إنجاح البطولة. واكد رضاه عن المستوى الأخلاقي الذي ساد منافسات وتصفيات البطولة ما عكس واحداً من الغايات التي يسعى النادي إلى تحقيقها في مختلف بطولاته وسباقاته، مبينا أن أخلاق مجتمعنا وقيمه الأصيلة هي أساس هويتنا التي نفتخر بها أمام العالم ونعتز وهو ما نحرص في النادي دوما على تعزيزه في نفوس أبنائنا وتأصيله في كل ما يمثلنا في تواصلنا مع الآخرين، وقال إن البطولة باتت تحظى بسمعة طيبة في الإمارات وتنتقل من نجاح إلى آخر منذ انطلاق دورتها الأولى عام 2010 ، وهي اليوم تعكس اهتمام قطاع كبير في المجتمع الإماراتي بالموروث الشعبي الخاص بالألعاب الشعبية التي تتسم ببساطتها وتحقق المتعة لمن يمارسها. وبين المستشار التراثي في النادي الوالد علي بن حسن الرميثي أن نادي تراث الإمارات يسعى من إطلاق هذه البطولة إلى توعية الشباب والناشئة بالأدوار الاجتماعية للألعاب الشعبية إذ تهدف البطولة إلى تعريف الأجيال الجديدة بالتراث الإماراتي، خصوصا الألعاب الشعبية التي يسعى النادي إلى اتساع رقعة محبيها والعارفين بها ومحترفيها حيث إن مثل هذه البطولات التنافسية على مستوى الدولة تعمل على اجتذاب العارفين ومن لهم خبرة في الألعاب الشعبية القديمة ، ليكون نقطة انطلاق تنتشر معارف المشاركين فيها إلى مختلف أوساط الطلبة في مدارسهم ومجتمعاتهم وأنديتهم ، مشيراً إلى تطور هذه البطولة وإلى مدى سعادة المشاركين وتفاعلهم مع منافساتها. وأوضح حسن الحمادي منسق عام البطولة وملتقى الثريا الربيعي أن البطولة تميزت طوال أيامها بأجواء تراثية واجتماعية خاصة ، حيث استضاف النادي المشاركين في فندق السمالية الذي تحتضنه جزيرة السمالية المحمية البيئية والطبيعية التي تضم عدة ميادين ومرافق تراثية لا تتوافر في غيرها من الأماكن الأمر الذي هدف منه النادي إلى توفير أجواء تراثية بيئية خاصة تسر المشاركين وتتيح لهم العيش في أجواء تتواءم مع الموضوع القادمين للمنافسة فيه ، فقد استفاد المشاركون من برنامج ترفيهي تثقيفي وفره النادي لإطلاعهم على مرافق الجزيرة وميادينها وإطلاعهم على نشاطات ومشروعات النادي ذات الصلة بالتراث وثقافة الشباب إلى جانب تعريفهم بشروط البطولة وأهدافها. وأعرب إبراهيم محمد عبد الله مشرف فريق الشارقة الحائز المرتبة الثانية في البطولة والمركز الأول في الدورة الماضية عن تقديره لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان على اهتمامه الكبير بالتراث، معبرا عن سعادته وفريقه لهذه المشاركة التي تعد الثالثة بالنسبة له والأولى لأعضاء فريقه ،حيث يعمل على تجديد أعضاء الفريق في كل دورة بغية تعريف أكبر عدد من الناشئين بهذه اللعبة وبالألعاب الشعبية عامة، مبيناً أنه يعمل على نشر وتعميم ما يكتسب في هذه البطولة في مختلف مراكز الشارقة وأنديتها. كما أعرب اللاعب عبد الله الكربي من فريق السمحة الفائز بالبطولة عن سعادته البالغة بفوز فريقه حيث تعد هذه اللعبة من الألعاب المحببة لديهم ويعملون على ممارستها في كثير من أوقات فراغهم وإجازاتهم ، كونها من الألعاب الجماعية التي تحتاج مجموعة من اللاعبين، معبرا عن شكره لسمو رئيس النادي الذي يوفر لجيل الشباب هذه الفرص العملية للاتصال المفيد والمدروس بتراث الآباء والأجداد. وقبّة مسطاع هي لعبة جماعية ذات طابع حماسي وتتم بين فريقين يتكون كل منهما من ثلاثة لاعبين مع أب رئيسي أو أربعة لاعبين مع أب أو ستة لاعبين ،وهي لعبة شعبية تنمي لدى اللاعبين دقة التصويب واستقبال الكرة أثناء مجريات اللعب وتتميز بما فيها من الحماسة والإثارة والجري والحركة وإلهاب حماسة الجمهور ، والمسطاع هو مضرب خشبي يتراوح طوله بين 60- 75 سم والكرة المستخدمة مصنوعة من الجلد أو الخيش. وقام خالد إسماعيل الأنصاري وسعيد علي المناعي وعلي بن حسن الرميثي وبحضور كبير بتكريم الفائزين وتوزيع الدروع وشهادات التقدير عليهم وعلى الذين ساهموا في إنجاح البطولة من مشاركين ومتطوعين. وفي السياق نفسه تشهد جزيرة السمالية اليوم إطلاق فعاليات ملتقى الثريا السنوي 2016 الذي ينظمه نادي تراث الإمارات وتستمر الفعاليات فيه حتى التاسع من الشهر المقبل بمشاركة كافة طلبة مراكز النادي المختلفة ضمن برنامج تراثي ثقافي ترفيهي تحتضن أهم فعالياته جزيرة السمالية بميادينها التراثية ومشاريعها البيئية إلى جانب مرافق النادي المتنوعة المنتشرة في مختلف مناطق إمارة أبوظبي. وأوضح أحمد الحوسني رئيس قسم الأنشطة الشبابية بأن النادي وانسجاماً مع توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان يخطط دوماً للاستفادة المثلى من الإجازات المدرسية السنوية ليقدم للطلبة الملتقيات والبطولات والمهرجانات المتنوعة بما يثري معارفهم ويضيف إلى مهاراتهم ويعزز فيهم التمسك بموروثنا الوطني والاعتزاز به مصدراً لهويتنا الوطنية.
مشاركة :