الله يرحمك يا غازي القصيبي | طلال القشقري

  • 3/28/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كلّما أتذكّر قول الوزير الراحل «غازي القصيبي» لرجال الأعمال السعوديين الذين انتقدوا الشباب السعودي على هروبه من التوظّف في القطاع الخاص إلى القطاع العام، أترحّم عليه وأدعو له بالمغفرة، فقد كان مُحِبّاً لوطنه، و»حياة في الإدارة» حقيقيةً كما هو اسم أشهر مؤلّفاته الأدبية التي ناهزت الستّين!. قال: ماذا يُعْجِب الشباب السعودي في القطاع العام؟ يُعجبه الأمان الوظيفي، والراتب المعقول، وساعات الدوام المعقولة، والإجازات المعقولة، فهل جرّب أحدكم أن يُقدّم ذلك للشباب ثم هربوا منه؟ لا يمكن، فهلّا قرّبْتُم ميزات جهاتكم لميزات جهات الدولة، أنا أعلم أنّ للشباب السعودي سلبيات لكنّ حاله معها كحال الشمس مع الغيوم، تحجبها مؤقتاً لكنها ستُشرق بلا شكّ!. كان هذا في عام ٢٠٠٥م، إن لم تخنّي الذاكرة، عندما حمل القصيبي حقيبة وزارة العمل، وها قد مرّت ١١ سنة، فهل ما زال الشباب السعودي يهرب من القطاع الخاص للقطاع العام؟ والجواب هو نعم، ولنفس الأسباب، فلا أمان وظيفي، ولا راتب معقول، ولا ساعات دوام معقولة، ولا إجازات معقولة، إِلَّا ما رحم ربّي، وهناك جفاء وعدم ثقة بين الطرفين، ومن غير «المعقول».. تلك الكلمة التي كرّرها القصيبي في قوله عدّة مرّات أن يستمرّ هذا الغير «معقول» حتى الآن!. إنّ باستطاعة القطاع الخاص الموازنة بين أرباحه وبين وطنيته، فلماذا تطْغى الأرباح على الوطنية طُغياناً كبيراً؟ أليس هذا جزاءً للوطن شبيهاً بجزاء سنمّار مع ما للوطن من فضل كبير عليه؟. الله يرحمك يا غازي القصيبي، وأرجو أن تكون قد نِلْتَ أَجْر قولك من خالق البشر، وأن يلين قلب قطاعنا الخاص على شبابنا، فلا يكون قاسياً مثل الحجر!. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :