يعد حسن فتحي أحد المهندسين المعماريين الرائدين في القرن العشرين، وظلت أعماله مصدرًا لإلهام أجيال من المصممين المعماريين، إذ تبنى أسلوب العمارة التقليدية والعامية، بما في ذلك البناء المبني من الطوب اللبن والطين التقليدي. وتنظم هيئة التراث في الفترة من 24 إلى 30 ديسمبر الحالي، معرض "ذاكرة بناء حسن فتحي" للحصول على الإلهام المعماري، ضمن موسم الدرعية. تصاميم حسن فتحي ويشمل المعرض تجربة البناء بالأسلوب التقليدي وباشراك متدربين من المعهد الملكي للفنون التقليدية لبناء جزء من أحد تصاميم حسن فتحي بالدرعية بحجمه الأصلي وباستخدام نفس أساليب ومواد البناء التقليدي. ويحتوي المعرض أيضًا على الأعمال الاستثنائية للمهندس المعماري الراحل، وصور حصرية من تصويره، إذًا من هو حسن فتحي؟ مهندس الفقراء اشتهر المهندس المعماري المصري بلقب مهندس الفقراء، وأشرف على العديد من المشاريع السكنية داخل مصر وخارجها، وحصل على شهرة عالمية كأحد أبرز رواد العمارة البيئية في الريف التي تستخدم مواد البناء المحلية. ولد حسن فتحي في 23 مارس 1900 بمدينة الإسكندرية في أسرة ثرية ذات أصول تركية ومغربية، وانتقل مع أسرته في عمر الثامنة للإقامة بالقاهرة، وتحديدًا في منطقة درب اللبانة في حي القلعة. حصل المعماري الراحل على دبلوم العمارة من كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليا" في العام 1926، وبدأ حياته العملية في الإدارة العامة للمدارس بالمجالس البلدية، كما كان أول عضو مصري في هيئة التدريس بمدرسة الفنون الجميلة في القاهرة، وعين رئيسا لإدارة المباني المدرسية بوزارة المعارف المصرية "وزارة التربية والتعليم حاليا". المعماري الراحل حسن فتحـي- جامعة الملك سعودالمعماري الراحل حسن فتحـي- جامعة الملك سعود الأمم المتحدة تدرج "فتحي" في المناصب ووصل إلى العمل خبيرا لدى منظمة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين، وفي ستينيات القرن الماضي عمل خبيرا لدى منظمة الأمم المتحدة في مشروعات التنمية بالمملكة العربية السعودية. واشتغل خبيرا بمعهد أدلاي أستفسون في جامعة شيكاغو الأمريكية في السبعينيات. وتولى حسن فتحي الإشراف على مشاريع معمارية كثيرة في مناطق متفرقة من مصر وفي عدة دول أخرى، منها العراق وفلسطين والجزائر وباكستان ونيجيريا والولايات المتحدة، وتقلد عدة مناصب استشارية في مصر وخارجها. المعماري الراحل حسن فتحـي- جامعة الملك سعودالمعماري الراحل حسن فتحـي- جامعة الملك سعود مؤلفات حسن فتحي ويمتلك المعماري الراحل مجموعة من المؤلفات الهامة من أبرزها قصة "بلاد المثالية" التي كتبها بالفرنسية، وكتاب "عمارة الفقراء" الذي كتبه بالإنجليزية وصدر في طبعة محدودة عن وزارة الثقافة المصرية عام 1969 ثم طبع طبعات متعددة بلغات مختلفة في العديد من أنحاء العالم. وكذلك كتاب الطاقة الطبيعية والعمارة التقليدية: مبادئ وأمثلة من المناخ الجاف الحار" – جامعة الأمم المتحدة في طوكيو . وصدر عنه الكثير من الأبحاث في مجال العمارة والإسكان والتخطيط العمراني وتاريخ العمارة بالإنجليزية والفرنسية والعربية. جوائز حسن فتحي ونال المعماري الراحل الكثير من الجوائز الكبرى، من أبرزها الفوز بجائزة نوبل التكميلية RLA عام 1980، وهي جائزة يقدمها البرلمان السويدي في اليوم السابق لتوزيع جوائز نوبل التي يقدمها ملك وملكة السويد. وحصل على الميدالية الذهبية الأولى من الاتحاد الدولي للمعماريين في باريس عام 1984، ولقبه الاتحاد بأحسن مهندس معماري في العالم في ذلك الوقت، كما نال جائزة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية عام 1989. وتوفي حسن فتحي في 30 نوفمبر عام 1989 بالقاهرة عن عمر ناهز 89 عامًا، بعد تاريخ طويل في مجاله المعماري.