سباق تسلح جديد نحو الحافة النووية

  • 3/28/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طغى رد الفعل على مذبحة باريس على التطور الجديد المثير للقلق في التنافس الأميركي الروسي. وسائل الإعلام الرسمية الروسية كشفت على نحو مفاجئ عن خطط لإنشاء طوربيد نووي جديد غريب، وهو أكثر من مجرد غواصة تحت الماء، ومصمم كي يقطع مسافة 6 آلاف ميل تحت الماء، وكاف كي يغطي المحيطات على غرار ما تفعله الصواريخ بعيدة المدى في الجو. وسيفجر رأساً حربية جديدة، قنبلة هيدروجينية يساوي حجمها مليون طن من وحدات تي أن تي للطاقة أو أكثر. ويوجد بها معادن خاصة تزيد بشكل كبير من كمية الإشعاع الذي قد تصبه في أحد الموانئ الأميركية. وقد يولد الانفجار تسونامي مشعاً. والهدف بحسب وثيقة ظهرت على التلفزيون الروسي قد يكون تدمير المكونات المهمة للاقتصاد العدائي في المناطق الساحلية، وإلحاق دمار بأراضي الولايات المتحدة من خلال إيجاد أراضي ملوثة إشعاعياً على نحو واسع غير مناسبة للجيش أو الاقتصاد أو نشاطات أخرى لفترة طويلة من الزمن. وهذا سلاح غير طبيعي يستهدف المدنيين عن قصد. ويسعى أيضاً إلى قلب المدينة إلى أرض مشعة خربة تدوم لعقود طويلة. وهو نوع من أسوأ تصاميم الحرب الباردة التي تم التخلي عنها منذ فترة طويلة. وفي أوائل خمسينيات القرن العشرين أراد الجنرال دوغلاس ماك آرثر، إسقاط عشرات القنابل الإشعاعية المعززة من نوع الكوبالت على الحدود الكورية لإيجاد حاجز ملغوم أمام القوات الصينية المتقدمة. وفي سبعينيات القرن العشرين صمم العلماء النوويون الأميركيون قنبلة نووية مع رشقات نارية من الإشعاع، ليتزايد عدد الأشخاص الذين يلقون مصرعهم، ويقلل من عدد المباني المدمرة من خلال الانفجارات والحرارة. ومن ثم قال وزير الدفاع إن من الأرجح استخدام الأسلحة النووية في الحروب الأوروبية، وهذه قيمة مضافة لأسلحة الردع. رؤساء أميركا رفضوا هذه الأسلحة. ولم يطوروا أياً منها. واعتقدنا أن مثل هذه المفاهيم الغريبة دفنت مع الحرب الباردة، مع أفكار آليات يوم الحساب، الواردة في كثير من أفلام الخيال العلمي، وعلى الأقل واحدة من التي بنيت بالفعل. حسناً، لقد عادت مجدداً. وفي الحقيقية، قد تكون هذه هي نقطة الاكتشافات الروسية. وكما قال الدكتور سترينجلوف في الفيلم الملحمي ستانلي كوبريك: الفكرة من آلة يوم القيامة تُفقد تماماً في حال احتفظت بها سراً. ويريد الروس منا أن نعرف عن الأمر. القنبلة الروسية القذرة من طراز إتش هي آخر خطوة في سباق التسلح الجديد الذي يمكنه أن يرجع الروس والأميركيين إلى الحافة النووية. الروس يبنون اليوم صواريخ جديدة مسلحة وقنابل متفجرة وغواصات لتحل محل تلك التي بنيت في ثمانينيات القرن العشرين، والتي تصل الآن إلى نهاية عمرها التشغيلي المفترض. ويدعون أن عليهم تحديث ترسانتهم وزيادة دور الأسلحة النووية في العقيدة العسكرية ليواجهوا الصواريخ العارضة التي نشرت في أوروبا. ويقولون إن هذه قد تعادل الردع النووي بشكل يسمح للولايات المتحدة وحلف ناتو بالهيمنة على روسيا. أميركا بدأت تتوسع أيضاً. وتخطط إدارة أوباما إلى إنفاق أكثر من مليار دولار أميركي خلال السنوات الثلاثين المقبلة على جيل كامل من القنابل النووية والطائرات المتفجرة والصواريخ والغواصات، لجعلها تحل محل تلك التي أنشئت خلال سنوات حكم الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان. هذا تحول مذهل بالنسبة إلى الرئيس الذي وعد بوضع حد لتفكير الحرب الباردة، من خلال تقليل دور الأسلحة النووية في استراتيجية الأمن الوطني. أولاً، ستنشر الولايات المتحدة نحو 200 قنبلة نووية جديدة في أوروبا. وهي أكثر دقة من القنابل الحالية، وأكثر قابلية للاستخدام في المعارك. وفي الوقت الراهن فإن البحرية الأميركية تنشر 12 غواصة جديدة تجوب محيطات العالم حاملة أكثر من 1000 رأس حربية على الصواريخ بحيث يمكنها أن تضرب أي نقطة على الأرض. وتطور القوات الجوية الأميركية استراتيجية جديدة لقاذفات القنابل كي تجوب المحيطات، إضافة إلى أسطول جديد يحتوي على نحو 650 صاروخاً بالستياً عابراً للمحيطات. وبشكل منفرد، لا يحمل أي شيء رأساً حربية كبيرة مثل الطوربيد النووي الروسي، وينجم عن جميع هذه النظم قنابل هيدروجينية، وأسلحة أقوى بنحو 10 أو 20 أو 30 مرة من القنابل الذرية التي دمرت هيروشيما وناغازاكي. لا نعرف إذا كان الروس يعتقدون أن بإمكانهم تحمل سباق التسلح هذا، ولكن لا نعلم أن هناك اهتماماً كبيراً في وزارة الدفاع. مراقب البنتاغون ميشال ماكورد قال لـإنسايد دفنس، الأسبوع الماضي، إن بطاقة الأسعار الخاصة بجميع هذه الأسلحة النووية أكبر مشكلة للحيازة لا نعلم كيف نحلها. وعلى سبيل المثال عندما تدخل الغواصة النووية مرحلة الإنتاج، فإنها تلتهم نحو نصف الميزانية السنوية لبناء السفن. وتهدد هذه الأسلحة النووية الرهيبة بأن تنفق المال المخصص للأسلحة التقليدية التي تستخدمها القوات الأميركية لقتال تنظيم داعش على سبيل المثال. هذا وضع خطير. وفي كتابه الجديد رحلتي في الحافة النووية الجديدة، قال وزير الدفاع السابق ويليام بيري إن: المسألة بعيدة كل البعد عن مجرد عملية نزع السلاح التي جرت خلال العقدين الماضيين. إننا نبدأ الآن سباق تسلح جديداً.

مشاركة :