اكتمال الترتيبات لأول لقاء مباشر بين حميدتي والبرهان في جيبوتي

  • 12/27/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم – تكثف أطراف محلية ودولية وإقليمية دعواتها لإيجاد حل تفاوضي بين طرفي النزاع في السودان، ويجري تهيئة الأجواء للقاء محتمل بين قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وفي حال نجاح الترتيبات فإنه سيكون اللقاء الأول بين الطرفين منذ بدء الحرب منتصف أبريل الماضي، ما يعني كسر الجمود في المفاوضات المعطلة. وأفادت تقارير إخبارية استنادا لمصادر عديدة أن ترتيبات لقاء البرهان وحميدتي الخميس قد اكتملت بموافقة الطرفين، حيث أرسلت منظمة "إيغاد" دعوات رسمية إلى الطرفين من أجل عقد لقاء مباشر بينهما في مسعي منها لوقف الحرب الدموية في السودان. وحددت المنظمة مقرها الرئيسي في جيبوتي مكانا للاجتماع، لكن حتى الآن لم تصدر تعليقات رسمية من طرفي النزاع بالموافقة على اللقاء في الزمان والمكان المحددين. غير أن المصادر أكدت أن البرهان وافق على لقاء حميدتي من حيث المبدأ وأرسل خطابا للإيغاد عبر وزارة الخارجية يفيد بذلك. كما أنه أعلن خلال لقاءه العاصف بالضباط والجنود في مدينة بورتسودان الخميس الماضي عن نيته الذهاب للتفاوض بنفسه. وأضاف في مقطع مصور "سوف تحدث مفاوضات في القريب العاجل، وقد قبلت المشاركة في هذه المفاوضات. ولن أوقع اتفاقا فيه مذلة ومهانة للقوات المسلحة والشعب السوداني". بدوره أبدى حميدتي موافقته على اللقاء في أي زمان أو مكان بشرط أن يأتي البرهان كقائد للجيش وليس رئيسا لمجلس السيادة. ومن المتوقع أن تبحث المفاوضات سبل وقف دائم لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد، يُمهد للبدء في عملية سياسية بمشاركة القوى السياسية والمدنية. ويأتي اللقاء المحتمل تنفيذا لمخرجات قمة "الإيغاد"، التي انعقدت في جيبوتي مطلع ديسمبر الجاري. رغم أن الخارجية السودانية قد أعربت عن رفضها لمخرجات قمة إيغاد بسبب مزاعم متعلقة بعدم مشاورتها في البيان الختامي للقمة غير العادية لرؤساء وقادة دول إيغاد والتي أعلنت فيها عن ترتيبات لعقد لقاء مباشر بين قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع في مسعى منها لوقف الحرب الدموية في السودان. من جانبه دعا رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ‏ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، كلا من البرهان ودقلو، إلى اجتماع عاجل مع كل منهما لبحث السبل الكفيلة لوقف الحرب عبر الحل السياسي التفاوضي. وبعث حمدوك برسالتين خطيتين إلى البرهان ودقلو يوم الاثنين 25 ديسمبر / كانون الأول يطلب فيهما اللقاء نيابة عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية. وأشار حمدوك إلى أن "الحرب قتلت وشردت أبناء الوطن ودمرت البنى التحتية ومزقت اللُّحمة الوطنية وتسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة، وأن استمرارها يهدد بقاء السودان"، على حد قوله. وأشارت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ‏إلى أن الخطابين إلى قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع يأتيان في إطار جهودها من أجل وقف القتال وحماية المدنيين وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يكابدها الشعب السوداني جراء حرب 15 إبريل/نيسان الماضي. أبدى قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو "حميدتي" ترحيبه بعقد اجتماع مع رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، عبد الله حمدوك لمناقشة كيفية وقف الحرب الدائرة بالسودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نيسان /أبريل الماضي. وقال حميدتي، عبر حسابه الرسمي بموقع "إكس" اليوم الثلاثاء، "تلقيت خطابًا من رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية عبد الله حمدوك، دعانا من خلاله لاجتماع عاجل لمناقشة قضايا وقف الحرب ومعالجة آثارها". وتابع حميدتي "سنشرع مباشرة في نقاش ترتيبات الاجتماع، فنحن نمد أيادينا مرحبين بكل جهد وطني يجلب السلام وينهي المعاناة التي خلفتها الحرب". وفي هذه الأثناء تصاعدت حدة العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق في البلاد، بعد أيام على سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة حيث جرت اشتباكات عنيفة عند مداخل مدينة سنار، إحدى أكبر المدن في ولاية سنار التي تقع جنوب ولاية الجزيرة. وفي الخرطوم، اتهم الجيش قوات الدعم السريع بتدمير أكبر مصفاة لتكرير البترول في البلاد. وردت قوات الدعم السريع ببيان اتهمت فيه الجيش بقصف المصفاة قائلة: "استمرارا لنهجها التدميري، قصفت مليشيا البرهان الإرهابية للمرة الخامسة مصفاة الجيلي للبترول، مما تسبب في دمار ما تبقى من المصفاة". وإضافة إلى المعاناة الإنسانية التي حلت بالسودانيين تعرضت العديد من المنشآت الحيوية في البلاد، بما فيها الجسور ومحطات المياه والكهرباء والمقار الحكومية للتخريب والتدمير بسبب الحرب المستمرة. وحذرت صحيفة "واشنطن بوست" من أن أزمة السودان من المتوقع أن تستمر في عام 2024. وتوقعت أن الحرب الأهلية المدمرة، التي اتسمت بعدد لا يحصى من الفظائع وتقارير عن جرائم حرب، قد تؤدي إلى انهيار الدولة الهشة بالفعل كما ستفاقم الأزمات الإنسانية المتصاعدة. وأوضحت أن الحرب الدائرة في السودان ستظل تلقي بظلالها على تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والضغوط الاقتصادية، في عام 2024، وذلك في مرحلة ما بعد انتشار الأوبئة والمجاعات التي ستؤدي حتما إلى زيادة موجات الهجرة من السودان إلى مختلف أنحاء العالم. وأشارت إلى أن ثمانية أشهر من القتال بين الجيش في السودان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية أدت إلى ترك أكثر من نصف البلاد في حاجة إلى مساعدات إنسانية وأجبرت حوالي 6 ملايين شخص على ترك منازلهم. ويوجد حوالي 19 مليون طفل بدون تعليم، إذ أدى الصراع إلى إغلاق آلاف المدارس. وقال الشافعي محمد أحمد من لجنة الإنقاذ الدولية، "لقد أصبح السودان أكبر أزمة نزوح في العالم، فضلا عن عدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية والأموال، المحدودة بالفعل، بسبب الاستقطاب العرقي والقبلي والإقليمي للحرب الحالية". واستضافت تشاد، وهي دولة تقع في وسط أفريقيا وثاني أقل البلدان نمواً في العالم وفقا للأمم المتحدة، أكبر عدد من اللاجئين السودانيين، حيث فر إليها الآلاف ووجدوا ملاذاً في مخيمات مكتظة مثل مخيم أدري.  

مشاركة :