واصلت أول أمس السبت جمعية الثقافة والفنون بالدمام تقديم عروض الدورة الثالثة لمهرجان أفلام السعودية وسط إقبال جماهيري كبير، وعرض المهرجان في يومه الثاني 19 فيلما في أربع جلسات. افتتحت الجلسة الأولى عروضها بستة أفلام ابتدأت بفيلم زينة الحياة للمخرج فهمي فرحات، وفيلم ماطور للمخرج محمد الهليل، وفيلم حوار وطني للمخرج فيصل الحربي، وفيلم جواهر للمخرجة جواهر العامري، وفيلم المضي قدما للمخرجة أثير الحربي، واختتمت الجلسة بفيلم المنحنى السلبي للمخرج فهمي فرحات. فيما عرض في الجلسة الثانية فيلما آمنون للمخرج طارق الرويلي، وأديب للمخرج عون الملا. واستهلت الجلسة الثالثة عروضها بفيلم ترددات للمخرجة نورة المولد، تلاه فيلم أمل للمخرجة هاجر النعيم، وفيلم ذاكرة ممتلئة للمخرج محمد المريط، وفيلم وحيد للمخرج أيمن خوجة، وفيلم أبدي للمخرج محمد مكي، وفيلم مطب للمخرج محمد الشاهين. واختتمت الليلة الثانية عروضها بخمسة أفلام كانت فيلم زهرة للمخرجة سارة العتيق، وفيلم هجولة للمخرجة رنا الجربوع، وفيلم القناص للمخرجة نورة المولد، وفيلم ران على قلوبهم للمخرج راكان الحربي، وفيلم شيخة للمخرجة نداء برناوي. وقد تكونت لدى الحضور بعض التساؤلات والتعليقات التي قاموا بتوجيهها لمخرجي الأفلام بعيد كل جلسة، بدأها أحد الحضور للمخرج فهمي فرحات بتساؤله عن رسالة فيلمه زينة الحياة ومن أين استوحى فكرته. أجاب فرحات بأن رسالة الفيلم هي بمثابة تحد خاضه مع زوجته بطلب من جمعية الصم في البحرين. وعن الفيلم نفسه سألت إحدى الحاضرات بأن السينما لغة ومن أهم لغاتها الصوت فلماذا حجبت عن المتلقي متعة الصوت، فأجاب المخرج بأنه أراد من الصمت أن يدخل المشاهد في جو الفيلم وأن يعيش مع الأبطال دور الأصم لكي يرى الأشياء كما يرونها. فيما علق أحدهم أنه لم يشعر بحبكة القصة وأن النهاية محيرة، فرد المخرج بأن أهم التحديات في الفيلم يكمن في نهايته حيث اضطررنا لتغيير النهاية 5 مرات، فانتهينا إلى جعل النهاية مفتوحة على أكثر من احتمال. وتوجه أحد الحضور بسؤال للمخرج محمد الهليل فيما إذا كانت الإضاءة الطبيعية في فيلمه ماطور اختيارية أم قسرية لضعف الموارد، فأجاب الهليل أن الإضاءة تعود لمدير التصوير ولكني بالفعل كنت متعمدا ترك الإضاءة طبيعية لتتماشى مع جو الفيلم. جاء سؤال آخر عن تصنيف المخرجة جواهر العامري لفيلمها جواهر الذي يحكي عنها شخصياً، فقالت: بصراحة أنا شخصيا لا أعرف ما هو تصنيف هذا النوع من الأفلام ولم أكن أعتبر هذا فيلما ولكن بعد دخولي دورة عن الأفلام تعرفت على هذه النوعية من الأفلام وكانت تحديا لنفسي بأن أصنع هذا الفيلم. وكانت هناك اسئلة اخرى عديدة لاصحاب الافلام الاخرى. الجدير بالذكر هو أن مداخلات حضور جلسات عروض الأفلام تشي بثقافتهم الفنية. إذ ينتقد أحدهم ما عبر عنه بوضوح التوثيق المصطنع في فيلم ترددات للمخرجة نورة الموّلد مستدلاً بزوايا التصوير. وتمنى آخر لو استعانت المخرجة بممثلين أكبر سناً لأن ممثلي دور المحامي والطبيب أصغر سناً مما يصدّق. وأثناء الحديث عن فيلم ذاكرة ممتلئة لمحمد المريط، استغل الجمهور الفرصة لتوجيه الانتقاد إلى العديد من الأفلام الأخرى التي لم تنجح في تحقيق ما حققه المريط من البساطة. وفي أجواء هي أبعد ما يكون عن الفرجة الممتعة للجمهور، استعرض المخرج راكان الحربي فيلمه ران على قلوبهم في محاولة منه لتثبيت بعض القيم الأصيلة للمجتمع المحلي التي لا يجب أن تهتز رغم أي اختلاف. استثارة عاطفة الجمهور كانت إحدى سمات الجلسة الأخيرة من اليوم الثاني بالمهرجان وإن لم يكن ذلك –ربما- في نية المخرجين. ففيلم زهرة الذي يروي قصة زهرة الضامن الفنانة التي لم يعقها فقدها لبصرها عن أن تثبت جدارتها كفنانة في النحت، لم يسبك بسياق يستثير العواطف على حد وصف الفنان المسرحي محمد الحلال.
مشاركة :