انضمام المغرب إلى «عاصفة الحزم» مشاركة في الدم وعمق في العلاقات السعودية - المغربية

  • 3/28/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر العديد من المحللين في الشأن العربي أن عملية "عاصفة الحزم"، التي أطلقتها المملكة العربية السعودية في إطار تحالف عربي واسع، ضم المغرب، كانت أساسية لرد الاعتبار للأمة العربية والإسلامية التي حاولت قوى إقليمية النيل من كرامتها بإذكاء النعرة الطائفية بين أبنائها. وكان قرار مشاركة المغرب في "عاصفة الحزم"، بحسب آراء مختصين، نابع من منطلقات سياسية صحيحة ومبادئ سليمة تروم أساسا تأكيد وحدة الصف العربي تجاه كل ما من شأنه أن يهدد كيانه ويزرع الفتنة الطائفية بين أبنائه. مشاركة المغرب في التحالف العربي "مشاركة في الدم" وتلبية لنداء الأخوة العميقة والدم العربي المشترك، لم يتردد المغرب في المشاركة في "عاصفة الحزم" التي أطلقتها المملكة للتصدي لانقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن. وقرار المشاركة هذا كان قد تلقاه الشارع المغربي، بكل مكوناته، بترحيب كبير، واعتبره علماء المغرب "تلبية لنداء الواجب". وفي أحد تصريحاته حول المشاركة المغربية في "عاصفة الحزم"، وصف السفير السعودي السابق بالرباط، الدكتور عبدالرحمان محمد الجديع، مشاركة المغرب بأنها "مشاركة في الدم وتدل على تضامن الأشقاء لخدمة القضايا العربية والإسلامية". كما كان قد صرح أيضا لوسائل إعلام محلية "أود الإشارة إلى أن المشاركة في الدم تدل على تضامن الأشقاء لخدمة القضايا العربية والإسلامية". وبخصوص المزاعم التي تم تداولها آنذاك بكون "عاصفة الحزم" كانت "حربا بالوكالة"، أوضح السفير السعودي السابق ساعتها ب"أن الأمر غير صحيح.. فحملة "عاصفة الحزم" تمثل تحالف عربيا اعتمادا على مناشدة صريحة من الرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هادي للوقوف في وجه الحركات الانفصالية والإرهابية، التي تحاول تقويض الأمن والاستقرار والاستيلاء على الشرعية المنتخبة في اليمن، وتهدد الأمن الوطني لليمن، وكذلك المملكة ودول مجلس التعاون والأمن الإقليمي العربي، خصوصا وأن هناك قوة إقليمية تدعم هذه الحركات الإرهابية وتسعى لبسط نفوذها وهيمنتها على منطقة الشرق الأوسط عموما، ولا تريد الخير لليمن أو للمملكة أو العرب، وبالتالي فإن عاصفة الحزم هي الفيصل ما بين أمة تقبل ما يملى عليها، إلى أمة تأخذ زمام المبادرة، وبالتالي تقف في وجه الداء والأعداء من خلال استعادة الشرعية للحكومة اليمنية الشقيقة". وزاد موضحا "أن مواقف المملكة والمغرب الشقيق في سياق "عاصفة الحزم"، لا ترتبط البتة بمسألة الاصطفاف الطائفي الذي تشهده بعض دول العالم العربي، فالهدف من "عاصفة الحزم" هو استعادة الشرعية لنظام الحكم في اليمن الشقيق والحفاظ على أمنه، واستمرارية العمل العربي المشترك والوقوف بمواجهة أي انتهاكات أو اعتداءات ترتكبها القوى المعادية للعروبة والإسلام". علماء مغاربة: "عاصفة الحزم واجب شرعي وتاريخي عظيم" كان العديد من العلماء والدعاة المغاربة قد أثنوا على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما أطلق "عاصفة الحزم"، واعتبروا أنها تدخل في إطار الواجب الشرعي للدفاع عن الأمة. ووصفوا هذه العملية بأنها "واجب شرعي وتاريخي عظيم". وخلال ملتقى أدبي كان قد عقد بمراكش، ألقى أحد دعاة السلفية المعروفين بالمغرب، وهو عادل رفوش، قصيدة مجّد فيه موقف خادم الحرمين الشريفين وقراره السديد بإطلاق "عاصفة الحزم". وجاءت القصيدة تحت عنوان "سلمت يداك يا خادم الحرمين"، وافتتحها بقوله: سَلِمَتْ يَدَاكَ وَبُورِكَ الأعوانُ يا خادمَ الحرمينِ يا سلمانُ ثم اختتمها بقوله: للهِ دَرُّكُمُ أَزَلْتُمْ غُمَّةً عَنْ أُمَّةٍ تَغْتَالُهَا الأحزانُ للهِ دَرُّكُمُ وسُدِّدَ رَمْيُكُمْ والقُدْسُ وَعْدٌ أَيُّهَا الشُّجْعَانُ وفي الإطار نفسه، اعتبر حماد القباج، وهو أحد علماء المغرب البارزين، أن السعودية "تشرع في أداء شيء من الواجب على الأمة"، مشيدا بتلبية المغرب، وعدد من الدول العربية، لنداء الواجب هذا. استشهاد الطيار المغربي ياسين بحتي بتاريخ 10 مايو من سنة 2015، استشهد أحد الطيارين المغاربة المشاركين في "عاصفة الحزم"، ويتعلق الأمر بالطيار الملازم "ياسين البحتي"، والذي كان قد قضى على إثر تحطم طائرته (إف 16). و"ياسين البحتي" (26 سنة) كان قد أدى العمرة قبل وفاته بشهر واحد، حيث اعتمر في شهر أبريل ثم تطوع للمشاركة في القتال ضد الحوثيين شهر مايو الموالي. وكانت مصادر من داخل الجيش المغربي قد أوردت بأن الطيار المغربي ياسين البحتي تطوع شخصيا للذهاب منذ البداية مع الأسطول الجوي الذي وضعته القيادة العليا للجيش تحت إمرة دولة الإمارات لمحاربة تنظيم "داعش"، قبل أن يتحول لمحاربة الحوثيين ضمن عملية "عاصفة الحزم". وبعد استشهاده، أمرت القيادة السعودية بمعاملته كأي شهيد سعودي، وكان قد كشف عن هذا الأمر السفير السعودي السابق، حينما قال في تصريح إعلامي "وكما لا يخفى عليكم فإن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، قد أمر بمعاملة الشهيد المغربي ياسين البحتي معاملة الشهيد السعودي ماديا ومعنويا". وبمدينة الدار البيضاء، كانت قد أقيمت للشهيد ياسين البحتي جنازة مهيبة حضرها ضباط عسكريون وأمنيون كبار وجمع غفير من المدنيين. كما كان الجيش المغربي، وتنفيذا لتعليمات العاهل المغربي محمد السادس، قد أقام، صباح نفس ذلك اليوم، جنازة عسكرية للملازم الراحل الشهيد بالقاعدة الأولى للقوات الملكية الجوية بسلا (قرب العاصمة الرباط)، قبل أن يتم نقل جثمانه إلى مقر سكناه بحي السدري بالدار البيضاء، ومنه إلى مقبرة "الشهداء" بنفس المدينة. وكان بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية قد ذكر أن الملازم الطيار ياسين البحتي استشهد أثناء تأدية واجبه كعسكري في إطار مشاركة المملكة المغربية ضمن التحالف العربي من أجل إرساء الشرعية في اليمن. المقتول في الحرب ضد الخوارج شهيد في تلك الأثناء، كان مجموعة من علماء المغرب قد أكدوا أن الطيار المغربي ياسين البحتي يعتبر شهيدا عند الله تعالى. وصرح ساعتها الشيخ عبدالباري الزمزمي، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأن الطيار المغربي "يعتبر شهيدا في سبيل الله بدون نقاش أو جدال، باعتبار أنه كان يقاتل الخوارج". وأوضح "المقتول في الحرب العسكرية ضد الخوارج، وهي فئة باغية طاغية، يعتبر من الشهداء في سبيل الله، كأنه كان يقاتل اليهود والصهاينة"، مضيفا أن "الحوثيين شيعة، والشيعة ألعن من اليهود، وضررهم أشد خطرا من ضرر اليهود". وأكد أيضا بأن "قتال مثل هؤلاء الخوارج واجب وضروري دفاعا عن الدين، وبأن قتلى هذه الحرب يعتبرون شهداء عند الله". فخورون بمشاركة الجيش المغربي في الحرب ضد الحوثيين أحد كبار الشيوخ السلفية بالمغرب، ويدعى محمد الفيزازي، كان قد أكد، بعد أن خرجت أقلام شاذة حاولت نفث سموم الخلاف بين المغرب والسعودية، على إثر استشهاد الطيار المغربي: "وليعلم الحوثيون الانقلابيون على الشرعية أن المغاربة كلهم فخورون بالطيار البطل، وبالجيش المغربي الشجاع بكل أركانه الحربية، وليعلموا أيضا أن استعمالهم لنصوص القرآن الكريم وادعاءهم أن الله معهم لا يغني من الحق شيئا، لأن الله تعالى لا ينصر المستغيثين بالمخلوق حتى ولو كان ملكا أو رسولا وليس فقط الحسين أو المهدي ولا ينصر الظالمين أبدا". كما عجّت، في تلك الفترة، مواقع التواصل الاجتماعي بالتدوينات المؤيدة للجيش المغربي في مشاركته في الحرب على الحوثيين. وجاء في تدوينة أحد النشطاء "الفخر كل الفخر للمغاربة أجمعين باستشهاد أحد أبنائهم في هذه الحرب العادلة التي كان فيها الشيعة الحوثيون أول من أشعل شرارة الفتنة في اليمن وحرصوا على أن تكبر وتنتشر في المنطقة العربية بأكملها".

مشاركة :