حققت الصين تقدما ملحوظا في تعافيها الاقتصادي، حسبما قال روبن شينغ، كبير الاقتصاديين الصينيين لدى مؤسسة مورغان ستانلي، مضيفا أنه على الرغم من استمرار التحديات، فإنه متفائل بشأن آفاق النمو الاقتصادي في البلاد. وفي مقابلة حصرية مع وكالة أنباء ((شينخوا))، قال شينغ "ليس هناك شك في قدرة الصين على تحقيق هدف النمو السنوي للحكومة والبالغ 5 بالمئة لهذا العام". وأضاف أن الأساس المنخفض في العام الماضي عندما كانت الصين تكافح جائحة كوفيد-19، ساعد بالتأكيد، كما كان نمو الصادرات والتصنيع في البلاد مرنا هذا العام. وفيما يتعلق بمخاطر الانكماش في الصين، ذكر شينغ أن مؤشر أسعار المستهلكين الضعيف في البلاد، وهو المقياس الرئيسي للتضخم، يرجع جزئيا إلى دورة أسعار الخنازير وزيادة العرض الناجم عن القضايا القديمة في السنتين أو السنوات الثلاث الماضية. وقال "إذا استبعدنا المواد الغذائية والنفط ونظرنا فقط إلى السلع الأساسية، فستجد أن مستوى الأسعار ينمو"، مضيفا أن الصين تحاول معالجة مخاطر الانكماش المحتملة تلك بمزيد من الدعم السياساتي. وذكر شينغ أنه على قناعة بأن الصين قادرة على التغلب على فخ الدخل المتوسط وتحقيق هدفها طويل المدى المتمثل في أن تصبح اقتصادا عالي الدخل في عام 2035. وأشار إلى أن إمكانات النمو في الصين مرتفعة، لافتا إلى حقيقة أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين لم يسجل سوى أكثر من 12 ألف دولار أمريكي عام 2022، أو حوالي 17 بالمئة من نظيره في الولايات المتحدة. وقال "على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، نعتقد أن الصين لا تزال قادرة على تحقيق نمو لائق". وأشاد شينغ بالمهنيين الصينيين في العديد من المجالات لوعيهم بالابتكار والخدمات، قائلا إن هناك حاجة إلى سياسات فعالة لدعم اجتهاد رواد الأعمال الصينيين والمقيمين وشجاعتهم وسعيهم لتحقيق حياة أفضل. وذكر أن "هناك بالتأكيد الكثير من القوة السياسية الكبيرة إذا أراد صناع السياسة في الصين تعزيز الاقتصاد"، مضيفا أن ميزانية الحكومة المركزية الصينية ربما تكون واحدة من أكثر الاقتصادات صحة بين الاقتصادات الرئيسية. وخلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي السنوي الذي عقد في وقت سابق من الشهر الجاري، التزمت الصين ببذل جهود في العام المقبل لمواصلة التقدم مع ضمان الاستقرار وترسيخه من خلال التقدم، وبناء الجديد قبل هدم القديم، وهو ما يعتبره شينغ "فلسفة عملية للغاية".
مشاركة :