اعلان الرياض لرؤساء أركان التحالف الإسلامي: منظور استراتيجي شامل لمواجهة التطرف والإرهاب بكافة اشكاله

  • 3/28/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رؤساء الأركان في دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب أهمية الدور العسكري في محاربة الإرهاب وهزيمته وتنسيق الجهود العسكرية لدول التحالف ، وتبادل المعلومات والتخطيط والتدريب، وعزمهم تكثيف جهودهم لمحاربة الإرهاب من خلال تعزيز عملهم المشترك تبعاً لإمكانية الدول الأعضاء ، وحسب رغبة كل دولة عضو في المشاركة في أي عملية أو برنامج ضمن إطار مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وفقاً لتنظيمه وآلياته ، وبما لا يخل باحترام سيادة الدول الأعضاء. ودعا رؤساء الأركان إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة وتطوير السياسات والمعايير والتشريعات الوقائية الرقابية الكفيلة بمكافحة دعم وتمويل الإرهاب والوقوف بحزم ضد جرائم تمويل الإرهاب. جاء ذلك في إعلان الرياض للبيان الختامي للاجتماع الأول لرؤساء الأركان في دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي عقد في الرياض اليوم . وأعرب المجتمعون عن أهمية المضي قدماً في تفعيل انطلاقة التحالف الإسلامي وذلك من خلال اجتماع وزراء دفاع دول التحالف والذي سيعقد في الفترة القادمة. وشدد رؤساء الأركان على أهمية العمل الجماعي والمنظور الاستراتيجي الشامل للتصدي الفعال للإرهاب والتطرف مشيرين إلى ما يمثله الإرهاب من تهديد مستمر للسلم والأمن والاستقرار ، وأن التطرف ظاهرة عالمية والإرهاب لا دين له ولا وطن . واتفق المجتمعون على أهمية تفعيل الجانب الفكري في محاربة الإرهاب من خلال تنسيق الجهود لدراسة الفكر الإرهابي واجتثاثه ، وترسيخ قيم التفاهم والتسامح والحوار ونبذ الكراهية والتحريض على العنف. وشددوا على الدور المهم للإعلام في محاربة الإرهاب من خلال التصدي لدعوى الفتنة والفرقة والتطرف والعنف ، وإرساء قيم الإسلام السمحة والامتناع عن الترويج للإرهاب من خلال توظيف الإعلام. وأشاد المجتمعون بروح التفاهم والتعاون التي سادت الاجتماع وظهور توافق في الرؤى والمواقف في محاربة الإرهاب عبر جهود موحدة ومنظمة ودائمة تكفل التنفيذ في إطار الاتفاقيات ذات الصلة وتتبنى معالجة شاملة متعددة الجوانب لهذه الآفة، معبرين عن بالغ التقدير للمملكة العربية السعودية لإعلانها عن إنشاء هذا التحالف ودعوتها لهذا الاجتماع واستضافتها له، استناداً للبيان الصادر في 3 / ربيع الأول / 1437هـ الموافق 14 / ديسمبر / 2015م ، والذي تضمن الإعلان عن تشكيل التحالف. من جانبه أكد المتحدث باسم قوات التحالف الإسلامي المشترك مستشار سمو وزير الدفاع العميد أحمد بن حسن عسيري أن مبدأ الدول الإسلامية أعضاء التحالف قائم على المشاركة وتنسيق الجهود وتوحيدها، بحيث تكون جهود جماعية لا فردية، لافتاً النظر إلى أن العمل المشترك يسير متوافقاً ومتناسقاً مع المنظمات الدولية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده العميد عسيري عقب انتهاء أعمال الاجتماع الأول لرؤساء الأركان في دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي عقد امس في الرياض، واجتمع فيه أصحاب المعالي رؤساء الأركان في الدول المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري، لعمل توطئة وتحضير لاجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء، المقرر انعقاده قريباً، وتحديداً بعد تواصل رؤساء هيئات الأركان مع وزراء الدفاع في الدول الأعضاء، وطرح ما تناوله اجتماع اليوم. وأوضح أن اجتماعات اليوم ركزت على أربعة محاور مهمة لمكافحة الإرهاب، مبيناً أن محور الإعلام كان أبرزها، بالإضافة إلى الجانب الفكري الذي يشكل واحداً من أكثر الجوانب التي ينبغي التركيز عليها في الحرب على الإرهاب، بما في ذلك كيفية إعداد الرسالة الفكرية والدمج بين المحورين الفكري والإعلامي للخروج برسالة واضحة، كفيلة بمواجهة الأفكار المطروحة من قبل المنظمات الإرهابية، وقادرة على أن تشكّل رسائل وقائية وتصحيحيه، مشيراً إلى أن المحور الثالث ركز على الجانب المالي، وتتبع مصادر تمويل عمليات هذه المنظمات، في حين جاء المحور الرابع خاصاً بالعمل العسكري الذي سيكون مركز عملياته في الرياض، حيث تبرعت المملكة العربية السعودية بتوفير مبنى المركز وميزانيته التشغيلية. ولفت النظر إلى أن العمل العسكري لقوات التحالف سيقوم على مواجهة التنظيمات الإرهابية في الدول الأعضاء التي تعلن حاجتها لتدخل قوات التحالف، لأن التدخل لن يكون إلزامياً، مؤكداً أن آلية عمل قوات التحالف مبنية في أساسها على احترام سيادة الدول، ووفق المواثيق والأعراف الدولية، وبالتعاون مع المنظمات الدولية، وفي إطار الشرعية الدولية، التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة. وقال العميد عسيري: “دول التحالف تسعى إلى تجفيف منابع الإرهاب، من خلال آلية عمل جرى التباحث حيالها في اجتماعات اليوم، لاسيما في ظل اتفاق الدول أعضاء التحالف على تعريف وتصنيف المنظمات الإرهابية”، مبيناً أن العمل سيقوم على المبادرات من الدول أعضاء التحالف، لافتاً الانتباه إلى أن الدول الأعضاء ستتقاسم العمل الاستخباراتي وتبادل المعلومات. وأبان العميد عسيري في إجابة عن آلية المبادرات التي تقدمها الدول الأعضاء، أنها ستكون على طريقتين، إمّا نابعة من داخل إدارات المركز، سواءً الفكرية أو الإعلامية أو المالية أو العسكرية، بحيث تطرح للدول الأعضاء ممن لهم ممثلين داخل المركز، ثم يجمع أراء كل الدول الراغبة في المشاركة بهذه المبادرة، فتوضع بعد ذلك خطة لتنفذها على أرض الواقع, فيما تأتي الطريقة الثانية عبر طلب دولة ما من دول الأعضاء العون في جانب معين، أمّا جانب إعلامي أو عسكري، على أن تطرح من خلال إدارات المركز بعد دراستها، ثم توضع على شكل خطة يتم التوافق عليها من قبل الدول الراغبة في المشاركة، قبل تنفيذ المبادرة داخل الدولة الطالبة للمساعدة وتحت إدارتها. وعن تبادل المعلومات الاستخباراتية بين 39 دولة أعضاء التحالف، أوضح العميد العسيري أن ذلك من أهم المكاسب العائدة على الدول أعضاء التحالف، لاسيما وأن المعلومات الاستخباراتية ستجري من خلال قاعدة بيانات تنشأ في مركز عمليات التحالف، وستحظى الدولة عضو التحالف بتضافر جهود الدول الأعضاء التي ستساندها في مواجهة أي تهديد إرهابي تتعرض له في حال طلب المساعدة، وتأمين غطاء دولي إلى جاب ذلك. وشدّد على أن مركز العمليات المشترك في الرياض سيتولى مهمة جمع الدول أعضاء التحالف على طاولة واحدة، من شأنها تريب المفاهيم وتوحيد الرؤى ووضع الاستراتيجات، جميعها تواجه خطراً واحداً، لذا يجب التعامل معه وفق استراتيجية واحدة، تنبثق من عمل دؤوب يركز على نقاط الاشتراك والتوافق والانطلاق منها.

مشاركة :