هو يوم متكرر في حياة الإنسان – وخاصة المصري – حينما نستنزف الوقت في أي شييء إلا الهام من الأشياء – أو حبنا كمصريين ( لتضييع الوقت ) ونعمل جاهدين في المتبقى من الوقت "الضائع" – هذه تقريبًا عادة مصرية ( صميمة ) – نراها في حياتنا اليومية العملية – ونراها أيضًا في حياتنا الإجتماعية – والعلمية وكذلك حياتنا السياسية – ولعل أبلغ دليل علي هذه الظاهرة المصرية الأصل – نراها في ملاعب كرة القدم – فالفريق تبارى في تضييع الوقت حتى اللحظات الأخيرة من المباراة وأن الجميع (أفيقوا ) على أن الوقت الأصلي إنتهى – وباقي دقائق من الوقت (بدل الضائع) – وتجد المحاولات المبذولة - والجهد المبذول فوق الوصف – ولو كانوا فعلوا ذلك في الوقت الأصلي – ما كانوا في احتياج أبدًا لهذا الموقف الغير مريح وهو ما أسميه هو وقت "إصطياد العصافير" – حيث كان الوقت موجود – وجاهز – لإصطياد " غزلان " – أو " جاموس " أو حتى " أسود " ولكن الوقت إنتهى – ولا توجد فرصة لإصطياد عصفورة واحدة – للعودة بصيد من الرحلة !! ولعل هذه الخاصية أو هذه الظاهرة المصرية – نراها لدى الطلبة في الجامعة أو في المدرسة – وحينما ينتهى وقت الدراسة ( العام الدراسي ) – ويأتي وقت الامتحان أو وقت تسليم مشروع البكالوريوس – وتجد الجميع ليس لديه الوقت الكافي لإنهاء ما عليهم من واجبات – وبالتالي يصبح الأداء سريعًا – واللهفة علي الإنتهاء أسرع وبالتالي يكون الناتج ضعيف وليس على المستوى المطلوب – والذي يعادل ما لدينا من قدرات – في الأغلب هي قدرات جيدة ومحترمة – لكن ليس لدينا وقت كافي للإنتهاء من العمل كما يجب – لأن الوقت الأصلي إنتهى للأسف الشديد – في لا شيىء. وهذا أيضًا ينطبق على تصرفاتنا الإقتصادية في الدولة – فأمامنا فرص عظيمة للإستفادة من مواردنا – ويمكننا إدارة تلك الموارد بطرق إقتصادية معلومة – ومعروفة – ومسبوق تجربتها من غيرنا من الدول إلا أننا لأسباب غير معلومة متأخرين جدًا في مبادرة التنفيذ – وهكذا نجد أن أحوالنا الإقتصادية ليست على ما يرام – وأن الوقت قد ذهب مع الريح – ذهب سريعًا – ولا يوجد أمامنا سوى إصطياد عصفورة !! شييء متواضع جدًا !!! وهذا ما يحدث في العمل الخاص – وعلى كل مستويات المهن – فهناك جريدة محدد لها موعد للطباعة – أي تسليم البروفة النهائية للمطبعة – وتتأخر في التسليم لأن هناك مقال لم يأتي ولأن صوره لم تضبط ولأن هناك صفحة لم تكتمل وأن "علان" أو "فلان" أو "ترتان" !! ذو أهمية لدى رئيس التحرير وتأخر عن التسليم – وفي اللحظات الأخيرة نجد أنفسنا نبحث عن إصطياد عصفورة – إننا نعيش في زمن غريب جدًا – هو زمن إصطياد الوحوش والصفقات الكبيرة "هم" كل الناس في كل دول العالم – أما نحن فمازلنا – مرضى اللحظات الأخيرة. مازلنا نعيش في معنى بعض الأمثال الشعبية المصرية ( أجري يا بن أدم جري الوحوش غير رزقك لن تحوش ) – ومثل أخر ( نام وارتاح يأتيك النجاح ) – للأسف الشديد أمثلة فاشلة !! أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
مشاركة :