"لدينا إمكانات النجاح وسنقاتل للبقاء في دوري الأضواء". هذا ما أكد عليه عضو مجلس إدارة نادي هجر سامي القنيان، محملاً في نفس الوقت المدرب المونتنغري الأسبق نيبوشا يوفوفيتش مسؤولية ما تعرض له فريقه من انتكاسه فنية هذا الموسم، مبينا الأخطاء والتخبطات الواضحة أبان فترة عمله. (القنيان) أشار إلى أن فترة الإعداد التي سبقت انطلاق الموسم لم تكن كافيه لتجهيز شيخ الأحساء للمشاركة في استحقاقات الموسم، مبيناً بأن هناك أموراً أخرى أسهمت في وصول الفريق إلى هذا الحال المأساوي وتذيل لائحة الترتيب منذ مستهل الدوري، مشيرا إلى فشل المدرب البلجيكي ستيفان ديمول الذي جاء خلفا لنيبوشا في احتواء الأزمة رغم توفير كافة متطلباته التي يحتاجها، مبرئاً ساحة الكوادر الإدارية التي تقود الفريق من تبعات ما حدث، متمنياً ان تشهد المرحلة المقبلة تصحيح المسار لضمان بقاء هجر بين الكبار رغم صعوبة المهمة.. فإلى تفاصيل الحوار.. - ما الذي أدى لتراجع أداء ونتائج شيخ الأحساء في الموسم الحالي؟ إعداد الفريق لم يكن كافياً بالقدر الذي يؤهله للمشاركة بدوري كبير وقوي بحجم دوري جميل، ورافق ذلك العديد من المعوقات التي حرمت هجر من الظهور بالمستوى المطلوب واعتقد أن الجهاز الفني بقيادة المدرب الأسبق المونتنغري نيبوشا يوفوفيتش يتحمل مسؤولية الانتكاسة بعدما فشل في اختيار العناصر الجدد الذين تم التعاقد معهم قبيل بدء الموسم، كما تأثر هجر كثيرا برحيل الثلاثي فيصل الخراع ورياض البراهيم وأحمد الناظري إلى نادي الاتحاد، بالإضافة إلى أن الفريق افتقد لقائد فني حقيقي داخل الميدان، باختصار أقولها إن نيبوشا لم يكن المدرب الكفء لقيادة هجر إلى بر الأمان، فكان من الأفضل البحث عن مدرب آخر يتولى دفته التدريبية بدلاً من التجديد معه بعد نهاية الموسم الماضي. - هل كانت كل الأمور في يد المدرب؟ نيبوشا هو وحده من اختار اللاعبين الأجانب الذي فشلوا فشلا ذريعا، أما المحليون فقامت باختيارهم لجنة فنية بالتنسيق مع المدرب ولم توفق في اختيارهم بأستثناء المهاجم الواعد محمد الصيعري الذي شكل علامة فارقة مع الفريق، ولعل الأمر الذي ساعد هذا اللاعب على التألق اللافت لأنه كان مستمرا في تمثيل المنتخب الأولمبي، هذا فضلا عن موهبته الكروية التي تمتع بها، أما بقية العناصر الأخرى فكانوا مبتعدين كليا عن تمثيل أنديتهم في الموسم الماضي بنسبة تصل 80%، ولاشك أن دوري جميل يحتاج إلى عناصر جاهزة ومؤهلة، فاللاعب راشد الرهيب على سبيل المثال لم يشارك مع ناديه السابق سوى في مباراة او مباراتين فقط، وهذا مازاد الأمر صعوبة على المدرب في خلق توليفة متجانسة إبان المعسكر الإعدادي المجهز تجهيزاً كاملاً، وتم تهيئة الأجواء المناسبة وحصل المدرب على الفرصة الكاملة لإعداد الفريق، لكن المدرب استغنى عن 14 لاعبا ومارس العبث باختياراته إلى أن زعزع استقرار الفريق واوصله الى هذا الحال المتردي. - لماذا لم تحاسب الإدارة المدرب على تخبطه في الاختيارات؟ العمل الإداري داخل أروقة النادي منظومة متكاملة ومترابطة مع بعضها البعض، من حيث الادارة والجهاز الفني واللاعبين، ومتى كانت العملية تكاملية ومنظمة سينتج عنها النجاح المنشود، ولكن لا يمكن أن يتحقق النجاح أو تفادي الأخطاء إذا كان هناك عدم توفيق في اختيارات العناصر والأجهزة الفنية الذين مثلوا الفريق خلال المرحلتين الأولى والثانية، وهو ما أضر بالفريق وأثر على مستوياته ونتائجه. اختلاف وجهات النظر - ما هو تقييمك لعمل الجهاز الإداري؟ من الصعب جدا أن أقيم عمل الكوادر الإدارية لأنني لم أرافقهم أو اتعايش معهم، فأنا استطيع تقييم أداء ونتائج الفريق، وبالنسبة للإداريين فتم تغييرهم خلال المرحلة الثانية ومع ذلك استمر الحال كما هو عليه، فالمنظومة تكاملية واذا عملت بشكل ايجابي من البداية حتما ستساهم في تكوين فريقا قوي وناجح، وإذا كان هناك مجلس إدارة يضم عدداً من الأشخاص فمن الطبيعي ان توجد اختلافات في وجهات النظر ولن تسطيع تغيير القناعات، فأنا كنت غير راض عن العمل الذي قدمه نيبوشا وبيّنت بأنه ليس بمدرب المرحلة وتم التجديد معه، رغم انه تخبط في العديد من الاختيارات ودهور أوضاع الفريق من حيث المستوى النتائج. - لماذا صوت الإداريون مع التجديد لنيبوشا؟ لعل نتائج الفريق في الموسم الماضي هي التي اوحت للبعض بأن نيبوشا مدرب كفء وجدير بقيادة هجر موسما آخر لأنه ساهم في انقاذ الفريق من الهبوط عندما حقق معه عدداً من النتائج الإيجابية إلى أن استقر في المركز العاشر في سلم الدوري، لكني كمتابع وأملك خبرة رياضية كافيه كنت ارى العكس، والأمور الإدارية من السهل معالجتها، وتبقى الأمور الفنية هي الأصعب والأهم ولو لم نقم بالتجديد لنيبوشا لكان وضع الفريق افضل بمراحل، وأنا اتحدث عن نفسي ولست مسؤولا عن بقية الأعضاء والاداريين، ولن اتطرق لاحد منهم. تواصل الخسائر مع ديمول - ما سبب تواصل الخسائر مع مجيء المدرب البلجيكي ستيفان ديمول؟ المدرب ديمول كانت سيرته الذاتية جيدة واطلعنا على النتائج التي حققها مع الفيصلي ورأينا بأنها مشجعة، الا ان مشكلة هذا المدرب انه انقطع عن مزاولة التدريب فترة من الزمن، وبعدما تعاقدنا معه اشترط توفير عدة متطلبات واستجنا لرغباته، ولكنه فشل هو الآخر في التوصل إلى تشكيلة مثالية تقدم الأداء المنتظر منها وتلبي طموحاتنا، خصوصا اننا دعمنا الفريق بستة عناصر محلية واستبدلنا الرباعي الأجنبي، بناء على طلبه ولكن دون جدوى، وصحيح أن الأداء كان افضل تحت اشراف ديمول خصوصا في الجانب الدفاعي الذي ظهر بشكل منظم، وكان الفريق يحتاج الى انتصارين في بداية توليه مهمته التدريبية ينعش بهما الآمال ويعيدان الثقة للاعبين ولكن ذلك لم يتحقق سوى في الجولة الـ16 والتي تمكن الفريق خلالها من تحقيق الفوز على حساب الفتح ثم الخليج، إلا أنه عاد إلى دوامة الهزائم وخسرنا أمام الفيصلي والوحدة اللذان كانا اقل فنياً وعطاءً من الفتح والخليج. -هل ترى بان الوقت مناسب لاقالة المدرب ديمول؟ كنت أطالب بإقالة المدرب ديمول قبل مباراتنا مع الفتح وحتى بعدما تحقق لنا الفوز في تلك المباراة وكررت مطالبتي بإقالته، واتضحت سلامة موقفي بعدما فزنا على الفتح والخليج عاد الفريق الى ما كان عليه وتوالت الهزائم، ولم يكن الانتصاران اللذان حققهما الفريق بدهاء من المدرب بقدر أن اللاعبين الستة الذين استقطبناهم سعوا جاهدين لإثبات وجودهم وتقديم انفسهم بصورة جيدة ف حدثت فورة الفوز، بعد ذلك عاد أداء الفريق للانحدار واستمر وضعه من سيىء إلى اسوأ، والمدرب لم ينجح في استثمار الانتصاريين ونشوة اللاعبين ومعنويتهم المرتفعة بمواصلة النتائج الايجابية، بل تخبط وتراجع مستوى الفريق. - ما تبريرات المدرب في استبعاده لمهاجم وهداف الفريق محمد الصيعري؟ برر المدرب استبعاده للصعيري بحجة زيادة وزن اللاعب، وانه لا يؤدي التدريبات بالقوة المطلوبة ولم يظهر الحماس في الأداء، وهذا الكلام عار من الصحة، فاللاعب وإن زاد وزنه قليلا ولكنه مؤثر ويؤدي مباريات جيدة وربما هو الأكثر اللاعبين حماسا وفاعلية. شبح الهبوط - متى شعرتم بدخول فريقكم في دائرة الخطر؟ بعد نهاية الدور الأول شعرنا بخطورة موقف الفريق وأنه يحتاج إلى مجهودات كبيرة لانتشاله خصوصا انه لا يملك سوى 3 نقاط، والفريق الذي يبحث عن النقاط في منتصف المشوار أو في المباريات الاخيرة فحتما سيقع تحت ضغط رهيب ويكون محبطا، وأقمنا معسكر في دولة قطر ناجح بكل المقاييس ولعبنا عدد من المباريات التجريبية التي قدم الفريق خلالها مستويات جيدة، وكنا في حاجة ان نبدأ الدور الثاني بداية قوية، ولكن وجود الفريق في مؤخرة الدوري أصاب اللاعبين بنوع من الاحباط لأنهم بشر يتأثرون بالعوامل المحيطة بهم. - ما هي المحفزات التي قدمتموها لحث اللاعبين على الفوز؟ عقدنا عدة اجتماعات مطولة مع اللاعبين وطالبناهم بتحقيق الفوز ووعدناهم بصرف مكافآت مالية ضخمة لم يسبق للنادي أن رصد مثيلا لها توزع على أفراد الفريق في حال فوزهم وكان ذلك قبل مباراتي الوحدة والرائد. - لماذا رفضتم دعم عضو شرف النادي نزار الغنام للإسهام في انتشال الفريق؟ سبق ان تحدث معي الأخ نزار بأنه يرغب بتقديم مكافآت مالية توزع على أفراد وطواقم الفريق في حال الفوز، ومن المفترض ان التبرع لا يتم بهذه الطريقة واصلا لا نحتاج للدعم بقدر ما كنا نحتاج للفوز فالإمكانيات المادية متوفرة ولله الحمد، والأخ نزار كان عليه عدم الدخول بتلك الطريقة الخاطئة لتنصيب نفسه رئيسا للنادي، في ظل وجود الرئيس الحالي سامي الملحم، وحتى لو اخفقت الإدارة الحالية في تحقيق النتائج المرضية لا يحق لأي شخص مطالبتها بترك الرئاسة له، واعتقد ان التصريحات الاستفزازية كانت وراء رفض دعم الغنام، إضافة إلى أن الوقت لم يكن مناسبا للدخول في مهاترات، وعموماً النادي يحتاج إلى التفافة من قبل الجميع ونبذ الخلافات السابقة وليس للتصاريح والزوابع الإعلامية المثيرة، ومن يريد الدعم عليه تقديمه بالشكل اللائق والذي يدفع به نحو الأمام لا أن يعيده للخلف. - كلمة أخيرة.. لم نكن نتمنى أن يصل شيخ أندية الأحساء لهذه المرحلة العصيبة، خصاصة اننا في هذا الموسم كانت لدينا طموحات كبيرة ولدينا إمكانات جيدة تساعد على النجاح وعلى تحمل المطبات والمعوقات بشكل أكبر من الموسم السابق ولكن قدر الله وما شاء فعل، وبدورنا سنقاتل من أجل البقاء مع الكبار حتى آخر رمق من الدوري المكان الطبيعي لهجر الكبير بتاريخه واسمه ومكانته بين نظرائه في المنطقة.
مشاركة :