استشعرت الحكومة السعودية أهمية قيام التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، حتى يكون تحالفا دوليا قادرا على قيادة وتنسيق جهود دول التحالف، وذلك في كل محاور الحرب على الإرهاب؛ الفكرية والمالية والإعلامية والعسكرية. وأوضح الدكتور محمد العيسى، وزير العدل السعودي السابق، رئيس «المركز الفكري» في التحالف الإسلامي العسكري، أنه لا يمكن هزيمة التطرف والإرهاب بالأدوات العسكرية فقط، وأن التطرف يمثل منهجًا يشيع ويتمدد بقوة تأثيره الفكري. وقال الدكتور العيسى، خلال كلمته في اجتماع رؤساء هيئات أركان دول التحالف الإسلامي العسكري، إن «الكيان الفكري لا ينهزم هزيمة كاملة بمجرد التغلب عليه». في حين أشار عبد العزيز الفريح، نائب محافظ «مؤسسة النقد السعودي»، في كلمته حول الجانب المالي، إلى أن «التمويل يعد الشريان الرئيسي للإرهاب.. حيث إن المملكة العربية السعودية وقفت بكل حزم سدًا منيعًا في وجه الإرهاب وتمويله». ولفت نائب محافظ «مؤسسة النقد السعودي» إلى أن دول التحالف الإسلامي بذلت جهودًا كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله. إلى ذلك، ذكر اللواء الركن حسين محمد العساف، في كلمته خلال الاجتماع الأول للتحالف الإسلامي العسكري، أن الهدف الاستراتيجي والفكري للتحالف الإسلامي العسكري، هو تنسيق وتوحيد جهود الدول المشاركة فيه. وقال اللواء الركن العساف، وهو مدير عام «مركز التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب»، إن «توحيد مستوى المساهمة العسكرية، مع الجهود الدولية، ينتج عنه حفظ السلم والأمن الدوليين». وأوضح الدكتور عزام محمد الدخيل، المستشار في الديوان الملكي، خلال كلمته عن الجانب الإعلامي، أن «التحالف الإسلامي العسكري للحرب على الإرهاب نتاج مهم للتعاون الإسلامي، وتنبع أهمية الإعلام من دوره الأساسي في تكوين الرأي العام عبر أجهزته الكثيرة المؤثرة، حيث باتت أدواته التقليدية تصارع تيارات جارفة من الأدوات الجديدة». وكانت المملكة العربية السعودية عانت منذ عقود طويلة من الإرهاب، وعملت باستراتيجية واضحة الأهداف على مكافحته بالأفعال قبل الأقوال، وتجفيف منابعه، ووقاية المجتمع من شرور الفكر المتطرف الذي يروج للإرهاب بين عقول الشباب، حيث إن «مركز التحالف الإسلامي العسكري» في السعودية، سيكون نواة لعمل إسلامي ضخم للقضاء على الإرهاب بمختلف أشكاله. وتتمثل أهمية دور الإعلام مع الدور العسكري، في محاربة الإرهاب وتبصير عقول أبناء المجتمع بالفكر الضال الذي يحاول اختراقهم والزيغ بهم، وتعرية الأدوات والأساليب المضللة والمخادعة التي يستخدمها الإرهابيون للنيل من أبناء الأمة الإسلامية؛ سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
مشاركة :