نشرت كوريا الشمالية تسجيل فيديو دعائي، يظهر ضربة نووية لواشنطن ثم هددت كوريا الجنوبية بأن توجه لها «ضربة عسكرية لا ترحم» بسبب استهدافها للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون. وتصعد بيونغ يانغ خطابها الحربي ودعايتها المعادية منذ أسابيع بعد بدء التدريبات العسكرية السنوية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والتي اعتبرتها تمهيدا استفزازيا لعملية غزو. وأجرت سيول وواشنطن تدريبات مشتركة هي الأكبر هذا العام ردا على تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية في يناير (كانون الثاني) وإطلاق صاروخ طويل المدى بعد ذلك بشهر. والسبت (أول من أمس)، نشرت كوريا الشمالية فيديو بعنوان «الفرصة الأخيرة» يظهر صاروخا نوويا يتم إطلاقه من غواصة ويدمر واشنطن، وينتهي بإحراق العلم الأميركي. وكانت كوريا الشمالية نشرت تسجيلات مماثلة في السابق. ويتصاعد التوتر دائما في شبه الجزيرة الكورية خلال التدريبات العسكرية السنوية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، إلا أنها وصلت إلى مستوى غير مسبوق هذا العام. ويعود ذلك إلى التجربة النووية لبيونغ يانغ والعقوبات الدولية التي تلتها، وكذلك بسبب اشتمال هذه المناورات لأول مرة على ضربات للقضاء على القيادة الكورية الشمالية. واعتبرت بيونغ يانغ هذا الأمر تهديدا مباشرا للزعيم كيم جونغ - أون وردت بهجمات شخصية على رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين هاي. من جانب آخر، أطلق ناشطون كوريون جنوبيون عشرات آلاف من المنشورات التي تهاجم نظام بيونغ يانغ، في مبادرة من شأنها أن تزيد في حدة التوترات المتفاقمة أصلا في شبه الجزيرة. وهؤلاء الناشطون الذين انضم إليهم الكثير من الكوريين الشماليين المنشقين اعتادوا منذ سنوات على إرسال مناشير بواسطة بالونات. وهذه الوسيلة الدعائية التي تلجأ إليها أيضا بيونغ يانغ تثير الغضب على أعلى مستوى في كوريا الشمالية. وقد أرسل بارك سانغ - هاك وهو منشق كوري شمالي أصبح ناشطا وأصدقاؤه 50 ألف منشور بواسطة ثلاثة بالونات كبيرة من أرض تقع قرب مدينة باجو بالقرب من الحدود الكورية الشمالية لمناسبة ذكرى نسف زورق القتال الكوري الجنوبي شيونان في 2010 ما أدى إلى مقتل 46 بحارا كوريا جنوبيا. واتهمت سيول آنذاك بيونغ يانغ بتلك المأساة وقطعت تجارتها واستثماراتها مع كوريا الشمالية. وربط بأحد البالونات الثلاثة التي أطلقها الناشطون لافتة كبيرة تحمل صورة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مبتسما على خلفية صاروخ يجري تركيبه مع شعار «أمطروا المجنون النووي كيم جونغ أون بوابل من النيران». وأكد بارك لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «ننوي إطلاق 10 ملايين منشور في الإجمال إلى الشمال في خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لإدانة التجارب النووية الكورية الشمالية». ويذكر أن في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 أطلق عناصر من حرس الحدود الكوريين الشماليين النار على بالونات كورية جنوبية ما تسبب بتبادل إطلاق نار بين جهتي الحدود. وسيواجه بارك والناشطون الآخرون احتجاجات السكان والتجار الذين يعيشون قرب الحدود والقلقين من العواقب المحتملة لهذه المبادرة على لقمة عيشهم.
مشاركة :