دمشق - قتل 19 مقاتلا مواليا لإيران اليوم السبت وأصيب آخرون بجروح جراء غارات جوية رجّح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تكون طائرات إسرائيلية نفّذتها في شرق سوريا. وأفاد المرصد بأن من بين القتلى أربعة مقاتلين من الجنسية السورية، إضافة إلى ستة آخرين يحملون الجنسية العراقية قتلوا في تسع غارات جوية نفذتها طائرات يرجح أنها إسرائيلية فجر اليوم السبت بالقرب من الحدود العراقية. وردا على سؤال حول ضربة أميركية محتملة في شرق سوريا، قال مسؤول عسكري أميركي إن "الولايات المتحدة لم تقم بأي ضربات دفاعية في الساعات الماضية". واستهدفت الضربات وفق المرصد مواقع ومقرات تابعة لمجموعات موالية لطهران في مدينة البوكمال وريفها حيث تحظى إيران بنفوذ عسكري بارز. وقال مسؤولون أمنيون وحدوديون عراقيون إن طائرات مجهولة قصفت عددا من المباني والشاحنات التي تستخدمها فصائل مسلحة متحالفة مع إيران في مدينة البوكمال السورية بمحاذاة معبر حدودي استراتيجي مع العراق في ساعة متأخرة من مساء الجمعة. وقال قائد محلي بقوات الحشد الشعبي العراقية، وهي ميليشيا مسلحة موالية لإيران، إن الضربات أودت بحياة أربعة أفراد دون أن يذكر جنسياتهم. لكن القيادي نفى مقتل أو إصابة أي من مقاتلي الجماعة المنتشرين قرب الحدود السورية. وذكرت مصادر لها اتصالات مع مسؤولي الحدود السوريين أن الضربات استهدفت قافلة من ثماني شاحنات، مما أدى إلى تدمير أربع منها على الأقل. وقال المسؤولون إنها طالت أيضا ثلاثة مبان تستخدمها إحدى الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران. ومنذ بدء النزاع عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، استهدفت بشكل رئيسي أهدافا إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، بالإضافة إلى مواقع للجيش السوري. لكن وتيرة الغارات زادت بعد بدء الحرب في غزة وتصاعد حدة التوتر في المنطقة. وتشهد المنطقة توترا وتصاعدا في الهجمات على القوات الأميركية التي تلقي واشنطن باللوم فيها على الجماعات المسلحة المتحالفة مع طهران فيما يعرف بـ "محور المقاومة" منذ بدء الحرب في غزّة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول بين إسرائيل وحماس التي شنّت هجوما غير مسبوق على إسرائي، قُتل خلاله 1140 شخص، وفق السلطات الإسرائيلية. وتعكس تلك الهجمات التداعيات الإقليمية التي تسببت بها هذه الحرب. وتقول الفصائل الموالية لإيران إن هجماتها ضدّ القواعد الأميركية في الشرق الأوسط تأتي بسبب الدعم الذي تقدّمه واشنطن لإسرائيل. وتنفذ إسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وباشرت في 27 أكتوبر/تشرين الأول عمليات برية متعهدة بالقضاء على حماس، ما أسفر عن سقوط 21507 قتلى، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس. وقتل الاثنين القيادي البارز في فيلق القدس رضي موسوي بضربة إسرائيلية في سوريا طالت منطقة السيدة زينب قرب دمشق، واتهمت طهران إسرائيل بتنفيذ العملية.
مشاركة :