حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية من خطورة الوضع الصحي لنحو 50 ألف امرأة حامل نزحْن لمراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة؛ نتيجة القصف الإسرائيلي الذي دمّر مدنًا ومخيمات وقرى بأكملها منذ بدء العدوان على القطاع والمستمرّ منذ السابع من أكتوبر الماضي. وأكّدت وزارة الصحة الفلسطينية أن النساء الحوامل في غزة لا يتوفّر لهنّ الطعام والغذاء، ويعشن ظروفًا معيشية قاهرة، لافتة إلى أن هناك خشيةً على حياة الأجنّة، في ظل عدم تلقّي النساء الحوامل للرعاية الصحية، وحالة الازدحام الشديدة في "155" مركزَ إيواء تابعًا للأونروا، والذي لجأ إليه نحو "1،9" مليون نازح من مناطق متعدّدة في قطاع غزة، والذي فاقم من الظروف الصحية والمعيشية للنساء الحوامل في ظلّ حالة التلوّث وعدم توفّر المياه، وأنّ معظم النساء الحوامل لم يتمكّنّ من الوصول للمستشفيات والمراكز الصحية، بعد خروج "76" منها عن الخدمة بشكل كامل بسبب القصف الإسرائيلي، وتضرّر "142" مستشفى ومركزًا صحيًّا، إثر تعرُّضه للقصف الإسرائيلي، مبينةً أنه تم تسجيل ولادة نحو "183" امرأة يوميًّا داخل مراكز الإيواء، وأن الكارثة الصحية تكمن كذلك في عدم توفر حليب الأطفال للمواليد، إثر مواصلة الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال كل مقومات الحياة لغزة من غذاء وحليب وأدوية. في سياق متّصل أكّد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير له، أن "5500" امرأة نازحة في مراكز الإيواء سيلدْنَ خلال الأيام القادمة، وأنّ استمرار معظم النساء الحوامل في الولادة داخل مراكز الإيواء يهدّد حياة النساء الحوامل، في ظلّ عدم قدرتهنّ للوصول للمستشفيات بسبب استمرار القصف، كما أعلنت تلك المستشفيات أن كل مستلزمات الولادة من علاجات وغيرها نفذت تمامًا، وهو ما سيتسبّب في وفاة المواليد أو الأمهات أثناء الولادة. وتشير تقارير لمركز الإحصاء الفلسطينيي إلى أن "546" ألف أنثى في غزة في مرحلة الإنجاب، يعشْنَ ظروف سوء التغذية، مع استمرار عمليات القصف الإسرائيلي المستمرّ لليوم 85 على التوالي للمراكز الصحية، وباتت حياتهنّ يهدّدها الموت جوعًا وعطشًا، فيما تشير إحصائيات فلسطينية للمستشفيات إلى استشهاد نحو "6300" امرأة، وإصابة الآلاف بجروح، واعتقال نحو "150" مع أطفالهنّ منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما تمّ توثيق فقدان المئات منهنّ تحت ركام المنازل المدمرة التي استهدفها القصف الإسرائيلي، خاصة في مدينة غزة وشمالها.
مشاركة :