سجل الذهب أول مكسب سنوي له منذ ثلاث سنوات، حيث ضاعف المستثمرون رهاناتهم على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في تفكيك موقف السياسة النقدية التقييدية في عام 2024. وتقلبت أسعار الذهب في يوم التداول الأخير لعام 2023، مما يضعها على المسار الصحيح لإنهاء العام بارتفاع حوالي 13 ٪، وتم تداول أسعار الذهب حول استقرار يوم الجمعة مع توجهها نحو نهاية أفضل عام لها منذ 2020 عند مستويات تزيد بشكل مريح عن 2000 دولار للأوقية، مدعومة بآمال أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يخفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من مارس. واستقر السعر الفوري للذهب عند 2062.19 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 1:05 مساءً. بالتوقيت الشرقي (1805 بتوقيت غرينتش). لكن العقود الأميركية الآجلة للذهب تراجعت 0.6 بالمئة إلى 2072.00 دولارا، وارتفعت أسعار الذهب حتى الآن بنسبة 13 % خلال عام شهد تأرجح الأسعار بين مستويات متدنية قرب 1800 دولار ومستوى قياسي عند 2135.40 دولارا. ويتوقع مستثمرو الذهب ارتفاع الأسعار بشكل قياسي العام المقبل، حيث من المتوقع أن تدعم السوق أساسيات المحور الحذر في أسعار الفائدة الأميركية واستمرار المخاطر الجيوسياسية ومشتريات البنوك المركزية. وقال جيوفاني ستونوفو المحلل في بنك يو بي إس: "لكي نرى مستويات أعلى، نحتاج إلى رؤية طلب أقوى من المستثمرين، مثل زيادة تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة. ولهذا السبب، هناك حاجة إلى بيانات اقتصادية أميركية أضعف وانخفاض التضخم، حتى يبدو بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر تشاؤما". ويقلل انخفاض أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك التي لا تدر عائدا ويثقل كاهل الدولار، ويتجه مؤشر الدولار نحو الانخفاض بأكثر من 2 % في عام 2023، في حين أن عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات تقبع بالقرب من أدنى مستوياتها منذ يوليو. وانخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 23.87 دولارا للأوقية، وتبدو متجهة صوب انخفاض سنوي بسيط. ونزل البلاتين 1.2 بالمئة إلى 990.25 دولارا، بينما نزل البلاديوم 2.6 بالمئة إلى 1103.59 دولارات. وكان كلا المعدنين المحفزين ذاتياً في طريقهما نحو الانخفاض السنوي، مع انخفاض البلاديوم بنحو 38 %، وهو أكبر انخفاض له منذ عام 2008. وقال ماير إن سوق البلاديوم سيحقق فائضا في العام المقبل وليس في وضع جيد للمستقبل بسبب التحول إلى السيارات الكهربائية التي لا تحتاج إلى المعدن. وعادةً ما يكون للمعدن الثمين علاقة عكسية مع أسعار الفائدة - فكلما انخفضت أسعار الفائدة، ارتفع سعر الذهب. لقد تم تحديد حركة الأسعار هذا العام في الغالب من خلال تغير وجهات النظر حول خطوات بنك الاحتياطي الفيدرالي التالية بشأن أسعار الفائدة. وكانت هناك توقعات متزايدة منذ أكتوبر بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يركز على التيسير النقدي في عام 2024 مع تراجع التضخم وبرود سوق العمل في الولايات المتحدة. كما أن المخاوف بشأن مخاطر الركود تعزز أيضًا مبررات امتلاك الديون، حيث يراهن المتداولون على أن محافظي البنوك المركزية العالمية قد يضطرون إلى خفض أسعار الفائدة بقوة لتعزيز النمو. وشهدت مثل هذه الآراء ارتفاع السبائك بنحو 13 % منذ السادس من أكتوبر وسط انخفاضات في عوائد سندات الخزانة، والدولار، الذي يتجه نحو أسوأ عام له منذ 2020. وقالت جمعية سوق السبائك في لندن إن سعر الذهب في لندن افتتح العام في 3 يناير عند 1835.05 دولارًا، وارتفع منذ ذلك الحين بنسبة 12.7 %. ومنذ مطلع القرن، ارتفع السعر أكثر من سبعة أضعاف. وبالنظر إلى مراكز هيئة تداول السلع الآجلة، وتداول العقود الآجلة للسلع التي يتتبعون صافي المراكز في السلع بما في ذلك الذهب، كان هناك زيادة في رهانات الذهب الصعودية بنحو 20000 إلى ما يزيد قليلاً 131,000. وإن صافي صفقات الشراء ليست عالية كما كانت، قبل عامين. لكنها بدأت في الصعود مع ارتفاع الأسعار. والمفارقة هنا، إلى حد ما، هي أن الذهب يميل إلى أن يكون المكان المناسب عندما يشعر الناس بالقلق. ومع ذلك، ما يتم سماعه هو قدر لا بأس به من الاتجاه الصعودي عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد، وعندما يتعلق الأمر بالأسهم. ومن المثير للاهتمام أن ترى هذا التحرك في أسعار الذهب. ويظل شهر يناير هو الوقت الذي يمكن فيه رؤية التجار في الصين يقومون بشراء المخزون قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة. وفي أسواق الذهب في المملكة العربية السعودية، وبحسب موقع قودريتيرنز دوت كوم، تعتمد أسعار الذهب في المملكة على الوضع في الأسواق العالمية. وتتأثر أسعار الذهب عيار 24 قيراطًا بكيفية تحرك معدلات التضخم وأسعار الفائدة التي تحددها البنوك المركزية وعوامل العرض والطلب ومؤشرات النمو الاقتصادي وما إلى ذلك. وتتبع أسعار الذهب في المدن الرئيسة في المملكة مثل الدمام وجدة والرياض، الأسعار العالمية. وبما أننا شهدنا ارتفاع أسعار الذهب العالمية لأكثر من 2000 دولار للأوقية، فقد شهدنا أسعار الذهب في السعودية أيضًا تتبع اتجاهًا مشابهًا من الحركة الصعودية الحادة.