النصر يضرب بقوة، اكتساح بكل معنى الكلمة، بالخمسة يفوز النصر على الاتحاد في المواجهة التي كنا نترقبها جميعا، مباراة كانت حاسمة جدا، وكنا سابقا قد حللنا توقعات نتائج المباراة، أي نتيجة غير فوز النصر كان الدوري بنسبة 99% قد حسم للهلال، ولكن فوز النصر أبقى المنافسة في الملعب، واستمر بالضغط على الهلال، وأخرج الاتحاد من الصورة كليا، وأنهى عقدته بهذا الفوز، وإن كانت المباراة قد قدمت على أساس أنها مواجهة بين رونالدو وبن زيما، إلا أننا كلنا نعلم أن نصر رونالدو أقوى بكثير من اتحاد بن زيما، وإن كان الرهان بفوز الاتحاد، فقد كان فقط على روح الاتحاد، وارتباك النصر، لكن المباراة أثبتت أن النصر قوي جدا، وأن الاتحاد مترنح فاقد للهوية بكل معنى الكلمة. الدوري الآن بفارق سبع نقاط، الهلال كان يراهن على فارق العشر نقاط، لكن النصر عاد من جديد، بفوز النصر على الاتحاد أنسى جماهيره خسارته أمام الهلال، ورغم كل ما يدور من أحاديث عن التحكيم وأخطائه، لكن سنبقى ملتزمين بمنهجية أنها جزء من اللعبة، والحديث اليوم سيكون منصبا على الاتحاد وما أدراكم ما الاتحاد، حقيقة نادي الاتحاد يعاني ليس من هذا الموسم، بل من عدة مواسم، وإن كان قد حاز على لقب الدوري الماضي، وهنا لا بد أن نسجل أن النصر لم يكن قد استعد جيدا، والهلال كان في فترة العقوبة والإيقاف، لذلك اتحاد بطل الموسم السابق، خدمته الظروف، لكن اتحاد الموسم قبل الماضي كان على وشك الهبوط، واتحاد هذا الموسم فريق عادي جدا للأسف. منذ بداية عملية الاستقطاب، ونحن نؤكد أن الاتحاد لديه مشكلة في المنظومة الدفاعية، وسط ممتاز، وهجوم قوي، لكن دفاع أقل من المتوسط، وبتطور منظومة الأندية كلها، فإن دفاع الاتحاد لن يصمد أمام أي هجوم متوسط القوة، وبنفس الوقت، ليس لديه القوة الهجومية الكاسحة كما الهلال والنصر حتى يعوض الفارق مع ضعف الدفاع، لذلك فإن من كان يظن أن الخلل في المدرب والاستبدال هو الحل، فإن نتيجة مباراة النصر الأخيرة أكدت أن الخلل في الاتحاد مجموعة تراكمات وأخطاء وعثرات، الاتحاد اليوم كشركة مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، لابد وأن يوضع على غرفة الفحص الشامل، لا بد من علاج سريع. جمهور الاتحاد هو جمهور متميز، لا يستحق إلا المنافسة، نعم من الطبيعي أن يخسر، لكن ليس بهذا المستوى، وليس بهذه السهولة، جمهور العميد جمهور عريض وكبير جدا، وهو من أكثر الجماهير التفافا حول ناديه، لهذا نواسيهم، ونقول لهم: لا حل أمامك إلا بالاستمرار بحب الاتحاد وعشقه ودعمه، وكونوا على ثقة أن الكبير سيبقى كبيرا مهما تعثر.
مشاركة :