يعاني الشاب البريطاني جيمس دن (22 عاما) من مرض نادر لا علاج له، يجعله يتألم طوال الوقت، ولكنه مع ذلك يتمتع بصبر كبير ويعيش حياته بكل شغف، كما سطر لنفسه أحلاما يعمل على تحقيقها بمساعدة الأهل والأصدقاء ولم يترك لليأس سبيلا إليه. عند ولادته اكتشفت والدة جيمس أن مولودها الجديد قد ولد من دون جلد يغطي قدميه، فأخبرها الأطباء بأن طفلها يعاني من مرض انحلال البشرة الفقاعي، وهو مرض نادر يعرض جلد المصاب إلى آلام شديدة لا يمكن تحملها تعادل آلام الحروق من الدرجة الثالثة، ويتسبب في ظهور تقرحات على الجلد بمجرد لمسة. والدة جيمس كرست حياتها كلها للعناية بطفلها، إذ تعمل على تغيير الضمادات التي تغطي جسمه بالكامل، كما حملته في صغره إلى المدرسة بشكل يومي، وساندته في جميع لحظات معاناته. إضافة إلى آلامه اليومية تعرض جيمس لسرطان الجلد، ولكنه تعافى منه مؤخرا، فيما لا يزال يعاني من الآلام المبرحة، ويضطر لحقن نفسه بالمورفين كل 4 ساعات لتخفيف الألم، كما يضطر لتغيير الضمادات كل يومين وهذه العملية في حد ذاتها معاناة كبيرة إذ تلتصق الضمادات بجلده مسببة تقرحات وآلام إضافية. حالة جيمس الصعبة، لم تقضي على حياته ومزاجه، ولا يشتكي أبدا من آلامه، بل قرر التعايش معها، والاستمتاع برفقة عائلته وأصدقائه، حتى أنه تعلم القيادة ويتجول بمفرده في الطرقات والأسواق بسيارته المعدلة خصيصا لتناسب حالته، كما يخرج برفقة صديق له إلى السينما. وقال جيمس لقناة باركروفت ميديا أن الإنسان يعيش الحياة مرة واحدة فإما أن يترك اليأس يقضي عليه، أم أن يترك الآلام والمشاكل إلى جانب ويستمتع بالعيش، وهو اتخذ القرار أن يعيش الحياة على أكمل وجه. وبمساعدة عائلته وأصدقائه سطر جيمس أهدافا من ضمنها السفر إلى الأماكن التي يفضلها، وقد تمكن فعلا من زيارة عدة دول برفقة والدته، التي يقول بأن حياته من دونها مستحيلة، كما أنها وأصدقاءه سبب تفاؤله في الحياة فهم يقدمون له الرعاية بكل حب، ويشجعونه على تحقيق أهدافه. مرض جيمس لا دواء له، ووفقاً للأطباء فإن حالته ستسوء مع تقدمه في السن، ويقول جيمس أنه ليس هناك لحظة تمر عليه بدون ألم، ولكنه مع ذلك يقدم مثالا للصبر والشجاعة والسعي إلى تحقيق الأحلام رغم الظروف الصعبة.