ياسر رشاد - القاهرة - مرونة داخل الفصائل الفلسطينية وتل أبيب تمنح الضوء الأخضر لـ«الموساد» لوضع اللمسات النهائية كثفت مصر خلال الساعات الأخيرة من جهودها بمشاركة الوسطاء لوقف الحرب فى قطاع غزة وبدأت معالم صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل تلوح فى الأفق. أكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية أن ترتيبات الصفقة الجديدة «بلغت مراحل متقدمة»، ومن المرتقب أن تُعقد فى منتصف يناير، وذلك بعدما أبدت حركة «حماس»، مرونة تجاه أفكار الوساطتين المصرية والقطرية، فيما أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن هناك عراقيل تعقد مسار التفاوض بشكل كبير. وقال مسئولون فى حركة «حماس» إن الحركة تبدى مرونة بشأن تبادل الأسرى، ووقف مؤقت للحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة، سعياً إلى وصول دائم لوقف النار، موضحين أنها تقوم على مراحل لتبادل الأسرى والمحتجزين، يجرى خلالها وقف متجدد لإطلاق النار. وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن مجلس الحرب فى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، منح رئيس جهاز المخابرات «الموساد»، دافيد برنياع، ضوءاً أخضر لتنفيذ صفقة تبادل للمحتجزين مع حركة «حماس» بموجب المبادرة المصرية والمقترحات القطرية التى تتضمن إطلاق سراح عشرات المحتجزين الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار لعدة أسابيع، وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من المحكوم عليهم بالسجن لفترات طويلة. وكشفت مصادر مقربة عن أن إسرائيل وافقت على إقامة هدنة فى غزة مدتها شهر، بعد حرب دامت لما يقرب من 90 يوماً تقريبًا، وذلك على خلفية مبادرة أطلقتها مصر وقطر تستهدف تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي. وتنص الاقتراحات القطرية المبنية على المبادرة المصرية، على القيام بمرحلة أولى من تبادل الأسرى تشمل إطلاق سراح 40 محتجزاً إسرائيلياً من كبار السن والمرضى والنساء والقاصرين، مقابل إطلاق سراح 120 أسيراً فلسطينياً من فئات مماثلة، إلى جانب وقف إطلاق النار لمدة تبلغ نحو شهر. وبعد القيام بهذه المرحلة تجرى عملية تبادل لبقية الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين مقابل أعداد متفق عليها من الأسرى الفلسطينيين مترافقة مع وقف لإطلاق النار. وأعلنت هيئة الحرب الإسرائيلية، عن منح رئيس الموساد دافيد برنياع، الضوء الأخضر لإتمام مبادرة مصر وقطر الخاصة بتبادل أسرى إسرائيليين مع حركة حماس، وإيقاف القصف على سكان قطع غزة. وأن مجلس الحرب كان ناقش المقترح القطرى الذى يتضمن الإفراج عن نحو من 40 إلى 50 أسيرًا إسرائيليًا فى قطاع غزة، وذلك مقابل تهدئة ووقف لإطلاق النار لمدة شهر كامل. ويأتى هذا فيما تشترط «حماس»، وقفاً كلياً للحرب الإسرائيلية على غزة، من أجل المضى قدماً فى الصفقة، قبل أن تقوم بتعديل مطلبها، حيث أبلغت قطر إسرائيل بتغيرات فى موقف «حماس» التى باتت تبدى «مرونة». وأشارت القناة الـ11 الإسرائيلية، إلى أن مجلس الحرب سيجتمع لبحث هذه الصفقة، لكن القناة الـ12 الإسرائيلية، قالت إنه لا تقدم بعد فى صفقة التبادل. وقال مصدر مطلع على المحادثات لصحيفة «هآرتس» «إن هناك محادثات جادة من خلال وسطاء فى محاولة لكسر الجمود، لكن التقدم لا يزال بطيئاً، ولم يتم تحقيق اختراق كبير بعد». وقدر مسئول إسرائيلى فى تصريحات للصحيفة، أنه «سيكون من الممكن فهم إلى أين تتجه الحركة فى اليومين المقبلين، قبل وصول وفد (حماس) إلى مصر لإجراء محادثات». وأضاف «مواقف الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى متباعدة للغاية، ولم يتم تبادل أى مسودات. ولن تنضج هذه الخطوة فى أى وقت قريب»، وفق تعبيره. وصرّح مسئول إسرائيلى، بأنه إذا تقدمت المحادثات، فإنها ستكون «أكثر تعقيداً بشكل كبير» من مفاوضات الصفقة السابقة. ومقابل ذلك، توقع مصدر فلسطينى، عقد الصفقة بعد منتصف يناير المقبل، حسبما نقلت وكالة أنباء العالم العربى.
مشاركة :