تفوق عمالقة التكنولوجيا في سباق الاستثمار بالذكاء الاصطناعي

  • 1/2/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تفوقت شركات التكنولوجيا العملاقة بقوة على مجموعات رأس المال المغامر، في ضخ الاستثمارات على الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال 2023، حيث تسعى الشركات التقنية العملاقة لاستغلال قدراتها المالية في بسط سيطرتها على قطاع يشهد الكثير من الإثارة. وأبرمت الشركات الكبرى، مثل مايكروسوفت وغوغل وأمازون، سلسلة من الصفقات الضخمة على مدار العام الماضي، شكلت نحو ثلثي الـ 27 مليار دولار التي حصدتها شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في 2023، بحسب البيانات الجديدة الصادرة من شركة «بيتش بوك» لأبحاث ألأسواق الخاصة. وهذا الإنفاق الضخم، الذي ازداد بقوة في أعقاب إطلاق شركة أوبن إيه آي لـ «شات جي بي تي» في نوفمبر 2022، يسلّط الضوء على نهج كبرى مجموعات وادي السيليكون في مزاحمة مستثمري التكنولوجيا التقليديين، للحصول على أكبر الصفقات في الصناعة. أيضاً، اجتذب صعود أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، القادرة على إنتاج مقاطع فيديو ونصوص وصور وصوت تشبه البشر في ثوانٍ، كبار المستثمرين في وادي السيليكون. لكن شركات رأس المال المغامر لم تقوَ على المنافسة في ضخ الاستثمارات، بعدما اضطرت إلى إبطاء عملية الإنفاق، في محاولة منها للتكيف مع ارتفاع أسعار الفائدة، وانخفاض تقييمات الشركات بالمحافظ التابعة لها. وقالت نينا أشادجيان، الشريكة في «إندكس فنتشورز» لرأس المال المغامر في إشارة إلى عدد من كبرى الشركات الناشئة للذكاء الاصطناعي: «لقد توحدت السوق بسرعة كبيرة حول عدد قليل من النماذج الأساسية، خاصة مع دخول كبار المستثمرين في مجال التكنولوجيا، لضخ مليارات الدولارات في شركات مختلفة، منها: أوبن إيه آي، كوهير، أنثوبيك، وميسترال». وأضافت: «بالنسبة لشركات رأس المال المغامر التقليدية، فقد كان عليها استغلال الفرصة مبكراً، والوصول إلى حالة قناعة، ما يعني أن تكون على دراية كافية بأحدث ما توصلت إليه أبحاث الذكاء الاصطناعي من أبحاث، ومعرفة الفرق التي تخرج من الشركات الكبرى مثل غوغل ديب مايند وميتا وغيرهما. كما أسهمت سلسلة الصفقات التي أجرتها الشركات الكبرى، وأبرزها الاستثمار الذي ضخته شركة مايكروسوفت بقيمة 10 مليارات دولار في شركة «أوبن إيه آي»، بالإضافة إلى مليارات الدولارات التي جمعتها شركة أنثروبيك، ومقرها في سان فرانسيسكو، من كل من شركتي غوغل وأمازون، أسهمت في رفع إجمالي الإنفاق على شركات الذكاء الاصطناعي إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف الرقم القياسي البالغ 11 مليار دولار، والمسجل قبل عامين. ووصل حجم ما ضخته شركات رأس المال المغامر في المشاريع التكنولوجية إلى مستويات قياسية في عام 2021، حين استفاد المستثمرون من انخفاض أسعار الفائدة في جمع وتوزيع مبالغ طائلة عبر مجموعة من الصناعات، لا سيّما تلك التي تضررت أكثر بسبب جائحة «كورونا». كما قادت شركة مايكروسوفت جولة تمويل قيمتها 1,3 مليار دولار لصالح شركة «إنفليكشن»، وهي شركة ناشئة أخرى متخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، تطمح إلى التفوق على منافسيها، مثل غوغل وأمازون. ويعدّ إنشاء أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتدريبها عملية مكثفة، وتتطلب قوة حاسوبية هائلة، وتمويلات نقدية ضخمة. ولذلك، فضلت الشركات الناشئة الشراكة مع كبرى الشركات التكنولوجية للاستفادة من بنيتها التحتية السحابية، واستغلال الإمكانات المتطورة للغاية، لما تملكه من رقائق إلكترونية، بالإضافة إلى الإمكانات المالية الهائلة التي تتوفر لديها. ونتيجة لذلك، ارتفعت تقييمات الشركات الناشئة في هذا المجال بسرعة كبيرة، وهو ما جعل من الصعب على شركات رأس المال المغامر المراهنة على الشركات التي تتصدر طليعة السباق التكنولوجي. وتستهدف عملية بيع أسهم للموظفين في شركة «أوبن إيه آي»، إلى تقييم الشركة بقيمة 86 مليار دولار، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف التقييم الذي تلقته في وقت سابق من العام المنصرم. وقال باتريك ميرفي الشريك المؤسس في «تابيستري» لرأس المال المغامر، وهي شركة في مراحلها المبكرة: «حتى كبار المستثمرين في رأس المال المغامر، الذين يديرون عشرات المليارات من الدولارات، لا يمكنهم التنافس للحفاظ على استقلالية شركات الذكاء الاصطناعي، وخلق منافسين جدد يزيحون الشركات التكنولوجية الكبيرة القائمة». وأضاف: «في ظل التحول الذي نشهده في منصات الذكاء الاصطناعي، فإن معظم الشركات التي من المحتمل أن تدخل السوق حتى الآن، والتي قد تكون شركة واحدة في المليون، يتم الاستحواذ عليها من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى». ومع ذلك، فإن شركات رأس المال المغامر ليست غائبة عن السوق، فمثلاً شركة رايف كابيتال التي يملكها جوش كوشنر في نيويورك، هي المستثمر الرئيس في بيع أسهم الموظفين في شركة «أوبن إيه آي»، بعد أن قدمت الدعم للشركة في وقت سابق من العام الماضي. وكانت شركة ثرايف واصلت الاستثمار حتى طوال فترة انكماش الإنفاق من جانب شركات رأس المال الغامر خلال 2023. كما جمعت شركة ميسترال في باريس حوالي 500 مليون دولار من المستثمرين، بما فيهم شركتا رأس المال الغامر أندريسن هورويتز، وجنرال كاتاليست، وشركة صناعة الرقائق إنفيديا منذ تأسيسها في مايو 2023. وتواصل بعض شركات رأس المال المغامر سعيها الحثيث للاستثمار في الشركات المطورة للتطبيقات التي يتم بناؤها وفقاً لما يسمى بـ «النماذج التأسيسية»، التي طورتها شركة أوبن إيه آي وأنثروبيك، بنفس الطريقة التي بدأ بها تطوير التطبيقات على الأجهزة المحمولة في السنوات التي تلت ظهور الهواتف الذكية. وأوضحت سارة جو مؤسسة شركة كونفيكشن الاستثمارية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي: «ثمة أسطورة مترسخة مفادها أن شركات النماذج التأسيسية فقط هي المهمة، لكن هناك مساحة هائلة لم تُستكشف بعد في مجالات تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعني أن الكثير من شركات الذكاء الاصطناعي الأعلى قيمة، ستكون جديدة تماماً». تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز كلمات دالة: FT Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :