طهران - ذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية الإيرانية للأنباء اليوم الاثنين أن المدمرة البحرية الإيرانية 'ألبرز' دخلت البحر الأحمر، مع تصاعد التوترات في الممر المائي المهم وسط الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وتعرض السفن لهجمات من جانب الحوثيين في اليمن المتحالفين مع إيران. كما تأتي هذه التطورات بعد يوم من استهداف مروحيات أميركية 4 زوارق لجماعة الحوثي تم إغراق 3 منها وقتل طواقمها، بينما فر الزورق الرابع وطاقمه، فيما ذكر مصدران ملاحيان من ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة المتمردين، أن الهجوم أسفر عن مقتل وفقدان 10 حوثيين في هجوم أميركي. واعتبر الرد الأميركي الأعنف بينما جاء بعد تلقي البحرية الأميركية في المنطقة نداء استغاثة من سفينة حاويات دنماركية أكدت تعرضها لهجوم بزوارق في البحر الأحمر. ولم تقدم الوكالة الإيرانية تفاصيل عن مهمة ألبرز، لكنها قالت إن سفنا حربية إيرانية تعمل في المنطقة "لتأمين خطوط الملاحة ومحاربة القراصنة وغيرها من المهام" منذ عام 2009. واستهدف الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن سفنا في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني لإظهار الدعم لحماس في الحرب مع إسرائيل. وفي مواجهة ذلك حولت الكثير من شركات الشحن الكبرى سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا الأطول والأكثر تكلفة كبديل لقناة السويس التي يمر عبرها نحو 12 بالمئة من التجارة العالمية. وقالت تسنيم إن المدمرة ألبرز دخلت البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، دون أن تذكر توقيتا. وكانت هناك تقارير غير مؤكدة على مواقع التواصل الاجتماعي عن وصولها في وقت متأخر من يوم السبت. وأفادت قناة برس تي.في التلفزيونية الإيرانية بأن السفينة وهي من طراز ألفاند، انضمت إلى الأسطول 34 للبحرية الإيرانية إلى جانب سفينة الدعم بوشهر وقامت بدوريات في خليج عدن وشمال المحيط الهندي ومضيق باب المندب منذ عام 2015. وهاجم الحوثيون سفينة حاويات تابعة لشركة ميرسك بصواريخ وزوارق صغيرة يومي السبت والأحد، مما دفع الشركة إلى وقف جميع رحلاتها عبر البحر الأحمر لمدة 48 ساعة. ونقلت وسائل إعلام إيرانية في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عن قائد البحرية شهرام إيراني قوله إن ألبرز تنفذ مهاما في البحر الأحمر. وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني في 14 ديسمبر/كانون الأول "لن يتمكن أحد من التحرك في منطقة نسيطر عليها"، في إشارة إلى البحر الأحمر. صنعاء – أعلنت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية الأحد، أنها أغرقت 3 من أصل 4 زوارق للحوثيين وقتلت طواقمها، إثر مهاجمتها سفينة تجارية في البحر الأحمر، بينما أكد القائد الأعلى للقوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، إن الحوثيين في اليمن لا يظهرون أي مؤشرات على إنهاء هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، رغم انضمام المزيد من الدول إلى المهمة البحرية الدولية لحماية السفن في الممر المائي الحيوي وبدء تحسن حركة التجارة. وقال مصدران ملاحيان في ميناء الحديدة اليمني لاحقا إن عشرة حوثيين قتلوا وأُصيب اثنان آخران الأحد جراء قصف أميركي استهدف زوارق هاجمت سفينة حاويات في جنوب البحر الأحمر، وفق ما قال . وأعلن مصدر ملاحي في الميناء الخاضع لسيطرة الحوثييين رفض الكشف عن اسمه، عن "مقتل عشرة حوثيين وإنقاذ اثنين أصيبوا في القصف الأميركي على الزوارق الحوثية التي كانت تريد توقيف سفينة قبالة الحديدة". وأكد مصدر ملاحي آخر بدون الكشف عن هويّته، حصيلة القتلى مشيرا إلى أن "أربعة ناجين وصلوا إلى الحديدة ومعهم جريحان نُقلا إلى مستشفى الصماد". وقالت القيادة المركزية، في بيان عبر منصة إكس "في 31 ديسمبر/كانون الأول، الساعة 6:30 صباحًا بتوقيت صنعاء (3:30 ت.غ)، أصدرت سفينة الحاويات ميرسك هانغتشو (دنماركية) نداء استغاثة ثانٍ في أقل من 24 ساعة، يفيد بتعرضها لهجوم من 4 زوارق صغيرة تابعة للحوثيين". وانطلقت الزوارق من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وأطلقت النار على الطاقم (الخاصة بالسفينة)، ووصلت إلى مسافة 20 مترًا من السفينة، وحاولت الصعود على متنها. ليرد فريق الأمن المتعاقد لحماية السفينة بإطلاق النار، واستجابت لنداء الاستغاثة المروحيات الأميركية الموجودة على سفينتي يو.إس.إس إيسنهاور وغرافيلي”. وأفادت بأنه أثناء توجيه نداءات للزوارق الصغيرة، أطلقت الأخيرة النار على المروحيات الأميركية المسلحة، التي ردّت بإطلاق النار دفاعا عن النفس، ووفقا للبيان الأميركي أدى ذلك إلى إغراق 3 من الزوارق الـ4، وقتل أفراد طواقمها، وفرار القارب الرابع من المنطقة، فيما لم يلحق أي ضرر بالأفراد أو المعدات الأميركية. وقررت شركة "ميرسك" الدنماركية للشحن، تعليق عمليات الشحن الخاصة بها في البحر الأحمر مجددا، بعد أن تعرضت إحدى سفن الشحن التابعة لها لهجوم مرتين خلال 24 ساعة. وقالت في إنه سيتم تعليق جميع عمليات النقل لمدة 48 ساعة للتحقيق في ملابسات الحادث، وتقييم الوضع الأمني. وأكدت الشركة أن سفينة حاويات “ميرسك هانجتشو”، أصيبت مساء أمس السبت بجسم بعد مرورها في مضيق باب المندب، بينما كانت في طريقها من سنغافورة إلى ميناء السويس بمصر. وتمكنت في البداية من مواصلة مسارها قبل أن تقترب منها أربعة قوارب وفتح من عليها نيران أسلحتهم على السفينة، وحاولوا الصعود على ظهرها. وأضاف البيان أنه قد تم التصدي للهجوم بنجاح، بمساعدة مروحية عسكرية، والفريق الأمني التابع للسفينة. وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في وقت سابق الأحد أن مدمرة تابعة لها أسقطت، السبت، صاروخين باليستيين استهدفا السفينة ميرسك هانغتشو بصاروخ جنوبي البحر الأحمر، بعد تلقيها طلبا بالمساعدة من السفينة. وتابعت أن هذا هو الهجوم غير القانوني الـ23 الذي يشنه الحوثيون على الشحن الدولي منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وصرح نائب الأدميرال براد كوبر في مقابلة مع أسوشيتد برس إنه منذ الإعلان عن عملية "حارس الازدهار" قبل حوالي أسبوعين، أبحرت 1200 سفينة تجارية عبر منطقة البحر الأحمر ولم تتعرض أي منها لضربات بطائرات مسيرة أو لهجمات صاروخية. غير أن تصريح كوبر جاء قبل ساعات قليلة من إعلان القيادة المركزية الأميركية إن الولايات المتحدة أسقطت صاروخين أطلقا نحو سفينة حاويات في جنوب البحر الأحمر من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وانضم إلى التحالف الدولي الجديد بقيادة الولايات المتحدة لحماية حركة التجارة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين اليمنيين أكثر من 20 دولة، حسب ما أعلن البنتاغون. وتفضل ثماني دول على الأقل من البلدان المنضوية تحت هذا الحلف، عدم الكشف عن أسمائها للحساسيات السياسية للعملية مع تصاعد التوتر بالمنطقة وتوسعه، نتيجة الحرب بين إسرائيل وحماس والغارات العنيفة لتل أبيب على غزة، رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار. وتوقع كوبر أن تشارك دول أخرى في العملية البحرية. وكانت الدنمارك من آخر الدول إذ أعلنت الجمعة عن خطط لإرسال فرقاطة إلى المهمة التي أعلنها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال زيارة إلى البحرين، حيث يتمركز الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، قائلا إن "هذا تحد دولي يتطلب عملا جماعيا". مضيفا "أتوقع أن تنضم في الأسابيع المقبلة دول إضافية". ويربط مضيق باب المندب خليج عدن بالبحر الأحمر ومن ثم قناة السويس. كما يعتبر الطريق التجاري المهم صلة وصل بين الأسواق في آسيا وأوروبا. ودفعت خطورة الهجمات التي ألحق العديد منها أضرارا بالسفن، العديد من شركات الشحن إلى إصدار أوامر لسفنها بالبقاء في مكانها وعدم دخول المضيق حتى يتحسن الوضع الأمني. وأرسل بعض شركات الشحن الكبرى سفنه حول أفريقيا ورأس الرجاء الصالح، ما زاد وقت وتكلفة الرحلات. وقال كوبر الذي يقود الأسطول الخامس، إن هناك حاليا خمس سفن حربية من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة تقوم بدوريات في مياه جنوب البحر الأحمر وغرب خليج عدن. وأضاف أنه منذ بدء العملية أسقطت السفن ما مجموعه 17 طائرة مسيرة وأربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن. وتحدث أوستن مع نظيريه البريطاني غرانت شابس والهولندي كاجسا أولونغرن، لمناقشة هجمات الحوثيين "غير القانونية المستمرة على الشحن الدولي في البحر الأحمر. وأشار كلاهما إلى أن هذه الهجمات تنتهك حرية الملاحة التي يحميها القانون الدولي، وتهدد مواطني دول متعددة"، وفق بيان للبنتاغون. وشدد الوزراء الثلاثة على أن الهجمات "غير مقبولة وتؤدي إلى زعزعة استقرار النظام الدولي القائم على القواعد. إن التأثير المستمر لهذه الهجمات على التجارة العالمية يعرض للخطر حركة الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية الحيوية في جميع أنحاء العالم. وأشار الوزير أوستن إلى أن هذه الهجمات تشكل مشكلة دولية كبيرة تتطلب عملاً جماعيا". وقبل يومين فقط، أسقطت المدمرة البحرية يو إس إس مايسون، طائرة مسيرة وصاروخا باليستيا مضادا للسفن أطلقه الحوثيون المدعومون من إيران، وفق القيادة المركزية الأميركية. وقالت الولايات المتحدة إنها كانت المحاولة الثانية للهجوم على الشحن الدولي الذي شنه الحوثيون منذ 19 أكتوبر/تشرين الأول لم يتسبب في أي أضرار لأي من السفن الثماني عشرة الموجودة في المنطقة أو أي إصابات تم الإبلاغ عنها. وأدت هجمات يشنها الحوثيون المتحالفون مع إيران على سفن تمر عبر مضيق باب المندب في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر إلى تعطيل حركة التجارة العالمية منذ أسابيع ويقولون إن الهجمات تأتي ردا على الحرب الإسرائيلية في غزة. كما تلقت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية السبت تقريرا عن حادث في البحر الأحمر على بعد نحو 55 ميلا بحريا جنوب غربي ميناء الحديدة باليمن. وجددت تحذيرها للسفن العابرة إثر تلقيها تقريرا هو الثاني خلال ساعات عن هجوم شمال غرب ميناء الحديدة اليمني. وتحت عنوان “التحذير رقم 24″، قالت الهيئة في بيان عبر منصة إكس “تلقت UKMTO تقريرًا عن هجوم من 3 زوارق صغيرة على مسافة 60 ميلا شمال غرب ميناء الحديدة باليمن، حيث جرى تبادل لإطلاق النار… دون وقوع إصابات” قبل أن تغادر القوارب الصغيرة المهاجِمة. وقالت الهيئة في مذكرة تحذيرية إن ربان السفينة التي لم يتم الكشف عن هويتها، أبلغ عن "دوي قوي مع وميض" عند أحد جانبي السفينة وعدة انفجارات في محيط المنطقة. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع أضرار وأفادت الأنباء بأن جميع أفراد الطاقم بخير. وجاء في المذكرة أن السفينة غادرت المنطقة بأقصى سرعة في طريقها إلى ميناء التوقف التالي.
مشاركة :