مع تصاعد التوتر في البحر الأحمر بشكل متزايد، بعدما كثف الحوثيون هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة التي بدأوها الشهر الماضي على السفن الدولية التي تمر عبر البحر الأحمر، رداً على هجوم إسرائيل على قطاع غزة، عبرت مدمرة إيرانية مضيق باب المندب ودخلت البحر الأحمر برفقة سفينة عسكرية. وكانت المدمرة "إيران البرز"، التي تحركت نحو البحر الأحمر بصحبة السفينة العسكرية "بوشهر"، مزودة بصواريخ كروز بحرية بعيدة المدى، وفق ما نقلت وكالة مهر الإيرانية. بدوره، أوضح المختص بالشأن الإيراني مسعود الفك أن إيران لا يمكنها أن تمنع أي عملية أمريكية ضد الحوثيين إلا إذا أرادت أن تفتح جبهة واسعة للحرب. وأضاف أن طهران غير قادرة على خلق هذا التوازن العسكري، في إشارة إلى إرسالها مدمرة إلى البحر الأحمر، وأشار إلى أنها لا تريد ذلك وأكدت هذا الأمر مراراً على لسان جميع مسؤوليها رغم تصريحاتها المؤيدة لغزة. وقال إن كافة المؤشرات تشير إلى أنها مازالت تتعامل بشكل براغماتي مع الحرب، ولو فكرت بفتح جبهة أوسع ربما تكون في جنوب لبنان. وكانت الهجمات التي وقعت أجبرت شركات الملاحة الدولية على تغيير مسار الشحنات التي تمر عادة باب المندب مروراً بقناة السويس، لتدور حول رأس الرجاء الصالح، مما زاد من الوقت والتكاليف. كذلك زادت احتمالات التصعيد مع وقوع مواجهة عسكرية مباشرة أمس الأحد بين الولايات المتحدة والحوثيين بعدما أغرقت البحرية الأميركية 3 قوارب حوثية، وقتلت طواقهما بعد هجوم شنّته الجماعة على سفينة تتبع شركة ميرسك الدنماركية. يأتي ذلك فيما كشف مسؤولون أميركيون أن هناك خططاً لشن ضربات محددة ضد مواقع للحوثيين تضم مواقع لإطلاق قوارب تستخدم في عمليات مهاجمة السفن البحرية. يتزامن أيضاً مع إنشاء تحالف "دعم الازدهار" الذي أعلنته واشنطن وانضمت إليه مجموعة من الدول لحماية الملاحة في البحر الأحمر من الهجمات التي شنها الحوثيون المدعومون من إيران.
مشاركة :