مع تحوّل الهجمات المستمرة في البحر الأحمر منذ انطلاق شرارة العدوان على غزة إلى مواجهة مباشرة، وضع الجيش الأميركي خططاً مفصلة لضرب جماعة الحوثي في اليمن، في تطور واكبته بريطانيا باستعدادات مماثلة، ودفع إيران لزيادة المخاطر وإرسال مدمرة إلى باب المندب. وغداة حادثة سفينة «ميرسك»، وإغراق الجيش الأميركي 3 قوارب حوثية، وقتل طواقمها المكون من 10 عناصر، أفادت صحيفتا «نيويورك تايمز»، و«يديعوت أحرونوت»، وموقع «واي نت» الإسرائيلي، أمس، بأن كبار قادة وزارة الدفاع «البنتاغون» وضعوا خططاً تفصيلية لضرب قواعد صواريخ ومُسيَّرات حوثية، ويضغطون من أجل اتخاذ إجراءات أكثر شراسة مع وكلاء إيران بالمنطقة، رغم المخاوف من أن يصبَّ ذلك في مصلحتها. ورغم تأكيد البيت الأبيض أنه لا يسعى إلى صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، أعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس أمس «الاستعداد لاتخاذ إجراءات مباشرة» ضد الحوثيين، مؤكداً أن بريطانيا قد تكثّف تدخلاتها العسكرية. وكتب شابس في صحيفة «ديلي تلغراف»، «نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات مباشرة، ولن نتردد في اتخاذ إجراءات إضافية لردع التهديدات لحرية الملاحة في البحر الأحمر، وعلى الحوثيين أن يفهموا جيداً: نحن ملتزمون بمحاسبة الأطراف الشريرة المسؤولة عن هجمات وعمليات مصادرة غير قانونية». ووصف شابس الوضع في المنطقة بأنه «اختبار للمجتمع الدولي» ستكون له تبعات على ممرات مائية أخرى قد تكون محور نزاع. وتابع: «إذا لم نحمِ البحر الأحمر، فقد يشجع ذلك أولئك الذين يسعون لتهديد أماكن أخرى، بما في ذلك بحر الصين الجنوبي وشبه جزيرة القرم». وأوردت «ديلي تلغراف» وصحيفة «التايمز» أن لندن تضع خططاً مع واشنطن لضربات عسكرية محتملة ضد الحوثيين، وذكرت أن بياناً مشتركاً يوجه تحذيراً أخيراً للمتمردين لوقف هجماتهم أصبح وشيكاً. من جهته، قال وزير الخارجية، ديفيد كاميرون، إنه تحدث مع نظيره الإيراني حسين عبداللهيان، أمس الأول و»أوضحت أن إيران تتحمل مسؤولية في منع هذه الهجمات»، مشيراً إلى «دعم طهران الطويل الأمد» للحوثيين. في السياق، أعلنت وزارة الدفاع الهندية، أنه جرى تعزيز الإجراءات الأمنية البحرية، في أعقاب الهجمات على السفن التجارية في الممرات الملاحية بالبحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، موضحة أنه تم نشر مدمرات وفرقاطات لمنع وقوع حوادث. في المقابل، أفادت وكالة أنباء «مهر» بأن مدمرة إيرانية تقترب من البحر الأحمر برفقة سفينة عسكرية للاستقرار قرب مضيق باب المندب. وذكرت الوكالة أن المدمرة «إيران البرز»، التي تحركت نحو البحر الأحمر بصحبة السفينة العسكرية «بوشهر»، مزوَّدة بصواريخ كروز بحرية بعيدة المدى، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي». في موازاة ذلك، أفاد مصدر بالجيش العراقي بأن الأنظمة الدفاعية الجوية أسقطت أمس طائرة مسلحة مسيرة فوق قاعدة عين الأسد الأميركية، موضحاً أن الهجوم الثاني خلال ساعات بعد إسقاط مسيّرة فوق القاعدة الأميركية بمطار أربيل لم يتسبب في سقوط قتلى أو أضرار. وفي إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، أنها قصفت في سورية هدفاً إسرائيلياً بالجولان، واستهدفت القواعد الأميركية في الشدادي والرميلان في محافظة الحسكة وحقل كونيكو في دير الزور بالأسلحة المناسبة، مؤكدة «استمرارها في دكّ معاقل العدو ومقاومة الاحتلال الأميركي في العراق والمنطقة، رداً على مجازر إسرائيل بحق أهلنا في غزة». وكان المرصد السوري قال السبت، إن 23 مقاتلاً من الفصائل الموالية لإيران قتلوا جراء غارات جوية رجّح أن تكون إسرائيلية في شرق سورية، كما قتل 4 في وقت لاحق جراء قصف إسرائيلي في الشمال.
مشاركة :