أعلنت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، استشهاد نائب رئيس الحركة، صالح العاروري. وأكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في بيان عبر تليغرام: «استشهاد نائب المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في اغتيال نفذته مسيرة صهيونية على الضاحية الجنوبية ببيروت». وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، بارتفاع حصيلة شهداء انفجار ضاحية بيروت إلى 6 من بينهم صالح العاروري. ردود فعل غاضبة قالت حركة حماس إن اغتيال القيادي صالح العاروري لن ينال من استمرار المقاومة. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، إن عمليات الاغتيال لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا. وأضاف أن اغتيال العاروري يثبت فشل العدو في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية بقطاع غزَّة. إضراب عام من جهتها، أعلنت حركة فتح غدا الأربعاء يوم إضراب عام في رام الله والبيرة، ردا على اغتيال صالح العاروري. وأدانت قيادة حركة فتح في لبنان عملية الاغتيال الجبانة التي استهدفت القائد العاروري ورفاقه الشهداء وقالت الحركة في بيان: «قيادة حركة فتح في لبنان تدين وتستنكر بشدة عملية الاغتيال الغادرة والجبانة التي أقدم على ارتكابها العدو الصهيوني، والتي استهدفت القائد الوطني الفلسطيني المناضل الكبير صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الضاحية الجنوبية مع ثلة من رفاقه نحتسبهم عند الله من الشهداء». وأضافت: «بهذا المصاب الجلل تتوجه قيادة حركة فتح في لبنان بأحر التعازي للأخوة في قيادة حركة حماس، وإلى عوائل الشهداء وإلى عموم شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات.. رحم الله القائد المناضل الكبير صالح العاروري، وكل الشهداء الذين قضوا على طريق تحرير فلسطين، ونعاهد شعبنا الفلسطيني على المضي في النضال والمقاومة حتى تحقيق النصر ودحر الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم». الجهاد الإسلامي تنعى العاروري كما نعت حركة الجهاد الإسلامي لشهيد صالح العاروري. وقالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان إنها تنعى القائد الوطني الكبير، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشيخ صالح العاروري، وإخوانه الشهداء، إثر عملية اغتيال جبانة وغادرة نفذها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء اليوم. وأضافت: «إن اغتيال القائد الشهيد العاروري ورفاقه هو محاولة من العدو الصهيوني لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة بأسرها إلى الحرب للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة، والمأزق السياسي الذي تعيشه حكومة الكيان، إثر فشلها بعد 90 يوما من الحرب الهمجية وحرب الإبادة من فرض شروطها على شعبنا، بل أن قوى المقاومة كانت لها اليد العليا سياسيا وعسكريا». وتابعت: «إننا إذ نزف القائد العاروري وإخوانه إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا العربية والإسلامية فإننا نؤكد أن هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب، وأن المقاومة مستمرة حتى دحر الاحتلال». وفي تصريح له، قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور محمد الهندي: «نحن إذ نودع وشعبنا وأحرار العالم أخا عزيزا ومجاهدا صادقا وقائدا للمقاومة في فلسطين صدق الله فصدقه الله، نؤكد أن الشيخ صالح العاروري يتحول بفضل هذه الصواريخ الجبانة من قائد في حماس إلى رمز كبير لشعبنا وأمتنا». وأضاف: «واهم العدو إن اعتقد لحظة أنه باغتيال قادة المقاومة يمكن أن يضعفنا، على العكس تماما هذا الدم الطاهر سيزيد المقاومة قوة وانتصارا، كما كان اغتيال كل القادة في جميع الفصائل سببا للمزيد من قوة المقاومة». وتابع: «يمضي الشيخ صالح اليوم إلى الشهادة في الوقت الذي تقود فيه المقاومة طوفان الأقصى من أجل حرية شعبنا وحقوقه الثابتة بوطنه، على نور الشهداء الذين سبقوه من الشيخ احمد ياسين وفتحي الشقاقي وعبد العزيز الرنتيسي والقائمة تطول على طريق حرية شعبنا وانتصاره». واختتم بالقول: «نودع الشهيد الشيخ صالح العاروري وإخوانه اليوم إلى جنات الخلد ونمضي على الطريق ذاتها إما نصر أو استشهاد». جريمة تحمل هوية مرتكبيها وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، عملية اغتيال صالح العاروري، واثنين من مرافقيه. ووصف اشتية العملية بالجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها، محذرا من المخاطر والتداعيات التي قد تترتب على تلك الجريمة. وقال اشتية: باستشهاد صالح العاروري الذي أمضى سنوات في المعتقلات الإسرائيلية فإن الشعب الفلسطيني يفقد واحدا من رجالاته الوحدويين الذين لطالما دعوا إلى رص الصفوف وتمتين الوحدة الوطنية والحرص عليها في مواجهة الاحتلال وجرائمه ضد أبناء شعبنا. وتقدم اشتية من الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ومن حركة حماس، ومن عائلة الشهيد، بأحر العزاء، وصادق مشاعر المواساة، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته. مظاهرات في رام الله وخرجت مسيرة حاشدة في رام الله، شارك فيها عدد كبير من الفلسطينيين، الذين رددوا هتافات طالبوا خلالها كتائب القسام بالثأر والانتقام لاغتيال الشهيد صالح العاروري في قصف إسرائيلي ببيروت. من هو صالح العاروري؟ ولد صالح محمد سليمان العاروري، في 19 أغسطس من العام 1966. حصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل بالضفة الغربية. التحق بجماعة الإخوان المسلمين وهو في سن مبكرة، وقاد عام 1985 العمل الطلابي الإسلامي في جامعة الخليل. بعد تأسيس حركة حماس نهاية عام 1987 من قبل قادة جماعة الإخوان المسلمين، التحق العاروري بها. خلال الفترة الممتدة بين عامي 1990 ـ 1992، اعتقل جيش الاحتلال العاروري إداريا (دون محاكمة) لفترات محدودة، على خلفية نشاطه بحركة حماس. يعتبر العاروري من مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي 1991 ـ 1992 بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية. في عام 1992، أعاد جيش الاحتلال اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة. أفرج عن العاروري عام 2007، لكن الاحتلال أعاد اعتقاله بعد 3 أشهر لمدة 3 سنوات حتى عام 2010، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين. تم ترحيله آنذاك إلى سوريا واستقر فيها 3 سنوات، قبل أن يغادرها ليستقر في لبنان. عقب الإفراج عنه عام 2010، تم اختيار العاروري عضوا في المكتب السياسي للحركة. كان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة حماس لإتمام صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مع إسرائيل بوساطة مصرية، التي أطلقت عليها حركته اسم «وفاء الأحرار»، وتم بموجبها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مقابل الإفراج عن 1027 معتقلا فلسطينيا من سجون الاحتلال. في 9 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017، أعلنت حركة حماس انتخاب العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة. ____________________ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :