هل هو «إعلان حرب» أم سيمرّ كغيره من عمليات الاغتيال لقادة من «محور الممانعة» على طريقة تجرُّع «الكأس المُرة» وإحالة الردّ على «المكان والزمان المناسبيْن»؟ سؤالٌ كبيرٌ لم يلبث أن أطلّ من قلب الركام في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث اغتالتْ إسرائيل مساء أمس، «مهندس» عملية «طوفان الأقصى»، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري (المقيم في لبنان) ومعه اثنان من قادة «كتائب القسام» باستهدافٍ جوّي لمكتبٍ للحركة وسيارةٍ في معقل «حزب الله» و«عاصمته». ومع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية، أن سلاح الجو «قصف بيروت للمرة الأولى منذ عام 2006»، تطايرتْ الأسئلةُ عما بعد هذا التطور الذي تمدّدت معه للمرة الأولى جبهة الجنوب المشتعلة منذ 8 أكتوبر الماضي إلى جنوب بيروت، والذي تتجاوز أبعاده العميقة والخطيرة كسْر «قواعد الاشتباك» باعتبار أنه سبق لـ «حزب الله» وأمينه العام السيد حسن نصرالله، أن ربَطه بالصوت والصورة بمعادلاتِ ردع على قاعدة مزدوجة، «أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطول لبنانياً أو فلسطينياً أو إيرانياً سيكون له رد فعل قوي»، و«إذا ضربتم الضاحية سنضرب حيفا». وإذ بدا من المبكر استشراف تداعيات اغتيال العاروري، بعد أسبوع من اغتيال إسرائيل القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضى موسوي في دمشق، فإن الأنظار تتجه الى ما سيعلنه نصرالله في خطابه المقرر اليوم (ترددت معلومات عن تأجيله) في الذكرى الرابعة لاغتيال قاسم سليماني، علماً أن وسائل إعلام اسرائيلية أشارت الى لقاء كان سيُعقد بين نصرالله والعاروري قبل هذه الإطلالة. وقالت مصادر قريبة من «محور المقاومة» لـ «الراي»، إن اغتيال العاروري يُعدّ تفصيلاً في الحرب الدائرة، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين «نتنياهو يبحث عن نصر وهمي ينزله عن الشجرة ليصعد الى شجرة أعلى بكثير بقصفه الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي العملية التي خرقت جميع المعادلات والتي ستؤدي حتماً إلى توسيع الحرب وضرب مدن مثل تل أبيب»، مشيرة إلى «أن حزب الله لا يستطيع سوى فرض معادلة الردع وإلا سيمهّد ذلك لاغتيالات تلو اغتيالات». ومنذ أغسطس الماضي، برز اسم العاروري في لبنان بعد تهديد نتنياهو باغتياله خلال جلسة أسبوعية لحكومته، في ضوء تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة. وحينها نشرت وسائل إعلام فلسطينية صوراً للعاروري جالساً في مكتب ومرتدياً زياً عسكرياً وواضعاً أمامه سلاحاً، وكان يتحدث في الهاتف. وبعد فترة قصيرة ظهر العاروري في بيروت والتقى نصرالله، هو الذي يوصف بأنه «مهندس وحدة الساحات»، وذكرت تقارير أنه أوكل إليه إبلاغ الأمين العام بتنفيذ عملية 7 أكتوبر صباح ذلك اليوم. وكانت التقارير تضاربت حول الشخصية المستهدَفة بعد دوي الانفجار نحو السادسة مساء في الضاحية الجنوبية، قبل أن يُعلن أن العاروري كان الهدف، وهو ما أكدته «حماس» في بيان أعلنت فيه ايضاً سقوط اثنين من «كتائب القسام»، وسط معلومات مؤكدة عن وجود 3 ضحايا آخرين على الأقل قضوا في الانفجار، قد يكون أحدهم «أبو عامر» رئيس عمليات الحركة في جنوب لبنان، وفق الإعلام الإسرائيلي. وأفادت قناة «الجديد» بأن «مسيّرة إسرائيلية معادية استهدفت بأكثر من صاروخ الشقة حيث كان يُعقد فيها اجتماع ويتواجد القيادي في حماس صالح العاروري مع مرافقيه وقد استهدفت المسيرة أيضاً سيارة». وأوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، «أن مسيّرة إسرائيلية قصفت مكتباً لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل». ونشرت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو تظهر دماراً في منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبيّة. وفي أول تعليق رسمي، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إنّ «هذا الانفجار جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكماً إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب والتي تؤدي الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. كما أنّ هذا الانفجار هو حكماً توريط للبنان وردّ واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان، وإنّنا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف استهدافاتها، كما نُحذّر من لجوء المستوى السياسي الإسرائيلي إلى تصدير إخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة». وأضاف أنّ «لبنان ملتزم كما على الدوام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لا سيما القرار 1701 ولكن الذي يُسأل عن خرقه وتجاوزه هي إسرائيل التي لم تشبع بعد قتلاً وتدميراً، وبدا واضحاً للقاصي والداني أنّ قرار الحرب هو في يد إسرائيل، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها». ووصف عضو المكتب السياسي لـ «حماس» عزت الرشق العملية بـ «عملية اغتيال جبانة ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني». وأضاف في بيان أن «عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة». وقال مصدر من «حماس» لقناتي «العربية» و«الحدث»، أمس، إن العاروري تم اغتياله وهو في ذروة الاتصالات لوقف إطلاق النار. وإثر إعلان اغتياله، أطلقت دفعة صواريخ من قطاع غزة باتجاه تل أبيب. كما نفت الحركة ما أعلنته قناة إسرائيلية، عن اغتيال عضو المكتب السياسي خليل الحية في العملية نفسها مشيرة إلى انه خارج لبنان. «حكومة الحرب» إسرائيلياً، اجتمع نتنياهو مع رئيسي «الموساد» و»الشاباك» بعد عملية الاغتيال، تمهيداً لانعقاد «حكومة الحرب» ليل أمس. وفي حين قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتس، ان «كل أعداء إسرائيل مصيرهم إلى الهلاك»، أكد مستشار لنتنياهو، «لا نستهدف لبنان ولا حزب الله بل كل من تورط في عملية 7 أكتوبر». العاروري السياسي - العسكري وأضافة إلى صفته في المكتب السياسي للحركة، كان العاروري معروفاً أيضاً بانخراطه الشديد في شؤونها العسكرية. فقد ساهم بتأسيس «كتائب القسام»، ويعد الرأس المدبر لتسليحها في الضفة الغربية المحتلة، بينما وصفته «حماس» بأنه كان «مهندس» عملية السابع من أكتوبر الماضي، التي أطلقت الحرب ضد قطاع غزة. قضى العاروري، نحو 15 عاماً في سجون الاحتلال، ثم أبعد عن الأراضي الفلسطينية. وكان أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار «صفقة شاليت». وهو متزوج وله ابنتان. هل هو «إعلان حرب» أم سيمرّ كغيره من عمليات الاغتيال لقادة من «محور الممانعة» على طريقة تجرُّع «الكأس المُرة» وإحالة الردّ على «المكان والزمان المناسبيْن»؟سؤالٌ كبيرٌ لم يلبث أن أطلّ من قلب الركام في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث اغتالتْ إسرائيل مساء أمس، «مهندس» عملية «طوفان الأقصى»، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري (المقيم في لبنان) ومعه اثنان من قادة «كتائب القسام» باستهدافٍ جوّي لمكتبٍ للحركة وسيارةٍ في معقل «حزب الله» و«عاصمته». إسرائيل تغتال «مهندس طوفان الأقصى»... في قلب معقل «حزب الله» بالضاحية منذ ساعتين الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية... الصِدام الكبير لم يعُد مستحيلاً منذ 3 ساعات ومع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية، أن سلاح الجو «قصف بيروت للمرة الأولى منذ عام 2006»، تطايرتْ الأسئلةُ عما بعد هذا التطور الذي تمدّدت معه للمرة الأولى جبهة الجنوب المشتعلة منذ 8 أكتوبر الماضي إلى جنوب بيروت، والذي تتجاوز أبعاده العميقة والخطيرة كسْر «قواعد الاشتباك» باعتبار أنه سبق لـ «حزب الله» وأمينه العام السيد حسن نصرالله، أن ربَطه بالصوت والصورة بمعادلاتِ ردع على قاعدة مزدوجة، «أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطول لبنانياً أو فلسطينياً أو إيرانياً سيكون له رد فعل قوي»، و«إذا ضربتم الضاحية سنضرب حيفا».وإذ بدا من المبكر استشراف تداعيات اغتيال العاروري، بعد أسبوع من اغتيال إسرائيل القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضى موسوي في دمشق، فإن الأنظار تتجه الى ما سيعلنه نصرالله في خطابه المقرر اليوم (ترددت معلومات عن تأجيله) في الذكرى الرابعة لاغتيال قاسم سليماني، علماً أن وسائل إعلام اسرائيلية أشارت الى لقاء كان سيُعقد بين نصرالله والعاروري قبل هذه الإطلالة.وقالت مصادر قريبة من «محور المقاومة» لـ «الراي»، إن اغتيال العاروري يُعدّ تفصيلاً في الحرب الدائرة، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين «نتنياهو يبحث عن نصر وهمي ينزله عن الشجرة ليصعد الى شجرة أعلى بكثير بقصفه الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي العملية التي خرقت جميع المعادلات والتي ستؤدي حتماً إلى توسيع الحرب وضرب مدن مثل تل أبيب»، مشيرة إلى «أن حزب الله لا يستطيع سوى فرض معادلة الردع وإلا سيمهّد ذلك لاغتيالات تلو اغتيالات».ومنذ أغسطس الماضي، برز اسم العاروري في لبنان بعد تهديد نتنياهو باغتياله خلال جلسة أسبوعية لحكومته، في ضوء تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة. وحينها نشرت وسائل إعلام فلسطينية صوراً للعاروري جالساً في مكتب ومرتدياً زياً عسكرياً وواضعاً أمامه سلاحاً، وكان يتحدث في الهاتف.وبعد فترة قصيرة ظهر العاروري في بيروت والتقى نصرالله، هو الذي يوصف بأنه «مهندس وحدة الساحات»، وذكرت تقارير أنه أوكل إليه إبلاغ الأمين العام بتنفيذ عملية 7 أكتوبر صباح ذلك اليوم.وكانت التقارير تضاربت حول الشخصية المستهدَفة بعد دوي الانفجار نحو السادسة مساء في الضاحية الجنوبية، قبل أن يُعلن أن العاروري كان الهدف، وهو ما أكدته «حماس» في بيان أعلنت فيه ايضاً سقوط اثنين من «كتائب القسام»، وسط معلومات مؤكدة عن وجود 3 ضحايا آخرين على الأقل قضوا في الانفجار، قد يكون أحدهم «أبو عامر» رئيس عمليات الحركة في جنوب لبنان، وفق الإعلام الإسرائيلي.وأفادت قناة «الجديد» بأن «مسيّرة إسرائيلية معادية استهدفت بأكثر من صاروخ الشقة حيث كان يُعقد فيها اجتماع ويتواجد القيادي في حماس صالح العاروري مع مرافقيه وقد استهدفت المسيرة أيضاً سيارة».وأوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، «أن مسيّرة إسرائيلية قصفت مكتباً لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل».ونشرت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو تظهر دماراً في منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبيّة.وفي أول تعليق رسمي، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إنّ «هذا الانفجار جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكماً إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب والتي تؤدي الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. كما أنّ هذا الانفجار هو حكماً توريط للبنان وردّ واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان، وإنّنا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف استهدافاتها، كما نُحذّر من لجوء المستوى السياسي الإسرائيلي إلى تصدير إخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة».وأضاف أنّ «لبنان ملتزم كما على الدوام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لا سيما القرار 1701 ولكن الذي يُسأل عن خرقه وتجاوزه هي إسرائيل التي لم تشبع بعد قتلاً وتدميراً، وبدا واضحاً للقاصي والداني أنّ قرار الحرب هو في يد إسرائيل، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها».ووصف عضو المكتب السياسي لـ «حماس» عزت الرشق العملية بـ «عملية اغتيال جبانة ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني».وأضاف في بيان أن «عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة».وقال مصدر من «حماس» لقناتي «العربية» و«الحدث»، أمس، إن العاروري تم اغتياله وهو في ذروة الاتصالات لوقف إطلاق النار. وإثر إعلان اغتياله، أطلقت دفعة صواريخ من قطاع غزة باتجاه تل أبيب.كما نفت الحركة ما أعلنته قناة إسرائيلية، عن اغتيال عضو المكتب السياسي خليل الحية في العملية نفسها مشيرة إلى انه خارج لبنان.«حكومة الحرب» إسرائيلياً، اجتمع نتنياهو مع رئيسي «الموساد» و»الشاباك» بعد عملية الاغتيال، تمهيداً لانعقاد «حكومة الحرب» ليل أمس.وفي حين قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتس، ان «كل أعداء إسرائيل مصيرهم إلى الهلاك»، أكد مستشار لنتنياهو، «لا نستهدف لبنان ولا حزب الله بل كل من تورط في عملية 7 أكتوبر».العاروري السياسي - العسكري وأضافة إلى صفته في المكتب السياسي للحركة، كان العاروري معروفاً أيضاً بانخراطه الشديد في شؤونها العسكرية. فقد ساهم بتأسيس «كتائب القسام»، ويعد الرأس المدبر لتسليحها في الضفة الغربية المحتلة، بينما وصفته «حماس» بأنه كان «مهندس» عملية السابع من أكتوبر الماضي، التي أطلقت الحرب ضد قطاع غزة.قضى العاروري، نحو 15 عاماً في سجون الاحتلال، ثم أبعد عن الأراضي الفلسطينية. وكان أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار «صفقة شاليت». وهو متزوج وله ابنتان.
مشاركة :