شهدت الساحة الثقافية في تونس وضمن مجالات النشر والطباعة بما له صلة بالإبداع الفني والثقافي والذاكرة والتاريخ الثقافي والشخصيات والرموز بعث دار للنشر لها من الجدية ومن جماليات الإصدارات وتنوعها وأهميتها الثقافية والفكرية ونعني تحديدا دار خريف للنشر التي اكتسبت أحقية وجدارة حضورها وفق الإشعاع وانتشار إنتاجاتها في تونس وخارجها. فقبل تسعة عشر عاما رحل عبدالحميد خريف الشاعر والكاتب المسرحي والمنتج الإذاعي والتلفزيوني والمنشط الثقافي والصحفي بعد مسيرة حافلة من الإنجازات الثقافية ولذكراه تأسست دار خريف للنشر وحملت روحه المحبة للناس وللحياة وللكتابة وهي على العهد وفاء له لتنطلق كريمته الإعلامية والمهتمة بالشأن الثقافي حذامي خريف بمساعدة الشاعر والإعلامي نور الدين بالطيب في رحلة النشر الثرية التي لقيت من القبول والأصداء ما جعلها تعمل أكثر على تخير الجيد والجميل لإصداراتها.. وفي هذا الجانب تبعث الدار مجلة لتعزز المشهد الثقافي الإعلامي، حيث تم خلال هذه الفترة اكتمال العدد الأول من مجلة "أصوات ثقافية" التي تصدر عن دار خريف للنشر وهي مفتوحة تجاه الثقافة والفنون والفكر والتراث وبمساهمات مختلفة لكتاب تونسيين وغيرهم.. كما أنهت الدار موسم 2022/2023 للمقهى الثقافي في فضاء سينما مسرح الريو بلقاء حول سلسلة "مسرح" التي تصدرها دار خريف للنشر، وذلك بمشاركة وبحضور الكتاب محمد الكشو وعلي اليحياوي وبغدادي عون.. وفي هذا الجانب يقول الشاعر بالطيب "رحم الله صديقي العزيز الشاعر والكاتب المسرحي والمنتج الإذاعي والتلفزيوني والصحفي عبدالحميد خريف الذي رعى بداياتي في العاصمة وتواصل اليوم كريمته الكبرى حذامي خريف تحقيق أحلامه في دار نشر مهنية ومحترفة ومجلة ثقافية متنوعة ومستقلة. الرحمة لروحك صديقي بعد عشرين عاما من غيابك.." . وسبق أن انتظمت بمناسبة الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية من قبل دار خريف للنشر مناسبة ثقافية بمثابة حفل توقيع إصداراتها المسرحية الجديدة وهي :أشكال التعبير ومسرح الطفل لبغدادي عون و"الأخطبوط أو دير ياسين وشتيلا" للدكتور محمد العربي السنوسي و"دراسات وبحوث في المسرح وفنون العرض" للدكتور محمد مسعود إدريس و"*راعي الصحراء" (Le berger du Sahara) لعلي اليحياوي و"محمد كدوس ذاكرة المسرح التونسي" للكاتب نور الدين بالطيب و"جمالية المقدس والدنيوي من العيساوية إلى البلوط" للدكتور محمد الكشو و"تأويلات ثقافية" للدكتورة فوزية ضيف الله، حيث كان ذلك في إطار المقهى الثقافي قاعة الريو بتونس العاصمة.. كما بعثت دار خريف سلسلة جديدة بعنوان "أدب شعبي" وفاتحة إصداراتها كانت بديوان الشاعر أحمد الشعينبي في تحقيق وتقديم للكاتب جلال الشعينبي الذي تم تقديمه في مدينة دو.. وهي كما يقول نور الدين بالطيب "سعيد بهذا الإنجاز من أجل الذاكرة وسعيد بهذه السلسلة التي أشرف عليها راجيا أن تتحول إلى مكتبة تحفظ ذاكرة الأدب الشعبي وأعلامه ..". وفي جانب آخر وضمن الجماليات بحثا ودراسة صدر للدار كتاب مهم للدكتورة الفنانة عواطف منصور بعنوان "فن النسيج في تونس من خلال قراءة في تجارب الفنانين النساجين" وهو إصدار يعزز المكتبة التونسية والعربية في مجال الفنون الجميلة. وهنا تقول الفنانة عواطف عن تجربتها هذه مع الكتاب "أجمل ما حصل معي في سنة 2023 هو هذا المولود العلمي الذي اعتبره ابنا من أبنائي كتابي الأول والصادر عن دار خريف للنشر - Khraief Editions والمدعوم من قبل صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني التابع لوزارة الثقافة، الموسوم بفن النسيج في تونس من خلال قراءة في تجارب الفنانين النساجين.. وأرجو لي ولكم أحبتي أن تكون سنة 2024 سنة موفقة ومكللة بالنجاحات والتألق على جميع الأصعدة.. ولا أنسى هنا أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان والتقدير لدار النشر الفتية في عمرها والحرفية في حسن تعاملها ومصداقيتها وخاصة العزيزة حذامي والصديق العزيز المبدع نور الدين على تعاونه ومقالاته الراقية في شأن كتابي والتي سأنشرها تباعا... والشكر موصول لأساتذتي الذين شرفوني بكتابة التقديم: الأستاذ غازي انعيم أستاذ بالجامعة الأردنية، فنان تشكيلي، ناقد، ورئيس رابطة الفنانين التشكيليين بالأردن سابقا وعضو الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب... التصدير: الأستاذ Khelil Gouia أستاذ الجماليات وعلوم الفن بجامعة صفاقس وناقد وفنان تشكيلي... التوطئة: الأستاذ والناقد Brahim El Haissan كاتب عام اتحاد كتاب المغرب، فنان وناقد تشكيلي... دمتم ودمنا لا نحيد عن الإبداع والرقي العلمي والثقافي والمعرفي الرصين...". هذا وتعد الدار لسنتها الجديدة 2024 من خلال الإصدارات النوعية والحضور في المعارض التونسية وخارج تونس، فضلا عن المجلة التي تنفتح على الكتابات المختلفة وعلى أقلام الشعراء والأدباء والكتاب من تونس ومن البلاد العربية ضمن تعزيز النشر والإبداع والحوار الثقافي عامة.
مشاركة :