تمكن باحثون في مجال البوليمارات من اكتشاف جرعة أنسولين يمكنها التفاعل مع عناصر معينة داخل جسم الإنسان، مما يسمح بالحفاظ على الأنسولين في الدم عند المستوى المطلوب على مدار فترة طويلة من الوقت. وبعد تناول وجبة الطعام والحصول على الجرعة الذكية يتم إفراز الأنسولين بشكل تلقائي في الدم. ويرى الباحثون أن هذه النتائج تعتبر مبشرة بعلاج النوع الأول من مرض السكري. سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - ابتكر فريق علمي يضم كيميائيين وصيادلة وخبراء في مجال البوليمارات من الولايات المتحدة والصين جرعة أنسولين “ذكية” لعلاج مرضى السكري. وتمكنت الجرعة، بعد اختبارها بنجاح على فئران وخنازير تجارب، من ضبط مستويات السكري في الدم لفترات تصل إلى أسبوع من تلقيها. ومن المعروف أن مرض السكري من النوع الأول يرجع إلى نقص كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس في الدم، ويتطلب علاجه اتباع حمية غذائية معينة والحصول على جرعات منتظمة من الأنسولين. ويقوم الكثيرون من مرضى السكري بحقن أنفسهم يوميا بالأنسولين، ولكنهم يعانون من مشكلات بسبب تصلب الجلد من كثرة الحقن بمرور الوقت. وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "نتشر بيوميديكل انجينيرنغ" ابتكر الفريق البحثي من جامعة تشيغيانغ الصينية ونورث كارولينا الأميركية جرعة أنسولين يمكنها التفاعل مع عناصر معينة داخل جسم الإنسان، مما يسمح بالحفاظ على الأنسولين في الدم عند المستوى المطلوب على مدار فترة طويلة من الوقت. وأوضح الفريق البحثي أن جرعة الأنسولين الجديدة تحتوي على أحماض وإضافات كيميائية تتفاعل مع المواد الكيميائية في الدم، بحيث يتم الاحتفاظ بالأنسولين داخل كبسولة طبيعية من البوليمارات، ويتم إفرازها بشكل طبيعي حسب كمية الغلوكوز في الدم. ووجد أنه بعد الحصول على الجرعة الذكية يتم إفراز الأنسولين بشكل تلقائي في الدم كلما استدعت الضرورة، مثلا بعد الانتهاء من تناول الغذاء. بعد الحصول على الجرعة الذكية يتم إفراز الأنسولين بشكل تلقائي في الدم، مثلا بعد الانتهاء من تناول الغذاء ◙ بعد الحصول على الجرعة الذكية يتم إفراز الأنسولين بشكل تلقائي في الدم، مثلا بعد الانتهاء من تناول الغذاء ويرى الباحثون أن هذه النتائج تعتبر مبشرة بعلاج النوع الأول من مرض السكري. وذكروا، بحسب الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية، أنهم سوف يواصلون اختبار جرعة الأنسولين الذكية على حيوانات التجارب، وسوف ينتقلون إلى تجربتها على البشر إذا استمرت النتائج الإيجابية. السكري من النوع الأول، والذي كان يُعرَف في السابق بداء سكري اليافعين أو داء السكري المعتمد على الأنسولين، هو حالة مزمنة، ينتج فيها البنكرياس كمية صغيرة من الأنسولين. والأنسولين هو هرمون يستخدمه الجسم للسماح للسكر (الغلوكوز) بدخول الخلايا لإنتاج الطاقة. وقد تؤدي عوامل مختلفة، منها الخصائص الوراثية وبعض الفايروسات، إلى الإصابة بداء السكري من النوع الأول. ورغم أن داء السكري من النوع الأول يظهر عادةً في الطفولة أو المراهقة، فإنه قد يصيب البالغين أيضًا. وبعد إجراء الكثير من الأبحاث لم يتوصل الباحثون إلى علاج نهائي لداء السكري من النوع الأول. ويركز العلاج على التحكم في كمية السكر في الدم باستخدام الأنسولين والنظام الغذائي واتباع نمط حياة صحي لمنع حدوث مضاعفات. ويمكن أن تظهر أعراض داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال بصورة مفاجِئَة، وقد تتضمن ما يلي: ● الشعور بالعطش أكثر من المعتاد ● كثرة التبول ● التبوُّل في الفراش بالنسبة إلى الأطفال الذين لم تكُن عادتهم التبول في الفراش ليلاً ● الشعور بالجوع الشديد ● فقدان الوزن دون تعمد ● سرعة الغضب والانفعال أو ظهور تغيرات مزاجية أخرى ● الشعور بالتعب والضعف ● ضبابية الرؤية ولا يعرف السبب الدقيق للإصابة بداء السكري من النوع الأول. وعادةً ما يدمر جهاز المناعة بالجسم -الذي يكافح الفايروسات والبكتريا الضارة بصورة طبيعية- الخلايا المنتِجة للأنسولين في البنكرياس. وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى الخصائص الوراثية والتعرض للفايروسات والعوامل البيئية الأخرى. وبمجرد تدمير عدد كبير من الخلايا المنتِجة للأنسولين ستقل كمية الأنسولين التي يفرزها الجسم أو ينقطع تمامًا. والأنسولين هو هرمون تُفرزه غدة توجد خلف المعدة وأسفلها (البنكرياس). ◙ في حالة السكري من النوع الأول، لا يوجد أنسولين يسمح بنفاذ الغلوكوز إلى الخلايا ونتيجة لذلك يتراكم السكر في مجرى الدم وقد يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات ويُطلق البنكرياس الأنسولين في مجرى الدم. ثم ينتقل الأنسولين عبر الجسم، ما يسمح للسكر بدخول الخلايا. ويُقلِّل الأنسولين نسبة السكر الموجودة في مجرى الدم. وعندما ينخفض مستوى السكر في الدم، يُفرز البنكرياس كمية أقل من الأنسولين في مجرى الدم. والغلوكوز، أو السكر، هو مصدر الطاقة الرئيسي للخلايا التي تتكون منها العضلات والأنسجة الأخرى في الجسم. ويأتي الغلوكوز من مصدرين رئيسيين هما الطعام والكبد؛ حيث يُمتص السكر في مجرى الدم، ومنه يدخل الخلايا بمساعدة الأنسولين. ويخزِّن الكبد الغلوكوز في شكل غليكوجين. وفي حال انخفاض مستويات الغلوكوز، مثلما يحدث عند عدم تناول الطعام لفترة طويلة، يحلل الكبد الغليكوجين المُخزَّن إلى غلوكوز. وهذا يحافظ على مستوى الغلوكوز ضمن النطاق الطبيعي. أما في حالة السكري من النوع الأول، فلا يوجد أنسولين يسمح بنفاذ الغلوكوز إلى الخلايا. ونتيجة لذلك يتراكم السكر في مجرى الدم. وقد يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات تهدد الحياة. ويعد التاريخ العائلي المرضي من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الأول. وتزيد نسبة خطورة الإصابة بهذه الحالة قليلًا لدى أي شخص لديه والد أو أشقاء مصابون بداء السكري من النوع الأول، كما يزيد وجود بعض الخصائص الوراثية من مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الأول. ويمكن أن يظهر داء السكري من النوع الأول في أي عمر، لكنه يظهر على فترتي ذروة واضحتين. وتظهر فترة الذروة الأولى لدى الأطفال بين 4 و7 أعوام، فيما تظهر فترة الذروة الثانية لدى الأطفال بين 10 و14 عامًا. وتؤثر مضاعفات مرض السكري من النوع الأول على الأعضاء الرئيسية في الجسم مثل القلب والأوعية الدموية والأعصاب والعينين والكليتين. لذلك فإن الحفاظ على المعدل الطبيعي لمستوى السكر في الدم يمكنه تقليل فرص الإصابة بالعديد من المضاعفات التي قد تسبب إعاقات أو حتى تهدد الحياة. ويزيد مرض السكري من احتمال الإصابة ببعض أمراض القلب والأوعية الدموية مثل مرض الشريان التاجي المصحوب بألم في الصدر (الذبحة)، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وتضيُّق الشرايين (تصلُّب الشرايين)، وارتفاع ضغط الدم. لا توجد طريقة معروفة للوقاية من مرض السكري من النوع الأول. إلا أن الباحثين يعملون على اكتشاف طرق للوقاية من المرض أو منع حدوث المزيد من التلف في الخلايا الجزيرية لدى الأشخاص المُشخَّصة إصابتهم حديثًا. وتشمل الاختبارات التشخيصية لمرض السكري من النوع الأول اختبار الهيموغلوبين السكري. ويوضِّح اختبار الدم هذا متوسط مستوى سكر الدم لدى المريض خلال فترة تتراوح بين الشهرين والثلاثة أشهر الأخيرة.
مشاركة :