كشف رحيل الروائي والفنان السوداني «محمد حسين بهنس» في قلب صقيع القاهرة عن الحالة المتردية، التي يعيشها المثقف العربي وعدم اكتراث الحكومات العربية بحال المبدع. و»بهنس» الشاب الهادئ روائي وتشكيلي وعازف جيتار شاب، وُجد قبل أسبوعين في قلب أحد ميادين القاهرة جثة هامدة بعيدًا عن أهله بالسودان وزوجته الفرنسية المقيمة بباريس، حيث حقق في العاصمة الفرنسية نجاحات من خلال معارض لوحاته وروايته «راحيل»، غير أنه لظروف خلافات زوجية تم ترحيله وعدم تجديد إقامتة ليستقر بالقاهرة، وتضيق به سبل العيش. «بهنس» يتسم بالهدوء لكنه كان يخفي تحته بركانا من العذابات والألم والسخط على الوضع العربي. ورثى المحلل والسياسي الدكتور عمار علي حسن، الروائي السوداني «محمد حسين بهنس»، بكلمات قال منها: بهنس في بطنه أحجار جافة حطب مسنون عويل وجنون يضربه يمنيا ويسارا فتتساقط أنات الليل من خشب وحديد وبقايا صديد لتنام في عرض شوارع لا تعرف أبدًا أن الرجل الجالس جنبي يصرخ صمتًا ليس مريضًا وليس غريبًا وليس شريدًا لكنه فقط جائع. وقال الدكتور حسن إن «بهنس» موهبة مشتعلة كروائي وتشكيلي لكن الحياة دهسته. أصدر «بهنس» روايته «راحيل»، وهي رواية جعلت النقاد يتوسمون فيه «طيب صالح» من نوع آخر، هي رواية السحر والخيال الخصب والشاعرية.
مشاركة :