ازدهرت غابة منغروف على جزيرة في قناة بنما إلى أن دفنها انفجار بركاني عنيف تحت الرماد والصخور قبل 22 مليون سنة، ما أدى إلى محوها من الكوكب. والآن، اكتشف العلماء في معهد سميثسونيان للأبحاث الاستوائية البقايا المتحجرة للأشجار التي كانت تمتد ذات يوم على حافة المياه في جزيرة بارو كولورادو. وعثر على إجمالي 121 قطعة خشبية محفوظة، وما تزال تحمل سماتها المحددة مثل أوعية المياه. وإلى جانب إعادة اكتشاف الغابة المفقودة منذ فترة طويلة، رجح الفريق أنها كانت تعج بأنواع لم نشاهدها على الأرض اليوم. وتشير الأدلة الأحفورية إلى أن ثورانا بركانيا ضخما واحدا أدى إلى حدوث تدفق عنيف للمياه والطين والرماد والصخور. ويتدفق اللاهار(أو الفيضان الطيني من البراكين) مثل الخرسانة الرطبة بسرعات مذهلة ويمكنه تغطية منطقة ما على الفور. ولا يترك للنباتات والحيوانات أي فرصة للتعفن أو التحلل. أضف إلى ذلك مياه اللاهار الغنية بالسيليكا التي تتسرب إلى الكائنات الحية وتحجر أنسجتها، والنتيجة هي حفريات محفوظة جيدا. وعثر العلماء على الحفريات في مجرى مائي بجزيرة بارو كولورادو. وفي أوائل عصر الميوسين، قبل نحو 23 مليون سنة، اصطدمت كتل اليابسة الكبيرة في أمريكا الجنوبية وصفيحة البحر الكاريبي، ما شكل المناظر الطبيعية في بنما وبقية أمريكا الوسطى. وكان هذا عندما ارتفع التل الذي سيصبح في النهاية جزيرة بارو كولورادو من المحيط. وكتب مؤلفو الدراسة أن حول حوافها نمت غابة منغروف، حيث ارتفعت أشجارها إلى ارتفاع 130 قدما في الهواء. Long-lost forest that disappeared 22 million years ago in the Panama Canal is rediscovered by scientists who found trees fossilized by a volcano eruption https://t.co/qrgSKg6NWm pic.twitter.com/T1z8ewrvz6 — Daily Mail US (@DailyMail) January 2, 2024 وغابة المنغروف، وتسمى أيضا مستنقعات المنغروف، هي أراض رطبة منتجة تحدث في مناطق المد والجزر الساحلية. وتظهر عينات الرواسب أن الغابة نمت في المنطقة قليلة الملوحة حيث تلتقي المياه المالحة والعذبة، وهي ظروف مثالية لأشجار المنغروف. ويشير عدم وجود حفريات شجرة أخرى في المنطقة إلى أن الأنواع الأخرى كانت ستواجه صعوبة في العيش في هذا الموطن. ولم تكن المياه قليلة الملوحة هي الشيء الوحيد الذي جعل الظروف مثالية لغابات المنغروف الضخمة. فقد كانت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أعلى بكثير خلال العصر الميوسيني مما هي عليه الآن - أكثر من 500 جزء في المليون (ppm)، مقارنة بنحو 419 جزء في المليون اليوم. وبما أن الأشجار تستهلك ثاني أكسيد الكربون لتنمو، فقد خلص مؤلفو الدراسة إلى أن هذه الأنواع القديمة كانت قادرة على الوصول إلى ارتفاعات أكبر بكثير من أشجار المنغروف الحالية. وأطلق العلماء على الشجرة اسم Sonneratioxylon barrocoloradoensis – بحيث يشير الجزء الأول من الاسم إلى الجنس الذي تنتمي إليه، وهي مجموعة لا تزال موجودة حتى اليوم. والجزء الثاني يشير إلى مكان نموها، جزيرة بارو كولورادو. ولدى هذا النوع بعض الأقارب الأحياء في جنس Sonneratioxylon، ولكن فقط في جنوب شرق آسيا، ولم يبق أي منها في أمريكا الجنوبية أو الوسطى. ومع ذلك، فإن نفس الأنشطة الجيولوجية التي شكلت جزيرة بارو كولورادو أدت أيضا إلى نهاية هذه الغابة القديمة. وبشكل أوضح، فإنه في وقت ما بعد إنشاء الغابة، بعد ما يصل إلى مليون سنة، اندلع بركان محلي. وتم دمج رماده وصخوره مع المياه الموجودة والطين لتغطية الأشجار في اللاهار. وخلص الباحثون إلى أن الأدلة الأحفورية، بما في ذلك الحجر الرملي البركاني المحيط بحفريات الأشجار، تشير إلى أنه ربما كان مجرد ثوران بركاني كبير واحد هو الذي غمر هذه الأشجار. وربما لم يكن هذا مصير هذه الغابة وحدها، حيث كتب مؤلفو الدراسة أنه منذ العصر الميوسيني، ربما حدثت مثل هذه الانقراضات في جميع أنحاء العالم. ومن المنتظر أن تنشر نتائج الدراسة مفصلة في عدد مارس 2024 من مجلة Palaeogeography، Palaeoclimatology، Palaeoecology. المصدر: ديلي ميل تابعوا RT على
مشاركة :