تشهد الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة اليوم الثلاثاء فَـعَـاليتين ثقافيتين مهمتين، أولاهما: معرض الكتب والمعلومات، وما سوف يصحبه من مناشِـط، ولعل ما يميز هذا المعرض قدرته على الاستمرار لسنوات طويلة، متجاوزاً كل الصعوبات والظروف، فهو اليوم في دورته الـ (33)، ذاك المعرض يُـفِـيْــد منه دائماً طلاب الجامعة، وأهل المدينة النبوية الطيبون، وزوارها الكرام. أما الفعالية الثانية فهي خصوصية رائعة تتميز بها الجامعة، (ربما عالمياً)؛ وهي مهرجان الثقافات والشعوب الذي تنظمه عمادة شؤون الطلاب في نسخته الخامسة، وفيه تحتضن إحدى القاعات الكبرى أكثر من (60 دولة)، تعرض في أجنحتها: لغتها، وتاريخها، ونماذج من ثقافتها وعاداتها ولباسها. والرائع والجميل هنا أن مَـن قام بالإعداد والتنفيذ، ويقوم بالعرض أيضاً هم (الطلاب) بإمكاناتهم البسيطة، بمشاركة من أُسَــرِهم، وبإشراف ومساهمة فاعلة من عمادتهم التي يبذل عميدها (الدكتور حسين العبدلي)، وجميع وكلائها ومنسوبيها جهوداً كبيرة تذكر فَـتُـشكر. تلك التظاهرة الثقافية التي تتسابق فيها الكثير من الجنسيات والأعراق فيها التأكيد والشهادة على قدرة الإسلام على قبول الآخَـر، والتعايش مع مختلف الحضارات، وفي ذلك ردّ على تلك الجماعات والأصوات المتطرفة والإقصائية التي تحاول اختطاف دِيْـنِـنا الإسلامي، وتشويه صورته! فهذه دعوة صادقة لزيارة ذلك المهرجان، وكم أتمنى تطويره برعاية ودعم من القطاع الخاص؛ ليكون أحد البرامج والفعاليات الدائمة بطيبة الطيبة، وهمسة لوسائل الإعلام فيها لتسليط الضوء عليه، وإعطائه ما يستحقه من التغطيات والتقارير! أخيراً (الجامعة الإسلامية) التي افتتحت قبل أكثر من (50 سنة)، وتحديداً منذ العام 1961م، هي إحدى الهدايا التي قدمتها المملكة العربية السعودية لأبناء العَـالَـم الإسلامي؛ حيث تخرج فيها حتى اليوم ما يزيد على 70 ألف طالب، يرجعون إلى أكثر من 200 دولة وإقليم حول العَـالَــم، عادوا لأوطانهم ليخدموا مجتمعاتهم، وقد امتطى العديد منهم مناصب قيادية فيها، فمنهم رؤساء ووزراء وقضاة وأعضاء هيئة تدريس، ومعلمون، ودُعَـاة، كان ولايزال فكرهم وسطياً معتدلاً. فلعل الأعزاء جداً القائمين على جائزة الملك فيصل العالمية، يلتفتون لهذه الجامعة، فهي تستحق جائزتها في خدمة الإسلام. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :