هذه تحية إجلال ووفاء لهذه البلاد التي رحبت بي. والتي منحتني فرصة لتغيير حياة عائلتي. وأعتقد أنني أعشق هذه البلاد. إنها دياري الثانية. أشعر هنا في (المملكة) وكأنني في (البرازيل). ليس لدي ما أشتكي بشأنه، الناس هنا في غاية الروعة. الناس يرحبون بي دوماً أينما ذهبت. رائع جداً العيش هنا في (السعودية). يتوقف. تختنق الكلمات في صدره. ثم يواصل حديثه: أعتقد أنني لن أكون قادراً على التحدث في الموضوع! تغالبه الدموع فيبكي. يضع يديه على وجهه وعينيه ثم يقول بتأثر بالغ: أنا أحب (المملكة العربية السعودية) كانت تلك العبارات المؤثرة الصادقة للاعب (إلتون جوزيه) المحترف البرازيلي في صفوف الفريق الأول لكرة القدم في نادي الفتح الرياضي السعودي، والتي ذكرها في لقاء تلفزيوني قريبا على قناة (mbc pro sports) في البرنامج الذي يقدمه النجم السابق في المنتخب السعودي والنادي الأهلي والمحلل الرياضي حالياً محمد عبدالجواد. ذلك المقطع الجميل الذي تناقلته الأنباء ووسائل الإعلام وانتشر في برامج التواصل الاجتماعي بشكل واسع لهذا النجم البرازيلي الموهوب الذي عبر بمشاعره التلقائية الدافئة دون تصنع وترنم بعاطفته المتدفقة المرهفة دون تملق تجاه بلادنا أرضاً وإنسانا فقابل الترحاب وحسن الضيافة بالحب والود، وواجه الإعجاب وطيب التعامل بالتقدير الثناء والإجلال. لم يكن التون جوزيه فنانا استثنائياً يرسم أجمل الصور واللوحات الفنية على أرض الملعب فحسب بل كان إنساناً وفياً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ولم يكن هدافاً نادراً يلهب بأهدافه العجيبة أكف الجماهير في المدرجات في طول الوطن وعرضه فقط بل كان صديقاً رائعاً عشق هذه الأرض وأثنى بكل تجرد على الناس الذين عاملوه ويعاملونه في وطننا ووصفهم بأنهم في غاية الروعة. والحق أن ما قاله هذا اللاعب الوفي هو انعكاس كذلك للبيئة الرياضية النموذجية والتعامل الإداري الاحترافي والجماهير الأحسائية الذواقة في نادي الفتح الذين عاش وتدرب ولعب وتعامل وسكن معهم خلال ما يقارب الاثني عشر عاماً. وأعجب كثيراً حين ندير العدسة للمقارنة بين هذا اللاعب الذي قابل اليد التي قدمت له العطاء والخير نتيجة عطائه وجهده وقدر العمل والضيافة والإقامة في بلادنا بالشكر والعرفان، وبين أولئك الذين عاشوا ويعيشون على أرض هذا الوطن تفيأوا ظلاله ونهلوا من خيراته وعاشوا بين جنبات أمنه واستقراره فكانوا خنجرا مسموماً في خاصرة الوطن، وكم هو مؤلم أيضاً حين ننظر لأولئك الذين قدم لهم الوطن المليارات من المساعدات والهبات دون منة أو ادعاء فضل فقلبوا لوطننا - للأسف الشديد - ظهر المجن! وصدق الشاعر إذ يقول: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة. على المرء من وقع الحسام المهند وعلى المستوى الرياضي انظر كيف يفكر هذا اللاعب الذي يصنف من الوزن الثقيل رياضياً حين قال: هذه البلاد التي رحبت بي وأعطتني فرصة لتغيير حياة عائلتي، ثم اعمل مقاربة سريعة مع بعض لاعبينا المحليين المحترفين الذين لم يقدروا قيمة العقود المليونية التي وقعت معهم ولا ما اكتسبوه من شعبية جماهيرية وشهرة إعلامية، ولم يقدروا طبيعة الاحتراف التي تمثل وظيفة يكتسبون منها مصدر رزقهم والتي تعني الالتزام العملي والانضباط الرياضي والأخلاقي فأهدروا ذلك كله بنزقهم وتسيبهم وسهرهم وتدخينهم وتعاملهم الرديء مع أنديتهم وجماهيرهم، ذلك التعامل الذي يتسم باللا مبالاة وعدم الاهتمام وكم هو صادم حقاً كما حدث مؤخراً أن يتخلف بعضهم عن النداء الوطني بخدمة منتخب بلادهم في الاستحقاقات القارية القريبة بأعذار واهية وممارسات طفولية وغبية وهم من يستلمون مئات الآلاف شهرياً من الرواتب والمكافآت، إن هؤلاء بلا شك نجوم ولكنهم بالفعل (نجوم من ورق).
مشاركة :