اغتالت إسرائيل أكثر من 20 قياديا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ بدء حربها ضد الحركة في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي. وأعلنت حماس عن اغتيال نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري وستة آخرين من قيادات ونشطاء كتائب القسام الجناح العسكري للحركة في غارة إسرائيلية على العاصمة اللبنانية بيروت. ونعت كتائب القسام في بيان رسمي اليوم (الأربعاء)، العاروري والقيادين في صفوفها عزام الأقرع وسمير فندي، واعتبرت أن عملية الاغتيال "تؤكد أن ساحة المعركة مع الاحتلال مفتوحة"، متوعدة بتدفيع إسرائيل الثمن. وكان مسئولون إسرائيليون هددوا مرارا باغتيال قيادات حماس داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها لا سيما العاروري الذي اتهمته أجهزة الأمن الإسرائيلية بالوقوف وراء تمويل خلايا عسكرية في الضفة الغربية. وبات العاروري أكبر مسئول في حماس تغتاله إسرائيل منذ بدء حربها على قطاع غزة، لكن قائمة قيادات الحركة ممن تم الإعلان عن مقتلهم شملت مسئولين سياسيين وعسكريين في مناصب متفرقة وحساسة. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حماس في قطاع غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" بعد أن شنت الحركة هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية. وبعد ثلاثة أيام من بدء حرب إسرائيل، أعلنت حماس عن مقتل اثنين من أعضاء مكتبها السياسي في غزة هما زكريا معمر رئيس العلاقات الداخلية في الحركة وجواد أبو شمالة مسئول الملف المالي، في غارة إسرائيلية. وفي 14 أكتوبر الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي عن قتله مراد أبو مراد قائد الأنظمة الجوية في غزة، وعلي القاضي قائد سرية في قوة كوماندوز تابعة لحماس. وفي 17 أكتوبر الماضي أعلنت كتائب القسام عن مقتل أيمن نوفل العضو في المجلس الأعلى للكتائب في استهداف إسرائيلي على وسط قطاع غزة. وفي اليوم نفسه قتل كل من وائل الزرد المسئول في المجال الدعوي في حماس، وتيسير إبراهيم رئيس السلطة القضائية في الحركة. وفي 19 أكتوبر الماضي ، أعلنت وزارة الداخلية التي تديرها حماس في غزة عن مقتل اللواء جهاد محيسن قائد قوات الأمن الوطني في القطاع. كما أعلنت الحركة في اليوم نفسه عن مقتل جميلة الشنطي العضو في المكتب السياسي في حماس وأول سيدة تشغل هذا المنصب في الحركة. وفي 21 أكتوبر الماضي، أعلنت حماس عن مقتل رئيس مجلس الشورى للحركة والقيادي البارز فيها أسامة المزيني في غارة إسرائيلية على مدينة غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي في 31 أكتوبر الماضي ، أنه قتل القيادي العسكري في كتائب القسام نسيم أبو عجينة قائد كتيبة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة. كما أعلن الجيش في اليوم نفسه عن قتل إبراهيم البياري قائد كتيبة جباليا في كتائب القسام. وفي 18 نوفمبر الماضي أعلنت حماس عن وفاة نائب رئيس المجلس التشريعي وأحد قادتها البارزين أحمد بحر متأثرا بإصابته بجروح خطيرة في غارة إسرائيلية على قطاع غزة. وفي 26 نوفمبر الماضي أعلنت كتائب القسام عن مقتل أربعة من كبار قادتها العسكريين في استهداف إسرائيلي، هم أحمد الغندور عضو المجلس العسكري للكتائب وقائد لواء الشمال، ونائبه وائل رجب،والقياديان رأفت سلمان وأيمن صيام. وفي 3 ديسمبر الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل وسام فرحات قائد كتائب القسام في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وفي 23 ديسمبر الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال حسن الأطرش الذي قال إنه مسؤول التجارة والتزود والإنتاج العسكري في كتائب القسام في غارة على مدينة رفح جنوب قطاع غزة. ويشار إلى أن كتائب القسام امتنعت عن التعليق على إعلانات الجيش الإسرائيلي بشأن مقتل قيادات ميدانية أو كوادر فيها باستثناء نعي كل من نوفل والغندور وكلاهما عضوان في أعلى هيئة قيادية للقسام. وهدد كبار المسئولين الإسرائيليين أخرهم رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع باغتيال قيادات حماس داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها وجميع من شاركوا في هجوم 7 أكتوبر الماضي من قطاع غزة. من جهته أبرز مدير مركز مسارات للأبحاث والدراسات في رام الله هاني المصري، أن اغتيال العاروري وغيره من قيادات حماس "يمثل إنجازا لإسرائيل وخسارة للحركة ولفصائل المقاومة الفلسطينية". لكن المصري دفع في تصريحات لإذاعة محلية في مدينة رام الله، بأن اغتيال القيادات الفلسطينية تاريخيا "لم يؤد إلى إنهاء أو إضعاف المقاومة بل على العكس شكل حافزا أكبر من أجل تصعيد المقاومة والانتقام من إسرائيل". ويتوقع المصري أن يؤدي اغتيال العاروري كونه تم في معقل حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى رد قوى للحزب "كون عملية الاغتيال كسرت قواعد الاشتباك في لبنان ولا يمكن أن تمر بدون الرد عليها". ويضيف أن أي رد من حزب الله ليس بالضرورة أن يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة، مشيرا إلى أن المواجهة مفتوحة الاحتمالات بين حماس وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
مشاركة :