هز زلزال هائل وسط اليابان يوم الاثنين مما أثار مخاوف بشأن سلامة المحطات النووية في المنطقة المتضررة من الزلزال. ووقعت سلسلة من الهزات القوية، قُدرت قوة أكبرها بـ7.6 درجة، يوم الاثنين على عمق ضحل في شبه جزيرة نوتو في محافظة إيشيكاوا، في زلزال أطلقت عليه وكالة الأرصاد اسم "زلزال شبه جزيرة نوتو 2024" رسميا. وقُتل ما لا يقل عن 78 شخصا بسبب الزلزال، وفقا لهيئة الإذاعة اليابانية العامة ((إن إتش كيه))، نقلا عن مسؤولين من محافظة إيشيكاوا. وفي أعقاب زلزال يوم الاثنين الذي بلغت قوته 7.6 درجة، نشأت مخاوف بشأن السلامة النووية لليابان، والتي كانت موضع تساؤل مستمر منذ زلزال عام 2011 والتسونامي اللاحق له، والذي تسبب في انصهار نووي في محطة فوكوشيما النووية. وأثار الزلزال الذي وقع في محافظة إيشيكاوا تحذيرا كبيرا نادرا من حدوث تسونامي وتوقع أن تضرب أمواج يصل ارتفاعها إلى 5 أمتار، لكن بحلول الساعة 10 صباحا بالتوقيت المحلي (0100 بتوقيت غرينتش) يوم الثلاثاء، تم رفع جميع التحذيرات والتنبيهات. وأكدت هيئة الرقابة النووية اليابانية عدم الإبلاغ عن أي شذوذ في محطات الطاقة النووية على طول بحر اليابان بعد الزلزال ولم يتم رصد أي ارتفاع في مستويات الإشعاع في مراكز المراقبة في المنطقة. وقالت الهيئة إن محطة كاشيوازاكي-كاريوا للطاقة النووية التابعة لشركة طوكيو القابضة للطاقة الكهربائية (تيبكو) في محافظة نيغاتا، والتي تضم سبع وحدات مغلقة، لم تتأثر أيضا. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها على اتصال بهيئة الرقابة النووية اليابانية حيث تم إبلاغها بأنه "لم يتم تسجيل أي شذوذ في محطات الطاقة النووية داخل المنطقة المتضررة"، مضيفة أن الوكالة ستواصل مراقبة الوضع. وأفادت شركة هوكوريكو للطاقة الكهربائية، وهي المشغلة لمحطة شيكا الأقرب إلى مركز الزلزال، أن كلا المفاعلين في المحطة كانا غير متصلين منذ ما قبل الزلزال، مضيفة أن بعض حالات انقطاع الكهرباء وتسرب النفط حدثت في أعقاب زلزال يوم الاثنين، ولكن لم يحدث أي تسرب إشعاعي. وتعد اليابان واحدة من أكثر الدول عرضة للزلازل في العالم. وفي عام 2011، تسبب زلزال قوي وما تلاه من تسونامي في انصهارات متعددة في محطة فوكوشيما النووية. وأثارت كارثة فوكوشيما النووية تصاعد المشاعر المناهضة للطاقة النووية في اليابان. وكان الصحفي الياباني ساتوشي كاماتا أحد العوامل المحركة وراء حملة تتضمن توقيع عريضة مناهضة للطاقة النووية بدأت بعد فترة وجيزة من حادثة الانصهار الثلاثي في مارس 2011. وقال كاماتا، في نوفمبر 2022، "بعد 11 عاما، تحاول الحكومة الآن إعادة عقارب الساعة للوراء بشأن الطاقة النووية"، وتابع "بينما سنوقف مؤقتا حملة طلبات توقيع العريضة، نريد أيضا نشر الحركة المناهضة للطاقة النووية من خلال توحيد الجهود مع أولئك الذين يروجون لمصادر الطاقة المتجددة". وذكرت افتتاحية لصحيفة ((ماينيتشي)) الوطنية اليومية في اليابان أن "كارثة فوكوشيما النووية غيرت بشكل كبير إحساس الجمهور بالقيم. لقد فكر الناس في الهيكل الذي تم فيه فرض مخاطر استضافة محطات الطاقة النووية على المناطق الريفية، كما تقدمت جهود توفير الطاقة". وتابعت الافتتاحية، "إذا استخفت الحكومة اليابانية بهذه التغييرات وواصلت التوجه نحو استخدام الطاقة النووية، فلن تكسب تفهم الجمهور".■
مشاركة :