القاهرة - كتب محمد نسيم - قُتل 103 أشخاص وأصيب 141 على الأقل، اليوم الاربعاء 3 يناير 2024 إثر تفجيرين متتاليين وقعا قرب قبر قاسم سليماني في مدينة كرمان جنوبي إيران، تزامنا مع إحياء الذكرى السنوية الرابعة لاغتياله، وأعلنت طهران حدادا وطنيا يوم غد الخميس. وقال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن "الانتقام ممن يقفون خلف الهجوم الإرهابي في كرمان حتمي وقطعي"، فيما ذكر وزير الداخلية الإيراني، أن "منشأ ومصدر تفجيرات اليوم قيد الدراسة ومعظم القتلى من التفجير الثاني. لدينا معلومات وبعد التأكد منها سنكشف عنها، فيما أن الأوضاع في مدينة كرمان تحت السيطرة وقواتنا سترد بشكل عاجل وساحق على هذه المؤامرة". وأوردت وكالة "تسنيم" الإيرانية، نقلا عن مصدر مطلع، أن "4 ضباط شرطة من بين القتلى في الحادث الإرهابي بمحافظة كرمان". وكتب بوتين في رسالة إلى الرئيس الإيراني، والمرشد الأعلى، علي خامنئي، أن "اغتيال أشخاص مسالمين يزورون مقبرة أمر يصدم بوحشيته"، مضيفا "ندين بحزم الإرهاب بأشكاله كلها"، وفق ما أورد الكرملين. ونقل التلفزيون الإيراني عن السلطات المحلية في كرمان، قولها إن "الانفجارين نجما عن هجوم إرهابي عبر زرع قنابل"؛ فيما قال مصدر مطلع إن "الانفجارين نجما عن تفجير عبوتين عن بعد". وفي التفاصيل، فإن القتلى والمصابين، من بين المشاركين في إحياء الذكرى السنوية لوفاة سليماني. وسمع دوي انفجارين قرب مرقد اللواء الإيراني الراحل، قاسم سليماني، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي في طهران، وذلك تزامنا مع إحياء الذكرى السنوية الرابعة لمقتله بضربة جوية أميركية في العراق. وقال شاهد من مدينة كرمان، إن "الانفجار الأول وقع عند مدخل مقبرة ’شهداء كرمان’، فيما وقع الانفجار الثاني بعد 20 دقيقة في مكان آخر"، مشيرا إلى أن الانفجار الثاني كان أقوى من الأول وخلف عددا أكبر من الضحايا. وأضاف أن "الانفجار الأول وقع قبل منطقة التفتيش من خلال حقيبة محملة بقنبلة وخلف بين 20 إلى 30 قتيلا، أما بقية الضحايا فهم جراء الانفجار الثاني". وأعلن التلفزيون الرسمي بداية عن سماع دوي انفجار قرب مسجد صاحب الزمان في محافظة كرمان حيث يرقد القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري. وفي وقت لاحق، أفاد التلفزيون عن "سماع دوي انفجار ثانٍ" في المكان ذاته. وأظهرت اللقطات تواجد الآلاف على الطريق، قبل أن يُسمع من بعيد دوي انفجار أثار هلعا بين الحاضرين الذين بدأ كثيرون منهم بالركض للابتعاد عن المكان. كما أمكن رؤية دخان يتصاعد في الخلفية، بينما عمل عناصر من قوات الأمن على فرض طوق. وأظهرت المشاهد على التلفزيون الرسمي العديد من سيارات الاسعاف والمسعفين في المكان. وكانت الجموع تحيي الذكرى الرابعة لمقتل سليماني بضربة جوية أميركية فجر الثالث من كانون الثاني/يناير 2020 بعيد خروجه من مطار بغداد. وقضى معه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس. وكان سليماني في حينه قائدا لفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وأحد أبرز القادة العسكريين للجمهورية الإسلامية، وصاحب دور محوري في رسم إستراتيجيتها في الشرق الأوسط على مدى أعوام طويلة. ويعزى الى سليماني الدور الأكبر في إرساء "محور المقاومة"، وهي التسمية التي تطلق على الأطراف الحليفة لطهران في المنطقة، مثل حزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي والحوثيين، إضافة إلى بعض الفصائل العراقية. ويأتي انفجارا اليوم في خضم توتر إقليمي متصاعد على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة . كما وقعا بعد أيام من اتهام طهران لإسرائيل بقتل القيادي في الحرس الثوري، رضي موسوي، جراء ضربة قرب دمشق حيث كان يؤدي مهام "استشارية" ضمن "محور المقاومة" في سورية. كما جاء التفجيران غداة مقتل القيادي في حركة "حماس"، صالح العاروري، جراء قصف إسرائيلية بواسطة طائرة مسيّرة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
مشاركة :