المنامة - ياسر ابراهيم - نشرت صحيفة الغارديان «The Guardian» مقالا لوزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني السابق اللورد هاين حذر فيه أن السياسة الغربية تجاه غزة تمثل تواطؤا في فشل ذريع ولن تؤدي إلى القضاء الدائم على حماس أو توفير الأمن لإسرائيل، مطالبا بإعادة التفكير في النهج البريطاني تجاه الحرب. واتهم هاين، الذي كان وزيرا في حكومات حزب العمال بعد عام 1997 ووزيرا للخارجية من عام 1999 إلى عام 2001، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلعب دور غير مباشر في الترويج لحماس من خلال رفض التفاوض على حل الدولتين وفرض "حالة حصار مستمرة" على غزة. ويقول إنه يجب إشراك حماس بطريقة أو بأخرى في الحكم المستقبلي لغزة، بحجة أن المحاولات الغربية لاختيار قادة نيابة عن شعبهم لها سجل ضعيف، ويتهم القادة الغربيين بعدم القيام بأي شيء حيال انتشار المستوطنات حيث لا يزال هناك المزيد من المستوطنين، وكذلك الحصار الطويل، والدمار شبه الكامل الآن لغزة". لا يقدم هاين وجهة نظر مباشرة حول ما إذا كان ينبغي لحزب العمال البريطاني أن يدعو إلى وقف إطلاق النار، لكنه يحذر الزعماء الغربيين في جميع أنحاء الجنوب العالمي من أنهم يُنظر إليهم على أنهم منافقون لدعمهم أوكرانيا ولكنهم "متواطئون في حرمان الفلسطينيين من تقرير المصير ومسؤولون عن الرعب في غزة. ويحذر من أن "الخلاف الجيوسياسية مع الجنوب العالمي يتعمق، وسوف يكلف واشنطن ولندن وبروكسل غاليا في عالم مضطرب بشكل متزايد"، مضيفا أنه بدلا من "التواطؤ مع الغرب في فشل ذريع" يجب دعم مؤتمر إقليمي لدول العالم. ووفق تعبيره ينبغي على اللاعبين الرئيسيين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة وإيران، تقييم ما إذا كان حل الدولتين لا يزال اقتراحاً قابلاً للتطبيق. ويكتب أنه لم تكن هناك دبلوماسية غربية جادة بشأن القضية الفلسطينية منذ تدخل وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري في عام 2014. ويتوقع هاين، الذي ظل منخرطاً بشكل وثيق في الشرق الأوسط منذ فترة وجوده في الحكومة، أن "إسرائيل لن تقوم بتدمير حماس، كما وعد قادتها - ولا حتى عن طريق تدمير غزة". ويكتب: "على الرغم من أن إسرائيل تلحق الضرر بحماس عسكرياً، ربما بشكل كبير، من خلال القضاء على العديد من أنفاقها وفرار مقاتليها، إلا أن حماس هي حركة وأيديولوجية ساعد تطرف نتنياهو في تعزيزها في كثير من النواحي". وتشير التقارير الواردة من داخل إسرائيل إلى أن نتنياهو على خلاف مع الإدارة الأمريكية بشأن الحكم المستقبلي في غزة، ويرفض وجهة نظر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، القائلة بأن غزة يمكن إدارتها من قبل سلطة فلسطينية متجددة. وكانت هناك تقارير تفيد بأن إسرائيل تدرس خطة لتقسيم غزة إلى مناطق، تدير كل منها عائلة تحددها إسرائيل نفسها. ويدافع بعض أعضاء حكومة نتنياهو علناً عن التهجير الجماعي للفلسطينيين إلى الأردن أو مصر. وقالت السلطة الفلسطينية إنها مستعدة للحكم في غزة بالاشتراك مع الضفة الغربية، ولكن فقط بشروطها وليس تلك التي تفرضها إسرائيل. ويصر نتنياهو على أن الأمن في غزة يجب أن يظل امتيازا إسرائيليا إلى أجل غير مسمى.
مشاركة :