الدفاع المدني.. الاعتراف بالفشل بداية النجاح

  • 1/6/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكتب الآن في اليوم الخامس عشر لسقوط الطفلة (لمى) في بئر بمنطقة تبوك، أعان الله أهل الطفلة وجبر مصابهم العظيم، وكم يحزنني جداً التعامل الإعلامي الإلكتروني بالذات الذي استغل تلهف الرأي العام للقضية، وأخذ ينشر أي خبر لغرض (زيادة القراءات والزيارات للموقع) دون أي مسؤولية مهنية وأخلاقية أو حتى إنسانية، حتى وصل الأمر ببعضهم (لتمرير) سؤال لأحد أعضاء هيئة كبار العلماء عن حكم جعل البئر قبراً للطفلة، هكذا ببساطة وكالعادة نحاول أن نغطّي فشلنا بلبوس ديني يحسم الجدل! يجب أن نعترف أولاً بفشل الدفاع المدني في التعامل مع هذه الكارثة مهما كانت المبررات، فالقول إنهم يعملون ليل نهار وبجهد خرافي لا يعني أنهم نجحوا، فالعبرة ليس بمشقة العمل، إنما بالنتيجة، والقول بأن الخبراء الذين استعانوا بهم من جهات أُخرى اتفقوا بأن طريقة الدفاع المدني هي الأفضل لا يبرر أيضاً فشلهم، وكذلك ما يردده بعض الزملاء من أن الدفاع المدني يعمل وفق الإمكانيات الموجودة لديه فهذا من وجهة نظري عذر أقبح من ذنب، فالدفاع المدني من المُفترض أن يكون مهيأ للتعامل مع الكوارث -لا سمح الله-، وكونه عُرف بأنه متخصص (بإطفاء الحرائق) لا يعفيه من التقصير، فنقص الإمكانيات خطأه وحده، فالاعتراف بنقص الإمكانيات ليس عذراً مقبولاً إلا إن كانت مديرية الدفاع المدني طلبت من قبل إيجاد معدات متقدمة وتأهيل عال لمنسوبيها وتم رفض هذا الطلب، وقتها قد نوجد لهم العذر ويتحمله من قصّر، الأهم أن نتفق أن التقصير حصل، ونتج عنه وفاة الطفلة التي رُبما تكون على قيد الحياة في اليوم الأول من وصول الدفاع المدني للموقع، يجب أن نتحلى بالصدق والشجاعة عندما ننتقد أنفسنا، خاصة عندما يكون الموضوع متعلقاً بحياة إنسان، ولهذا قد يأتي من يسأل بلغة محملة (باليوتوبيا) ويردد السؤال الخيالي بمثاليته: وهل الدفاع المدني مسؤول عن أخطاء وقصور الناس؟ أقول نعم هذه مسؤوليته يجب أن يكون متهيئاً لمعالجة أخطاء المواطنين و «خدمتهم» ولهذا أُوجد، مثله مثل غيره من المؤسسات الحكومية، ومن حقه أن نقول له أحسنت عندما يقوم بواجبه، مثلما من حقنا عليه أن يأخذ غضبنا من تقصيره على محمل الجد.

مشاركة :