وسط خلافات سياسية داخلية عاصفة في تل أبيب بين الحكومة ومجلس الحرب، واصلت إسرائيل أمس، ضربات جديدة على غزة، في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن القطاع الفلسطيني المحاصر بات «مكاناً للموت وغير صالح للسكن» وقصفت إسرائيل أمس مستشفى حي الأمل التي تأوي آلاف النازحين. ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية أن ضربات إسرائيلية استهدفت فجر أمس مدينة رفح في الطرف الجنوبي من قطاع غزة حيث لجأ مئات آلاف الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة محاولين الفرار من الاشتباكات. وأفادت مصادر استشفائية فلسطينية عن سقوط 35 قتيلاً في دير البلح في وسط القطاع يوم الجمعة. وقال أحد سكان جباليا (شمال) لـ«الوكالة الفرنسية» بعد غارة إسرائيلية: «الحي بكامله مدمر ولا أعرف إلى أين سيعود الناس. أين سنعيش؟». وأضاف: « لكن رغم ذلك سنبقى مصممين. لم نهرب إلى الجنوب أو إلى مكان آخر. بقينا في السكة (جباليا)، حيث كانت منازلنا». وحذر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث من أن القطاع الفلسطيني المحاصر بات «بكل بساطة غير صالح للسكن». وقال في بيان: «عد ثلاثة أشهر على هجمات 7 أكتوبر الفظيعة، باتت غزة مكاناً للموت واليأس»، و«يواجه (سكانها) تهديدات يومية على مرأى من العالم». وأكد غريفيث «نواصل المطالبة بإنهاء فوري للنزاع، ليس من أجل سكان غزة وجيرانها المهددين فحسب، بل من أجل الأجيال المقبلة التي لن تنسى أبداً تسعين يوماً من الجحيم والهجمات على المبادئ الإنسانية الأساسية». وتفيد منظمة يونيسيف أن المواجهات وسوء التغذية والوضع الصحي أحدثت «دورة من الموت تهدد أكثر من 1.1 مليون طفل» في هذا القطاع الذي كان يسوده الفقر حتى قبل بدء الحرب. وأدى القصف الإسرائيلي على القطاع، مترافقاً مع هجوم بري اعتباراً من 27 أكتوبر، إلى مقتل 22600 شخص غالبيتهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس». وفي عملية وصفت بـ «المعقدة»، ألقى سلاحا الجو الفرنسي والأردني سبعة أطنان من المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة على مستشفى ميداني أُنشئ في خان يونس ثاني أكبر مدن قطاع غزة. ووفق مسؤول بالرئاسة الفرنسية فإن العملية التي نفذت مساء الخميس شهدت مشاركة طائرات فرنسية وأردنية. في هذا السياق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة إكس «لا يزال الوضع الإنساني حرجاً في غزة. وفي أوضاع صعبة قامت فرنسا والأردن بإلقاء المساعدات جواً للسكان ومن يساعدونهم». وأعلن قصر الإليزيه الجمعة تنفيذ عملية إلقاء للمساعدات الإنسانية بقطاع غزة ليل الخميس الجمعة بواسطة طائرتي شحن عسكريتين من طراز سي-130 إحداهما فرنسية والأخرى أردنية «مع فرق مختلطة من الأردن وفرنسا في كلا الطائرتين». وفي هذا السياق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة إن بلاده إلى جانب الأردن ألقتا سبعة أطنان من المساعدات الإنسانية والصحية في قطاع غزة، حيث يفتقر 2,4 مليون نسمة إلى كل شيء بعد نحو ثلاثة أشهر من الحرب. وقال ماكرون على حسابه على موقع إكس «لا يزال الوضع الإنساني حرجاً في غزة. وفي أوضاع صعبة قامت فرنسا والأردن بإلقاء المساعدات جواً للسكان ومن يساعدونهم». وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أنه «لا يوجد أي مبرر ولا أية شرعية» لقصف الأطفال والنساء وكبار السن في قطاع غزة. وألح ماكرون على إسرائيل لوقف القصف الذي يقتل المدنيين في القطاع، لكنه أكد أنه يشارك تل أبيب «رغبتها في التخلص من الإرهاب» في الإشارة إلى مساعي إسرائيل للقضاء على حماس. ورغم قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، لا يزال عدد محدود من شاحنات المساعدات يدخل غزة.
مشاركة :