ردود عسكرية باهتة لحزب الله على مقتل العاروري

  • 1/6/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - أطلق حزب الله اللبناني صباح السبت أكثر من 60 صاروخا باتجاه "قاعدة مراقبة جوية" في شمال اسرائيل مشددا على أنها أتت "في إطار الرد الأوّلي" على مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت فيما يرى مراقبون ان الهجوم بسيط وباهت مقارنة بعملية الاغتيال وأنها تأتي لرفع العتب وتخفيف غضب انصار حركة حماس وقوى " محور المقاومة". وجاء في بيان للحزب الموالي لإيران "قام مجاهدو المقاومة الإسلامية في إطار الرد الأوّلي على جريمة اغتيال القائد الكبير الشيخ صالح العاروري وإخوانه الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، باستهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية بـ 62 صاروخًا من أنواع متعدّدة". وأضاف البيان أن الصواريخ "أوقعت إصابات مباشرة ومؤكّدة" في القاعدة لكن مراقبين يرون ان الهجوم لا يختلف عن هجمات سابقة للحزب استهدفت بعض المواقع الإسرائيلية والتي باتت خالية من الجنود الإسرائيليين بعد التوتر في الشمال. بدوره قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق حوالي 40 صاروخا من الأراضي اللبنانية صباح السبت مضيفا في بيان أن القوات الإسرائيلية ضربت خلية مسؤولة عن بعض عمليات إطلاق الصواريخ بعيد ذلك. وانطلقت صافرات الانذار في بلدات ومدن في شمال إسرائيل وفي هضبة الجولان السورية المحتلة من جانب إسرائيل. وتعليقا على التصعيد قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي السبت إن أي تفجير واسع النطاق جنوبي بلاده سيمتد ليشمل كامل المنطقة وذلك خلال استقباله مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيروت، وفق بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة. وأضاف ميقاتي "إننا طلاب سلام لا دعاة حرب، ونتطلع إلى تحقيق الاستقرار، ونقوم بالاتصالات اللازمة في هذا الصدد، لأن أي تفجير واسع النطاق في جنوبي لبنان سيقود المنطقة إلى تفجير شامل" مشددا "على التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701". واكد أن تطبيقه كاملا "يستوجب أولا وقف الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها". وشدّد بوريل لى ضرورة تجنّب جرّ لبنان إلى نزاع إقليمي وقال بوريل في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب "أعتقد أنه يمكن تجنّب الحرب ويجب تجنّبها ويمكن للدبلوماسية أن تسود للبحث عن حل أفضل". وقتل العاروري مع ستة مسؤولين في حركة حماس الثلاثاء في ضربة صاروخية من طائرة حربية، وفق مصدر أمني لبناني، استهدفت مكتبا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، في أول استهداف يحصل في العاصمة اللبنانية منذ بدء الحرب في غزة. وقالت السلطات اللبنانية والحزب وحماس وواشنطن إن إسرائيل نفذت العملية. لكن الدولة العبرية لم تعلن مسؤوليتها عن العملية. وفي كلمة له الجمعة، أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن "الرد آت حتما" مضيفا "القرار في الميدان، الميدان سيرد، والميدان لا ينتظر". لكن منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول واجتياح الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة خرج نصرالله مرارا مهددا بشن عمليات واسعة ضد الجيش الإسرائيلي لكن ذلك لم يترجم على الأرض والتزم الحزب بشن هجمات صاروخية على بعض المواقع العسكرية الإسرائيلية فقط دون توسيع الصراع بعد تحذيرات أميركية نقلها الجانب الفرنسي. ومنذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. وأسفر تبادل القصف عند الحدود عن مقتل 175 شخصا على الأقل في الجانب اللبناني، بينهم 129 عنصرا من الحزب. وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين. وحذرت القوى الغربية من توسع النزاع فيما أرسلت واشنطن حاملات طائرات الى المنطقة في اطار التزامها بأمن إسرائيل. بيروت - وصف أمين عام حزب الله حسن نصر الله اغتيال إسرائيل للقيادي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت بـ"الخرق الخطير"، مجددا التأكيد على أنه لن "يمرّ دون رد". وليست هذه هي المرة الأولى التي يهدد فيها إسرائيل، فيما نأت الجماعة اللبنانية بنفسها عن الانخراط بشكل مباشر في الحرب على غزة رغم ترسانة الأسلحة والصواريخ التي يمتلكها الحزب المدعوم من إيران واستعراض قدرته على ضرب العمق الإسرائيلي. وأضاف في كلمة متلفزة خلال حفل تأبين القيادي بالحزب محمد ياغي في بعلبك شرق لبنان "عندما يكون الاستهداف في لبنان والضاحية الجنوبية نحن لا يمكن أن نسلم بهذا الخرق الكبير والخطير". وأضاف "قطعا لن يكون استهداف الشيخ صالح العاروري بلا رد والقرار الآن هو في يد الميدان وهو الذي سيرد على هذا الاستهداف". وتابع "إذا سكتنا على قتل العاروري فسيصبح لبنان مكشوفاً والرد آتٍ لا محالة". وأكمل "إننا أمام فرصة حقيقية لتحرير كل شبر من أرضنا اللبنانية ومنع العدو من استباحة حدودنا وأجوائنا". ورأى أن "الولايات المتحدة لا تريد توسيع الحرب لأنها مشغولة بجبهة أوكرانيا وهي تتهيأ لهزيمة استراتيجية أمام روسيا". وأوضح نصر الله أن "إسرائيل لا تعترف لا بقتيل ولا بجريح وهذا جزء من سياساتها في التكتم العام على خسائره"، لافتا إلى أن حزب الله "نفذ ما يزيد على 670 عملية خلال 3 أشهر وتم استهداف 48 موقعاً حدودياً أكثر من مرة". ومساء الثلاثاء نعت حركة حماس نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري الذي اغتيل و6 من كوادر الحركة بثلاثة صواريخ من مسيرة إسرائيلية استهدفت مقرا للحركة في ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله. وفي سياق متصل قدم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن قتل إسرائيل للعاروري خلال هجوم في العاصمة اللبنانية بيروت، واصفا عملية الاستهداف بأنها المرحلة الأكثر خطورة في الهجمات الإسرائيلية على البلاد. وجاء في الشكوى أن إسرائيل استخدمت ستة صواريخ في الهجوم الذي أدى إلى مقتل العاروري، مضيفة أن إسرائيل تستخدم المجال الجوي اللبناني لقصف سوريا. ويتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود، فيما تجاوز عدد قتلى الجماعة اللبنانية التي تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة والصواريخ 147 قتيلا وهي حصيلة تعتبر مرتفعة استنادا إلى محدودية الاشتباكات وعدم تطورها إلى حرب.

مشاركة :