يُعرف ركن “أدب الرحلات” في مهرجان الكُتّاب والقرّاء، في نسخته الثانية، الذي أطلقته هيئة الأدب والنشر والترجمة، في مركز الأمير سلطان الحضاري بمدينة خميس مشيط في منطقة عسير، باثنين من الرَّحَّالة السعوديين اللذين يعدان من رموز الثقافة والسفر في المملكة والعالم، وهما محمد بن ناصر العبودي، وعاتق البلادي. ويتيح الركن للزوار معلومات حول العلاّمة الراحل محمد بن ناصر العبودي، الذي ولد عام 1926 في بريدة، وبدأ تعليمه في الكتاتيب قبل الانتقال إلى دراسة القرآن واللغة العربية، ونشط في التدريس والفقه والأدب، ويُعرف بتأليفه الغزير في أدب الرحلات، حيث زار العبودي معظم بقاع العالم وكتب عن ثقافات متنوعة في كتب مثل “صلة الحديث عن إفريقية” و”من روسيا البيضاء إلى روسيا الحمراء”. كما كتب في الشريعة والفقه واللغة، ومن بين مؤلفاته “نفحات من السكينة القرآنية” و”معجم الأصول الفصيحة للكلمات الدارجة”. وكُرم العبودي في مهرجانات وحصل على جوائز مثل جائزة الأمير سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وجائزة “شخصية العام الثقافية”، ويُشاد به لقربه من مختلف الثقافات والأعراق، وترجمته لرحلاته إلى كتب. كما يُعرف الركن بالعلاّمة عاتق البلادي، وهو مؤرخ ونسابة وأديب سعودي، حيث ولد في خليص وترعرع في صحراء الحجاز، وتلقى تعليمه الأولي بالمساجد، ثم انضم إلى الجيش السعودي قبل أن يتوجه إلى العمل الثقافي، وله إسهامات بارزة في مجالات الجغرافيا والتاريخ مع أكثر من 41 مؤلفا، بما في ذلك “بين مكة والمدينة” و”رحلات في بلاد العرب”، واشتهر برحلاته الواسعة وكتبه التي توثق الجزيرة العربية ومكة المكرمة. تلقى البلادي تكريمات عدة أبرزها جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية، كما تم تكريمه بتسمية شارع باسمه في جدة، تقديرا لإسهاماته في مجالات الأدب والتاريخ والجغرافيا. ويتضمن المهرجان الذي تستمر فعالياته خلال المدة من 4 إلى 10 يناير الجاري، العديد من الأركان مثل: قصائد بين الطرق، ومنصة الفن والأقصوصة، وتحديات وتجارب أدبية، وأدباء عبر التاريخ، وقطاعات الفن الفلسفة، والسيرة الذاتية للشنفري، بارضافة إلى مناطق أخرى للتفاعل مع الزوار بهدف زيادة معرفتهم، كمنطقة الأطفال والمغامرين الصغار، وحديقة المطل، وممشى الأدب، إضافة إلى منصة للفنون التشكيلية تتيح للفنانين المحليين إبراز مواهبهم في المزج بين الفن والأدب.
مشاركة :