رحلة مع الكاميرا بدأها المصوّر الإيطالي ماسيمو جورجيتا، منذ طفولته، حتى طوّر شغفه وشرع في توثيق جماليات ما تحت الماء وأعماق البحار منذ ما يقارب 30 عاماً. وقد تمكن جورجيتا بعد رحلاته الكثيرة وفي البحار المتعددة من انتزاع «جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية» للتصوير الضوئي الكبرى، عن صورة «حيوات مدمجة» لقنديل البحر الغلالي وبداخله وعلى سطح جسمه العديد من الكائنات التي تعيش فيه وعليه، والتي التقطها أثناء الغوص الليلي، المعروف باسم (الغوص في المياه السوداء)، في مضيق ليمبيه شمال سولاويزي في إندونيسيا. أول كاميرا ماسيمو جورجيتا تحدث لـ«الإمارات اليوم»، عن فوزه بالجائزة ورحلته مع عالم التصوير، وقال: «والدي مصوّر فوتوغرافي، أهداني أول كاميرا وأنا في الـ10 من عمري، وشرعت وقتذاك في التقاط الصور التذكارية، سواء في السفر، أو حتى للمناظر الطبيعية، وكذلك المناسبات والاحتفالات مع والدي، ومن هنا بدأت علاقتي بالكاميرا». وأضاف: «عملت بعد ذلك على تحديث معداتي الخاصة بالتصوير، بما يتناسب مع أنواع التصوير التي كنت أقوم بها، ومنها تصوير (الماكرو)، وبعدها انتقلت إلى التصوير التجاري والإعلانات، حتى أصبحت من المتميزين في مجال تصوير الأعراس والأزياء». ألوان جميلة لم يتوقف جورجيتا عند تصوير الأزياء والأعراس، حيث أكد أن الطبيعة شدَّته لالتقاط لحظات فريدة من الحياة البرية، فبدأ يذهب الى المتنزهات الطبيعية والواحات لتصوير الطيور والحيوانات وكذلك الحشرات، حتى طوّر شغفه بالغوص في عام 1992، فطوّر هوايته بالأنشطة المائية وبات مدرباً للغوص، وبدأ يغوص في البحار الاستوائية والبحر الأحمر للبحث عن الألوان الجميلة في الأعماق، إلى أن فكَّر بربط شغف الغوص بالتصوير. ويشير جورجيتا إلى أن التحدي الأول الذي واجهه في تصوير الحياة المائية، تمثل في كيفية توثيق التفاصيل الدقيقة تحت الماء، فبدأت رحلته الأولى في إندونيسيا، ومن ثم انتقل إلى بابوا الغربية لتصوير التنوّع البيولوجي في الأعماق، وواجه العديد من التحديات، لاسيما لدى المقارنة بين تصوير ما فوق الماء وما تحت الماء في المياه المتوسطة، فضلاً عن تصوير المياه السوداء، وتصوير التمساح الأميركي المهدد بالانقراض، إلى جانب تصوير أسود البحر أثناء الصيد. خزّان الوقت والأنفاس ويلفت جورجيتا إلى أن التصوير تحت الماء يتطلب ما هو أبعد من خبرات التصوير، إذ لابد أن يكون المصوّر غواصاً محترفاً، وهو ما لا يحتاجه المصور في تصوير الحياة البرية، فضلاً عن الوقت الذي يُعدّ من العوامل التي تقيد المصوّر تحت الماء، فهو يمتلك وقتاً محدداً وكذلك خزاناً محدداً من الهواء للتنفس. وأشار إلى أن عدد مرات الغطس التي يمكن أن يقوم بها الغطاس في اليوم الواحد لا تتجاوز الخمس، وتبلغ المدة القصوى لكل مرة 45-60 دقيقة، ما يعني أن فرصته لالتقاط الصورة ستكون بمعدل زمني محدد خلال اليوم الواحد، فيما على الأرض وفي تصوير الحياة البرية، تحكم الصورة عوامل أخرى ومختلفة، منها الطقس والضوء والرؤية. وحول الإعداد المسبق لكل رحلة تصوير، لفت جورجيتا إلى أنه يعمل على إعداد خطة محددة لكل رحلة تصوير، موضحاً أنه «يضع خطة متكاملة يحدد فيها الغاية من الرحلة». وتحدث عن تفاصيل رحلته إلى ليمبيه، التي كان قد ذهب إليها مرتين قبل رحلة عام 2023، مشيراً إلى أنه وضع هدفين لتلك الرحلة: الأول تصوير موضوعات مختلفة، والثاني التصوير باستخدام تقنية المياه السوداء، فكان يغطس ثلاث مرات في النهار، ثم مرتين في المساء، وأنه كان يحمل معه ضوءاً، ويذهب في الأعماق المظلمة حتى رأى القنديل وسارع إلى تصويره، وهي الصورة التي مكَّنته من الفوز بجائزة «حمدان للتصوير». ونوّه بأن القنديل في الثواني الأولى كان بمفرده، حتى بدأت تنتشر حوله الأسماك فالتقط الصورة، ولم يدرك أن الأسماك كانت داخل القنديل وعليه إلا بعد تحميل الصور على جهاز الحاسوب، مؤكداً أنه حين التقط الصورة لم يدرك القيمة البيولوجية الحقيقية لهذه الصورة. صبر وتقدير ووصف جورجيتا الفوز بالجائزة بمثابة تقدير لقيمة التصوير للحياة المائية، وكذلك للحياة البرية، والصبر الذي يعيشه المصوّر من أجل التقاط الصور التي توثق جمال الطبيعة والحيوانات، فضلاً عن كون هذه الجوائز تضيء على رحلات المصوّرين في توثيق هذا النوع من الجمال في الطبيعة. ونصح المصوّرين الذين مازالوا في بداية مشوارهم الفوتوغرافي بالتعلّم من أصحاب الخبرة والعلم والكفاءة، وعدم الاكتفاء بما يتم أخذه عن طريق الإنترنت، لأن المعرفة المتينة تحتاج إلى وقت كي تبنى، وهي التي تقود إلى نتائج مميزة. صور وتكنولوجيا اعتبر المصوّر الإيطالي ماسيمو جورجيتا، نفسه مصوّراً ولد مع التصوير التناظري، مشيراً إلى أن التكنولوجيا الحديثة قدمت كثيراً للمصوّرين على المستوى التقني، لكنها في الوقت عينه تتطلب منهم العمل والجهد من أجل تحديث المعرفة. وأكد أننا نعيش اليوم في عصر الذكاء الاصطناعي، الذي بات مسيطراً على المستقبل، موضحاً أنه «بلا شك قد يترك أثره في الصور والتصوير، ولكن هذا هو التطور». • في الـ10 من عمري، بدأت التقاط الصور التذكارية في السفر، والمناسبات والاحتفالات، ومن هنا بدأت علاقتي بالكاميرا. • التصوير تحت الماء يتطلب ما هو أبعد من خبرات التصوير، ويحتاج إلى مهارات لا يحتاجها مصور الحياة البرية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :