أعلنت وكالات تابعة للأمم المتحدة، أن المساعدات التي دخلت قطاع غزة تمثل خطوةً أولى، لكنها غير كافية ولا تعد إلا بداية صغيرة، وأن 1.6 مليون شخص بالقطاع يحتاجون «بشكل حرج» للإغاثة الإنسانية. جاء ذلك فيما أجلت منظمات إغاثة دولية موظفيها من مستشفى في وسط القطاع بسبب تزايد الهجمات العسكرية. وأعلنت 5 وكالات تابعة للأمم المتحدة، أن قافلة الإغاثة التي دخلت غزة أمس الأول، عبر معبر رفح المصري، توفر مساعدات منقذة لحياة للمدنيين، ولكنها ليست كافية على الإطلاق، ولا تعد إلا بداية صغيرة. والوكالات الخمس التي أصدرت البيان هي: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، ومنظمة الصحة العالمية. وأشارت الوكالات الخمس، في بيان مشترك، إلى أن «الشحنة الأولى، وإنْ كانت محدودة من الإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة من الهلال الأحمر المصري والأمم المتحدة دخلت قطاع غزة السبت على متن 20 شاحنة». وقال البيان، إن «هذه المساعدات تعد «شريان حياة لبعض من مئات آلاف المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال، الذين انقطع عنهم الماء والغذاء والدواء والوقود والإمدادات الأساسية الأخرى». وأشارت الوكالات الأممية إلى عدم كفاية تلك المساعدات، وقالت إن أكثر من 1.6 مليون شخص في غزة يحتاجون بشكل حرج للإغاثة الإنسانية، وإن الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن ما زالوا أكثر الفئات ضعفاً. وقالت الوكالات: «الوقت ينفد قبل أن يرتفع عدد الوفيات بشكل هائل بسبب تفشي الأمراض والقدرة المحدودة للرعاية الصحية، وذلك مع تدمير أو تضرر كثير من البنية الأساسية المدنية في غزة خلال نحو أسبوعين من القصف المستمر، بما في ذلك على الملاجئ والمنشآت الصحية وأنظمة الماء والصرف الصحي والكهرباء». وفي سياق متصل، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» سحب موظفيها من المنطقة الوسطى في قطاع غزة، بما في ذلك مستشفى «الأقصى»، على خلفية تزايد هجمات الجيش الإسرائيلي. وقالت منظمة الرعاية الطبية الدولية في بيان، إنها تواجه صعوبة في إجلاء موظفيها وعائلاتهم من غزة، وأعلنت سحب طاقمها من مستشفى الأقصى. وقالت كارولينا لوبيز، منسقة الطوارئ بالمنظمة في مستشفى الأقصى بغزة: «بضمير مثقل، يتعين علينا إخلاء موظفينا، بينما يظل المرضى والعاملون في المستشفى، والعديد من الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في مباني المستشفى»، حسب البيان نفسه. وأكدت المنظمة الدولية، أنها «اتخذت هذا القرار الصعب بإجلاء موظفيها وعائلاتهم من المنطقة الوسطى بغزة في أعقاب أمر الإخلاء الذي أصدرته القوات الإسرائيلية من خلال منشورات أسقطتها من الجو في الأحياء المحيطة بالمستشفى». وقالت، إن «الوضع اتخذ منعطفاً خطيراً لدرجة أن بعض الموظفين الذين يعيشون في المناطق المجاورة لم يتمكنوا من مغادرة منازلهم بسبب التهديدات المستمرة من الطائرات المسيرة والقناصة». وشددت، أن «رعاية المرضى تتأثر سلباً مع انخفاض عدد الموظفين في المستشفى». وأضافت لوبيز أنه «بموجب القانون الإنساني الدولي، يجب على إسرائيل حماية المرضى والعاملين في المستشفى الوحيد العامل بالمنطقة الوسطى بغزة». واختتمت «أطباء بلا حدود» حديثها بالقول: «ندعو بشدة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، منعاً لوقوع المزيد من الوفيات والإصابات». في غضون ذلك، قال الدفاع المدني في غزة، أمس، إن هناك أكثر من 8 آلاف مفقود تحت الأنقاض جراء القصف الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، مشيراً إلى فقدان 43 من أفراد طواقمه، وإصابة ما يزيد على 180 آخرين. وأضاف، أنه جرى تدمير 10 مراكز للدفاع المدني من أصل 18 مركزاً في غزة، وأن الجيش الإسرائيلي تعَّمد تدمير البنية التحتية بشكل كامل في القطاع. وطالب المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة العمل الفوري والعاجل لإيقاف الحرب التي تُشن على قطاع غزة، وضرورة التدخل الفوري لحماية ما تبقى من طواقم الدفاع المدني. وأردف أنه «لم تصل للدفاع المدني أي كميات من الوقود، ما أدى إلى تعطل أكثر من 70% من قدراتنا التشغيلية».
مشاركة :