تحكي القرية التراثية التي تجذب زوار مهرجان شتاء جازان الـ24 قصة كفاح الآباء والأجداد، وهي بمثابة ربط بين الماضي والحاضر. كما تبرز القرية كورنيش جازان الجنوبي كمعلم حضاري يرمز لحقبة زمنية من تاريخ منطقة جازان العريق وهي مرتبطة بالحضارة الراقية. وتضم القرية العديد من الصور الحية، والأشكال التي ترمز التنوع الثقافي المزدهر، ففيها نماذج للبيت الجبلي والبيت التهامي، والعشة الطينية، والبيت الفرساني وسط البحر، والسوق الشعبي، والمطاعم الشعبية، مما يجعل الزائر واقفًا أمام تجسيد متكامل للتاريخ الجازاني. المشرف على قرية جازان التراثية حمد دقدقي قال إن تأسيس القرية التراثية يعود إلى عام 1429هـ، فقد أُسست كقرية مؤقتة ضمن فعاليات مهرجان جازان الشتوي الأول. وأضاف: “عندما حظيت بإعجاب زوار المهرجان، تقرر إنشاء مقرٍ دائم لها بأمر من الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان آنذاك”. وتابع: “مرت القرية التراثية بعدة مراحل تطويرية وإضافات متعددة حتى أصبحت على ما هي عليه الآن”. وواصل: “عند دخول القرية ستجد من الجهة اليمنى “البيت الجبلي” بطوابقه الثلاثة وبنائه الصلب وعمارته الملائمة للبيئة الجبلية التي قهرت عوامل التعرية الطبيعية، وهو يحتوي على المعروضات الأثرية والمقتنيات المنزلية التي أحالت المنزل الجبلي إلى مركز تراثي يعرض الأدوات المستخدمة في الزراعة والطبخ ومختلف شئون الحياة اليومية”. وأشار إلى أن “البيت التهامي” الذي يبرز بساطة الحياة التهامية وأناقتها من خلال شكله المخروطي وأصوات الأواني المعلقة بداخله، يقع إلى جوار البيت الجبلي. وأوضح أنه على بعد خطوات من البيئة التهامية يجد الزائر “البيت الفرساني” ذي اللون الأبيض الناصع وسط البحر، ويرتبط مع القرية تراثية بواسطة جسر، ويعد هذا البيت تجسيدًا حيًا للبيئة البحرية في جزيرة الفرسان حيث البحر واللؤلؤ والأصداف. وتضم القرية مطاعم شعبية جازانية، تطبخ فيها نساء سعوديات الأكلات الشعبية كالمغش والحسية والخمير والدقيق والادامات وجميعها تصنع في التنور الذي يعطي الأكل مذاقه الخاص. ويقع في وسط القرية، في السوق الشعبي القديم بمعروضاته الأثرية والتراثية والأواني التقليدية والنباتات العطرية. ويساهم هذا السوق في دعم الحرف القديمة في المنطقة، كما أنه يستقطب الحرفيين الذين يعرضون منتجاتهم. وتشهد القرية هذه الأيام إقبالًا من السياح والزوار؛ تزامنًا مع موسم شتاء جازان 24 وتقام فيها عدة فعاليات متنوعة.
مشاركة :